أخبار

االطائفي والجهوي القبلي، موجهات رئيسة فى انتخابات موريتانيا

حاولت صحيفة “أنباء” منذ أعلنت المعارضة الموريتانية التنازل عن مطلبها السياسي الرئيس عودة ولد الشيخ عبد الله إلى السلطة ، والدخول المباشر فى العملية السياسية مع قائد المجلس العسكري المستقيل ، من خلال السباق إلى القصر مستغلة الوضع السياسي والإجتماعي الذى نشأ مباشرة بعد سقوط الرئيس المخلوع وماتلاه من تصدعات فى بعض الامبراطوريات المالية والإجتماعية التى كانت لها الهيمنة على منافذ الدولة الموريتانية منذ الإطاحة بنظام أول رئيس موريتاني بعد الإستقلال فى العاشر من يوليو 1978 ، إجراء قرءة تحليلية للساحة السياسية فى موريتانيا تقوم على التحرر والتجريدالموضوعي .

لقد ظهرت بجلاء فى موريتانيا ولأول مرة ، قبائل بكاملها تؤيد هذا المرشح وتستنفر كل ما تملك من قوة مالية وخبرة فى العمل الميداني ضد نجاح ذاك! ، قبيلة “ايدوعلى” مثلا فى دعمها لمسعود ولد بولخير وبذلها أقصى طاقة لقطع الطريق على عودة ولد عبد العزيز إلى القصر مهما كان الثمن !، ، بل أكثر من ذلك كشفت الإنتخابات الموريتانية التى سيجري التصويت فيها غدا الثامن عشر من يوليو لاختيار رئيس للجمهورية ، ولأول مرة كذلك بروز العامل الجهوي من خلال الأقطاب المالية فى هذه الجهة أو تلك لانجاح هذا المرشح أو ذاك ، وفق منظار واحد حماية المصالح المالية للفئة والجهة ودرئ مخاطر المساءلة والمحاسبة التى يهدد بها بعض المرشحين فى حال تم له الفوز فى الإنتخابات .

بعض المراقبين المحليين ، استغرب الكيفية التى سيتمكن فيها القطب المالي فى آدرار الذى تقوده العائلتان الكبيرتان “أهل عبد الله ” وأهل انويكظ” من إقناع الخزان البشري الهائل فى “اترارزة ” الذى ظل وإلى الأمس القريب ينظر إلى ذلك القطب والنظام السياسيى الذى يدعمه ، مصدر المصائب والحرمان الذى عانت منه مجموعات “اترارزة ” منذ استولى الرئيس السابق ولد الطايع على السلطة فى 12 ديسمبر 1984 وإلى ان أطيح به فى انقلاب 3 أغشت 2005 .

المفارقة بحسب بعض المراقبين أن ما ينظر إليه على أنه دعم من أكبر قطب مالي فى موريتانيا لزعيم المعارضة السابق المترشح أحمد ولد داداه على أنه انتصار ، قد يأتى بنتائج سلبية ان لم تكن كارثية على المرشح حتى داخل حصنه الإنتخابي التقليدي ، يؤكد ذلك أن “اترارزة ” ظلت الجهة الوحيدة فى موريتانيا التى لم يعلن منتخب واحد فيها تخليه عن دعم الجنرال ولد عبد العزيز فى حين لا يكاد يخلو أسبوع إلا وتنشر الصحف المحلية ، انسحاب عمدة أو شيخ أو نائب فى الشرك أو تكانت أو نواذيبو لدعم أحد المرشحين الثمانية .

الظاهرة الأخطر والأكثر تجسيدا فى انتخبات 2009 فى موريتانيا ، بعد البعدين القبلي والجهوي ، ترسيخها للبعدالطائفي ، العنصري ، الذى تجلى فى إحجام العنصرالعربي فى البلاد عن الظهور فى مهرجانات ومسيرات مرشح الأقلية الزنجية ابرهيما صار ، فلا يمكنك مطلقا رؤية فتاة بيضاء تلوح بأصابع النصر وبيدها صورة مختار صار ، أو صورة للمرشح الزنجي ملصقة على ظهر سيارة شاب عربي ، فى الوقت الذى يظهر فيه زنوج كثر فى مسيرات ومهرجانات جميع المرشحين عربا كانوا أو سودا ، ماقد يفسر على أنه تقدم فى الوعي الديمقراطي وقبول بالآخر أرقى عند الأقلية الزنجية فى موريتانيا منه عند الأغلبية العربية .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button