مقالات

عاجل … إلى أربعة من المترشحين لرئاسيات /محمد الأمين ولد الفاظل /www.autodev.org

لا أخفيكم بأني في ليلة المفاجآت قد فوجئت ـ مثلي مثل كل جمهور المعارضة ـ بالنتائج المعلنة للانتخابات الرئاسية ، ولكني لا أخفيكم أيضا بأني فوجئت أكثر بل وصدمت وذهلت من إعلان رفضكم لتلك النتائج .
إنه لا يجوز لكم أن تومنوا ببعض الديمقراطية وتكفروا ببعضها ولا يجوز لكم أن تشاركوا في انتخابات وترفضوا في الوقت نفسه نتائجها دون أن تثبتوا للشعب الموريتاني عمليات التزوير التي حدثت خصوصا أنه قد تم إشراككم في العملية بكاملها من ألفها إلي ما بعد يائها .
لا يجوز لكم ذلك إطلاقا لأن ذلك الموقف يخالف نص وروح اتفاق دكار المنظم لهذه العملية والذي وقعتم عليه بكامل إرادتكم .
ولا يجوز لكم ذلك لأنه يناقض الممارسة الديمقراطية التي تدافعون عنها خصوصا أنه فيكم من يلقب بأب الديمقراطية وفيكم من يقود الجبهة التي تدافع عنها وفيكم زعيم المعارضة الدستورية وفيكم وفيكم …
ولا يجوز لكم ذلك لأن أمن البلد واستقراره لم يعد يتحمل العودة إلى المربع الأول بعد أن كادت عشرة أشهر من التجاذات أن تعصف به .
ولا يجوز لكم ذلك لأن المصلحة العليا للبلد ستظل دائما فوق مصلحة الأشخاص والأحزاب وليس من الحكمة التضحية بتلك المصلحة مقابل تحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة.
وفي هذه اللحظة الحاسمة والدقيقة من تاريخ البلد يجب علينا جميعا أن نتحلى بروح عالية من الوطنية وعلينا أن نتحلي بالشجاعة وأن نعترف بنتائج الانتخابات كما كنا شجعانا في الماضي أثناء دفاعنا عن الديمقراطية .
اليوم ليس أمامكم ـ يا قادتنا ـ إلا أن تثبتوا وبأدلة صريحة جدا وواضة جدا بأنه قد حدثت عمليات تزوير واسعة وإما أن تقبلوا بنتائج الانتخابات وتستخلصوا الدروس والعبر مع مواصلة المعارضة بالأساليب الديمقراطية على طول السنوات الخمس القادمة .
لقد كنت واحدا من آلاف الجنود الذين سارو خلفكم في معركتم النبيلة لاستعاة الديمقراطية ولقد كنت من أقسي الناس علي قادة انقلاب السادس من أغسطس وهناك عشرات المقالات التى تثبت ذلك .
واليوم أقول لكم بأني علي استعداد كامل لأن أظل جنديا خلفكم بشرط أن تعترفوا بنتائج الانتخابات وتمارسوا حقكم الطبيعي والضروري في المعارضة الدستورية ، أما إذا أصررتم علي رفض النتائج دون تقديم أدلة فعليكم أن تعلموا بأن الكثير من جنودكم سيترككم لموقفكم الذي لا يتماشى مع الديمقراطية ولا مع اتفاق دكار ولا مع المصلحة العليا للبلد .
ووقتها سيكون لدينا مبررات كثيرة لأن نقسوا عليكم كما كانت لدينا مبررات كثيرة تشرع لنا أن نقسوا علي المرشح محمد عبد العزيز قبل ظهور النتائج .
ليس أمامنا من خيار إذا ما تأكدت النتائج رسميا إلا أن نحترم رأي نصف الشعب الموريتاني ونعترف لمحمد ولد عبد العزيز بالفوز في الانتخابات الرئاسية مما يعني الاعتراف به كرئيس شرعي ومنتخب للجمهورية الاسلامية الموريتانية وإن كانت تجوز لنا معارضته دستوريا وبكل الأسايب التي تسمح بها الديمقراطية .. .
تصبحون وأنتم ديمقراطيون ..
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولي ” للتنمية الذاتية

elvadel@forislam.com
www.autodev.org

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button