أخبارأخبار عاجلةمقالات
شكرا جزيلا لمعالي العلامة الشريف علي الرضى ولد محمد ناجي الصعيدي/ عبدالله ولد بونا
في المراحل الحرجة من حياة الشعوب والأمم يتمايز الخلق حسب وعيه الإيماني والقيمي ؛وفي موريتانيا بلدنا الطيب بلد العلم والإيمان والمروءات تتسارع وتيرة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ويختلط الحابل بالنابل في زحمة سلبية انعدام الوزن الأخلاقي للذين غرتهم مظاهر المعاصرة البراقة؛ مظاهر تخفي خلفها تحللا من ضوابط الشرع كتابا وسنة واستقالة من منظومة العادات الموريتانية الأصيلة في توقير أهل العلم والنخوة والكرامة الذين هم عماد هوية وطننا أبدا ؛ وهم كثر لله الحمد في كل جهات الوطن ومن كل مكوناته الاجتماعية ؛ فقدر موريتانيا أن تظل جدوة الإيمان فيها متقدة وأن تكتنز أبدا من معدن السمو وعزة النفس ما يكفي لتغسل به غبار الغوغائية الذي يتسرب بين الفينة والأخرى إلى الجبين الموريتاني المُشرق الأصيل تحت عناوين براقة يسميها غثاء العصر حرية تعبير وحرية تفكير ؛ وهي لا تعدو أن تكون نتاجا سيئا للأمية ولمسلك ابتعد كثر فيه عن هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتحول البعض إلى بِركة سوء آسنة لا يصدر عنها إلا الإساءة لكل تاريخ وحاضر الوطن ؛ ولم يسلم من ذلك رمز واحد من رموز وطننا ,تلك الرموزالذين لا مراء في شموخ أركانها وصفاء نواياها وطهارة مقاصدها.
إن الشريف الشيخ علي الرضى ولد محمد ناجي الصعيدي حفظه الله ورعاه ركن إيمان عظيم في الوطن قاد من صغره مسيرة ربانية مباركة حمل فيها لواء نبل وشهامة وبركة طال ماحمله آباءه الأشراف الحسينيون كابرا عن كابر؛ وتعد مدرسته الربانية المباركة نبراس هدى ومعلم خير في زمن الوطن الصعب هذا ؛ محاظر تعلم الكتاب والسنة تعليما مؤصلا لا زيغ فيه ولاغلو وقيادة حكيمة لنصرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصيحة ربانية صادقة لوُلاة أمر المسلمين ولخاصتهم وعامتهم ؛ ومواجهة بحكمة مع كل تيارات الإلحاد والتطرف وفساد العقيدة ؛ وتحمل لأعباء مالية ضخمة -ماشاء الله – في سبيل إدخال السرور على كل صاحب عسر وحاجة.
إن الكرم والجود خصلة من خصال بيت النبوءة خالدة فيهم إلى يوم الدين ؛ فكم كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستدين من البدو ومن اليهود ومن التجار ليحمل الكل وليعين على نوائب الدهر ؛ وكم كان سيدنا علي رضي الله عنه يستدين وكثير من كبار الصحابة رضوان الله عليهم ؛ وكم مرة باع بعض الصحابة رضي الله عنهم عقارا دون ثمنه المقدر طلبا لثمن أكبر عند الله رب العالمين ؛ وكم كم.
إن مرضى القلوب الذين يسعون بكل سوء ظن لتعليل وتحليل كلما يتعلق بالشيخ الشريف والمربي الرباني علي الرضا حفظه الله ورعاه حسب نفوسهم المريضة لن يضروه إلا أذى ؛ ومحاولات ربط شيخنا أيده الله بنصره بملفات سياسية يخوض فيها الغافلون محاولات مكشوفة وبائسة لا تغير من الحقيقة شيئا.
إن من وهب الله العزيز الحكيم له القبول وصرف إليه قلوب الناس من كل عرق ومن كل توجه سياسي وبارك الله أسبابه ورزقه صدق التوكل على الله الغني الحميد لن يفلح حساده في ربطه بقاعهم السحيق.
لقد تعرفت منذ أكثر من عشرين سنة على الشريف الشيخ الرباني علي الرضا حفظه الله ورعاه وتعلمت من كمال ربانيته حسن الظن بالله ربنا الغني الحميد وعظمة التوكل عليه ؛ وعرفت زهده وورعه وكرمه الذي لا يضاهيه كرم في هذا العصر ؛ وسعة علمه وكمال خلقه وتواضعه.
لا أكتب عنه كما يكتب البعض عن البعض ؛ أكتب عنه اليوم لأنه قيمة وطنية عليا وقامة سامقة على مستوى الأمة والعالم كله.
فمن كالشيخ الشريف علي الرضى يحمل هم الأمة ويدعو للمحبة والسلام ويبذل في ذلك كل الغالي والنفيس ويتحمل عشرات المليارات نفقة في سبيل الله يتكل في الوفاء بها على الله ربنا الغني الحميد ويفي ثم يفي ويفي فمن وكل الوفاء على الله أوفى يقينا وزاد.
وكأنما هو المقصود – في هذا العصر- بقول القائل
طبعُ من سغرُ حسن الخلق
والَّ باش اكبر يكبر فيه
متولّ عن لشياخ الخلق
والكشف الّشياخ امخليه
إن أقل القليل من أداء حق الشيخ علينا في موريتانيا أن نقول له شكرا شكرا شكرا أيها الطود الرباني الشامخ الذي يتحمل كل أذى حثالة الوطن ويرد عليه بفيض المحامد والحلم والشفافية والصدق.
شكرا شكرا للشجرة الصعيدية المباركة التي نرميها بكلما يقع على ألسنتنا من غفلة فتمطرنا بالخير الكثير وبالعفو والصفح وبصدق محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصلي على الشفيع عليه الصلاة والسلام
عبد الله ولد المختار ولد بونا