تقرير أمركي : قطر تحرج المغرب في واشنطن
أنباء انفو- كشف تقرير لمعهد «كارنجي» المتخصص في الشرق الأوسط أن تفاقم الأزمة بين قطر وباقي دول الخليج سيضع المغرب في موقف غير مريح في علاقاته بحلفائه الإستراتيجيين، وذلك في إشارة إلى العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتوقع المعهد المقرب من الحزب الجمهوري أن يضطر المغرب في الأسابيع القليلة المقبلة إلى تغيير موقفه، مرجحا أن تميل الكفة إلى الرياض في آخر المطاف بالنظر إلى العلاقات التي تجمع الملك بالأمراء الشباب في أبوظبي وولي العهد السعودي الجديد، محمد بنسلمان.
وشدد التقرير على أن موقف المغرب في أزمة الخليج الجديدة لم يكن انحيازا لهذا الطرف أو ذاك، اللهم إذا قرئ قــرار إرسال الربــاط مساعــدات غذائية إلى الدوحة بقاموس المصالح السياسية، وهو ما انتبهت إليه الخارجية منذ البداية عندما شددت في بلاغ لها على أن العمل إنساني يأتي تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية.
وتطلع المغرب حسب خبراء حزب ترامب من خلال موقفه هذا إلى رسم خارطة ودية لتسوية الخلاف، دون إلحاق الضرر بالقطريين، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع ضريبة حسابات إقليمية معقدة، وهو ما جعل الدبلوماسية المغربية تنبه إلى أن المساعدات لا علاقة لها بالجوانب السياسية للأزمة القائمة بين دولة قطر والدول الشقيقة الأخرى، وذلك في إشارة منها إلى توافق سياسي ضمني مع قرار السعودية ومصر والبحرين والإمارات، خاصة عندما ربط بذل مساعيه لتشجيع الحوار بين الجانبين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات.
ورفض المغرب التفسيرات، التي جعلت حياده إيجابيا لقطر وسلبيا للدول الأخرى وهو تأويل بعيد كل البعد عن حقيقة موقف الرباط التي رفعت منذ البداية راية الحكمة، مع سعي حثيث إلى التخفيف من التوتر، وتجاوز الأزمة وتسوية الأسباب التي أدت إليها انسجاما مع الروح التي ظلت سائدة داخل المجلس، مع التذكير بالعلاقات القوية التي تربط المغرب بدول الخليج في كافة المجالات، وأن البعد الجغرافي لم ينقص من شعور المغاربة بأنهم معنيون بشكل وثيق، بهذه الأزمة، شريطة ألا يخرج عن سكة الحياد البناء إلى خانة الملاحظة السلبية، التي من شأنها أن تدفع في اتجاه منزلق مقلق بين الأشقاء في الخليج.
وخلص التقرير المذكور إلى أن المغرب لا يمكن أن يستمر موقفه وسطيا ولن يترك مجريات الأمور في الشرق الأوسط تبعده عن مبادئ علاقاته الدولية، بعدما أخذت الأزمة مسارا ملتهبا ينذر بنسف مجلس التعاون الخليجي وتقسيم المنطقة العربية إلى معسكرين، وعبرت الدول المقاطعة للدوحة عن استهجانها لانعدام اللباقة واحترام المبادئ الدبلوماسية التي أبدتها قطر تجاه المساعي الكويتية.