أخبار

الأزمة السعودية الاماراتية البادئ أظلم ” تحليل سياسي “

تتفاعل منذ أسابيع أزمة سياسية بين السعوية والامارات اهم وأكبر اقتصادين عربيين وخليجيين، وذلك حين أعلنت السلطات السعودية تعطيل احد بنود مجلس التعاون الخليجي الذي ينص على حق كل مواطني الدول الخليجية الست بالتنقل بالبطاقة الشخصية ،وقد تعرض عدد من مواطني الامارات للصدمة وهم على بوابة الحدود السعودية بصدد العودة لبلادهم وهم صيام حين طلبت منهم الجوازات السعودية ابراز جوازاتهم أو العودة لسفارتهم بالرياض على بعد أكثر من ألف كلومتر لاستصدار ورقة رسمية للخروج من السعودية وجاء الرد الاماراتي سريعا لكنه اتخذ شكل تعليمات من رئيس الامارات باستمرار دخول السعوديين كماكان ببطاقاتهم الشخصية ويعكس ذلك جوهر سياسة الامارات الحكيم الذي يتعامل بكل هدوء مع دورات التشنج السعودي.
وقبل ذلك بأسابيع عرقلت السعودية حركة الشاحنات عبرها من وإلى الامارات ، ويقول السعوديون أن خريطة الامارات المثبتة على بطاقات التعريف الشخصية للإماراتيين وعلى عملة الامارات الدرهم خريطة تتنافى مع خط الحدود الدولي بين البلدين!!
غير أن مراقبين يرون الخطوات السعودية لا تعدو كونها انتقاما سياسيا من انسحاب الامارات من الوحدة النقدية الخليجية بعيد خلاف على دولة المقر للبنك المركزي الخليجي والذي سعت الامارات لاحتضانه فكان الاعتراض السعودي حجر عثرة.
ولأن انسحاب الامارات من الوحدة النقدية بالغ التأثير على مستقبلها فقد جاء الرد السعودي بالغ التشنج،، يذكر أن الامارات كان مقررا أن تودع اول دفعة من ميزانية البنك المركزي الخليجي بقيمة 160 مليار دولار فقط على أن تسدد السعودية الدفعة الثانية والكويت الثالثة وقطر والبحرين الدفعة الأخيرة.
ويرى الاماراتيون أن السعودية تحتل أراضي إماراتية غنية بالبترول عملت على قضمها رويدا رويدا،فحتى سنة 1989 كان لدى الامارات حدود برية مع قطر تلاشت بفعل التوسع السعودي،وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل انهيان يدير الخلافات مع الاشقاء بحكمة بالغة وهو من احتضن سنة 1981 قمة خليجية في ابو ظبي أعلن منها تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي ترى أغلبية الخليجيين أنه لم يقدم شيئا وقد هيمنت السعودية على أغلب هيئاته فكانت دولة المقر لها.
ويرى مهمتمون بالشأن الخليجي أن أداء السعودية خليجيا تنقصه الحكمة وحق الأخوة والجوار والدور المفترض ان يلعبه الشقيق الأكبر ،وتبرهن الاجراءات السعودية الأخيرة ضد الامارات على مصداقية تخوف الامارات من منح السعودية حق مقر البنك الخليجي إذ أن القرارات السياسية السعودية تأتي انفعالية ومتسرعة مما يعني المخاطرة بالشراكة معها.
ويرى خبراء في الشأن السعودي أن المشكلة من داخل مراكز النفوذ وصراعها الخفي فالملك عبدالله يعاني مشاكل صحية ، وكذلك ولي العهد سلطان بن عبد العزيز مما يطلق يد الأمير نايف بن عبد العزيز لإدارة ملفات حيوية بمنطق الثأر العربي القديم.
ولعل العرب هم الخاسر الأكبر من تفكك مجلس التعاون الخليجي الهش أصلا ، ففي المغرب العربي هناك ماهو معروف من مثبطات التضامن والتكاتف العربي في الوقت الذي يستمر الحريق العراقي والصومالي واليمني والسوداني والفلسطيني واللبناني ،وفي الخليج يظل القطب الأكبر السعودي غير قادر على ضبط ايقاع استراتيجي يعي مصالح العرب العليا، فالسعودية تبسط نفوذها على أغلب اراضي شبه الجزيرةالعربية وتضم بالقوة في جنوبها أراضي يمنية شاسعة وقد قضمت سنة 1920 20% من الأراضي الكويتية ومازالت تسعى لضم المزيد من أراضي دول عربية صغيرة جغرافيا كالامارات وقطر.
وتأكد مصادر مستقلة دقة وسلامة الخريطة الامارتية ،لكن استغلال السعودية لحقل الشيبة الاماراتي البالغ انتاجه نصف مليون برميل يوميا وكذلك وضع اليد على خور العديد القطري والتسامح الاماراتي القطري مع التوسع السعودي المضطرد شجع السعوديين على انتهاج سلوك استفزازي اتجاه الجيران الأصغر.
وعلى كل حال فإن الامة تعول على حكمة السعوديين والاماراتيين في تخطي زوبعة الفنجان هذه وإدراك أن المصالح العليا للشعب الخليجي والعربي ولاسلامي عموما تتمحورحول خليج موحد آمن يحترم فيه الكبير الصغير ويصنع فيه المستقبل كما تريده الشعوب.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button