مقالات

عاجل.. إلي السادة نواب”المعتزلة”..!!

الحسن ولد الشريقي

elhassen@maktoob.com

السادة النواب “المغاضبون” القدامى الموالون الجدد:لم أرى في حياتي ولم أسمع عن مفهوم عسكرة الساسة ،وخاصة ممثلي الشعب إلا عندما كنت أحد شهود تلك الدراما الكوميدية التي قمتم بها قبل 6 من أغسطس،وذلك من خلال الضجة التي قدمتم فيها أنفسكم بوصفكم المنقذون الجدد،والذائدون عن مصالح البلاد وتحقيق رغبات عباد ساكنة موريتانيا الحبيبة،والقريب في أمري أنني لم أكن من المصدقين لتلك النوايا والمبادرات “العسكرية”التي أعلنتم عنها،وذلك لسبب بسيط سؤال رنّ في أذني طيلة تلك الأزمة،و التي أفضت إلي النفق الحالك الذي نعيشه اليوم، ترى هل بإمكان هؤلاء حقا القيام بمثل تلك المبادرات الجريئة،وهم الذين تعودوا على السير خلف إشارات السلطان قبل أوامره..؟؟

الجواب الوحيد الذي لم يجعلني أنخدع بمثل هذه الترهات،هو عجز نوابنا “المغاضبون”قبل ذلك من التحقيق مع الحكومة في ثورة “الجياع “..،بل ولا حتى الاعتذار للمتضررين من أزمة ارتفاع الأسعار وضحايا تلك الثورة وفيضانات الطينطان..الخ،وقطع الشك باليقين في نفسي معرفتي لبعض شخوص “النواب المغاضبون الانقلابين الجدد،لكن و مع ذلك ما زال البعض يرى عكس ما أرى ـ وحق له ذلك ـ الأمر الذي جعلني أراهن من جديد وقد حصل ما كان يريده ويطمح له الكثير من الساسة ومن يدور في فلكهم لنرى من منا على حق في هذا الوقت بالذات الذي يحسب لصالح نوابنا الكرام وهم يعكفون هذه الأيام على تبني “مسودة” ..!!

وليعذرني نوابنا الأفاضل في هذه السانحة أن أتوجه إليكم بهذه الحروف التي ربما تحمل رأي الكثير من قواعدكم الانتخابية التي أعطتكم ثقتها عبر تلك البطاقة التي منحوها لكم في صناديق الاقتراع،والتي أهلتهم ليكونوا ممثلين لهذا الشعب،وعبر جميع الدوائر الانتخابية،خاصة وأنهم أحيوا أمل العديد من هؤلاء الأبرياء الذين تعودوا على التسامح والعفو مهما كان الجرم،عندما سمعوهم وشاهدوهم عبر عديد القنوات الفضائية وهم يدافعون عن النظام الجديد ويلعنون النظام السابق الذي أقنعوا العديد من ضحاياهم الانتخابية بالتصويت له باختيار الرئيس “المؤتمن”..!

السادة النواب الكرام:خيّل للكثيرين بالأمس القريب وفي تلك المبادرة التي سبقت الانقلاب أن شيئا ما حدث،وان تلك الوثبة البرلمانية رغم الشكوك التي دارت حولها من طرف العديد من المهتمين والمحللين،كانت بداية لحراك سياسي أجج مشاعر البعض للوقوف إلي جانبكم من جماهير هذا الوطن،لكن ما نراه من دفاع مستميت وبدون قيد أو شرط عن قادة الانقلاب يبرهن من جديد على أنكم لستم إلا ممثلين للعسكر والجنرالين بالأخص..!!

السادة النواب: منذ الجمهورية الأولى ومرورا بالثانية وسلطتنا التشريعية ألفناها على تقليد عريق في عدم أخذ زمام المبادرة ،ولا حتى معارضة أي مشروع أو مسودة مقدمة من طرف السلطة التنفيذية، وهو ما جعلنا نسمي البرلمان”بالأخرس” والصامت أحيانا،إلا أن تلك الوثبة كما سماها البعض،وإن كنت من بين من رأى بأن ليس لكم من الأمر شيء :والتي أحيت الأمل لدى بعض الجماهير البريئة وهي تشاهد من يمثلونهم في المناسبات الانتخابية يحاورون ويتكلمون باسم المصلحة العامة،ويلوحون بإسقاط هذه الحكومة وتهديد تلك المؤسسة بالتحقيق معها..!!

اليوم وقد جرى ما جرى، حيث شاءت أقدارنا أن نشاهد ـ ربما ـ لأول مرة في التاريخ مؤسسات دستورية زكاها الشعب تدافع عن الانقلاب على الشرعية وحامي الدستور والأمة”رئيس الجمهورية المنتخب”،بل وتصفه بأنه عرقل المسار ودور البرلمان متجاهلين هؤلاء حق الرئيس الذي يمنحه له الدستور والذي يتعدى مثل هذه الأسباب التافهة التي برر بها العسكر ونوابهم الانقلاب على الشرعية..!!

لقد نسي هؤلاء “المعتزلة” بأن مثل هذه التبريرات لن تنطلي على أي أحد إلا من كان يميل إلي الباطل،فالحقيقة كما قالها الجنرال نفسه ليست سوى أناة عساكره هيُمَن عليهم حب مصالحهم ومناصبهم التي خلعوا منها ليقوموا “بردة الفعل تلك “على نظام الشرعية بكل وقاحة لا مبرر لها..!!

وبعيدا عن المشككين في قدرتكم ـ التي لا شك مرهونة بالعسكر ـ على أخذ زمام أي نوع من المبادرة فإن الشيء الوحيد الذي يقطع الشك باليقين حول مدى هذه القدرة التي أوهمنا بها البعض ممن خدع بكم أن تبادروا في هذه الجلسات البرلمانية،التي هي جزء من مسرحيتكم التي بدأ تأليفها من أول يوم تفوهتم فيه بأنكم تنوون حجب الثقة عن حكومة الشرعية، نتحداكم بتضمين تلك “المسودة” بندا يطالب قادة المجلس الأعلى للدولة بضرورة القطع الفوري للعلاقات مع الكيان الصهيوني..،ومحاسبة جميع الذين عبثوا بمقدرات الدولة وعاثوا فيها فسادا،لا أن يستثنى من المحاسبة أصحاب مبادرات التزمير والتطبيل للانقلاب ،من موظفي الدولة..!!

السادة نواب “المعتزلة”اشهدوا أننا قد اعتزلناكم بعد أن تبين لنا كفركم البواح بالديمقراطية التي جاءت بكم إلي مكانة النيابة والتمثل،لأنكم ممثلون للعسكر وليس الشعب،وأنكم لا تؤمنون بالديمقراطية حق الإيمان،هذا إذا كنتم ممن يؤمن حقا بأي شيء كان غير المصالح الضيقة عبر الزمن والأزمان..!!

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button