الديمقراطية الموريتانية ‘‘الجريحة‘‘ بين الخداع الغربي وخيانة النخبة السياسية فى الداخل
يعيش الشارع الموريتانى حالة من الذهول المشفوع بالترقب، ازاء الوضع السياسي القائم فى بلده بعد مرور خمسة أسابيع على سقوط النظام الشرعي واعتقال أول رئيس منتخب فى موريتانيا ، ونظرا لضيق ذات اليد وكثرة العوائق التى تحاصر مواطنى هذا البلد الذين باتوا يعولون على فرج يأتى من الخارج بعد ان تراكمت خيباتهم فى بعض نخبة الداخل التى تنخرها الإنتهازية والمنفعية و ضعف أملهم فى بقية طيبة تعانى كما هي عامة الموريتانيين ، من ضعف الوسائل و قصر النفس ! ،
و قد يكون من المؤسف والمؤسف حقا ان يكتشف انصار الديمقراطية فى هذا البلد ، وبعد فوات الأوان أن الخارج والغرب تحديدا لا ينتج فى مجال السياسة الخارجة عن دائرة حدوده الجغرافية وحدود مصالحه القومية الا ردات فعل ، قد تكون حادة بيانيا ولكنها لا تلبث ان تتبخر كما هي عطور ‘‘الكولو نيا‘‘ التى يتعطر بها قادته كل صباح وقبل الذهاب الى العمل !.
يؤكد هذا البعد التحليلي ، الخبير الفرنسي في السياسة الخارجية الأمريكية «ديدي شودي» حين يصف الموقف الأمريكي من انقلاب 6 اغشت بـ«الاستعراضي»، في حديثه ليومية ‘‘الجزائر نيوز‘‘ عدد 8/9/2008، ويقول : إن انقلاب الجنرالات فى موريتانيا يصب فى إطار المصالح الأمريكية، ولكن كان لزاماً على الخارجية الأمريكية أن تقوم ببعض الحركات الاستعراضية من أجل إظهار أنها لا تؤازر الإنقلابات ..وهو ذاته الموقف الأوربى وتحديدا الفرنسي .
وقد تكون أمانة الجامعة العربية وليبيا والسينغال أكثر براءة ان لم نقل أكثر غباء !!حين أعلنوا تفهمهم لذالك الإنقلاب دون استعراض او مراوغة ، فلو كان الغرب صادقا مع الديمقراطية الموريتانية ‘‘ الجريحة ‘‘ لما بدأت مثلا ، وزيرة الخارجية الأمريكية زيارتها لدول المغرب العربي من طرابلس التى كانت أول دولة أيدت انقلاب موريتانيا واذا كان تغليب المصالح هو السبب فقد يكون ذاته السبب فى تأييد الإنقلابيين فى وقت لاحق ، ثم ومن جهة الأوربيين نجد وبعد أكثر من شهر وبيانات التنديد والرفض من فرنسا لهذا الإنقلاب لا تتوقف ، يطل علينا الرئيس السينغالى وهو أمام باب القصر الفرنسي والى جانبه ساركوزي ليعلن من باريس لا من داكار تفهمه لانقلاب 6 اغشت ، ولا ترد الخارجية الفرنسية ولا حتى القصر الذى تمت‘‘ الفضيحة ‘‘عند بابه ، وكأن الأمر تمت دراسته وتوقيته بعناية ،