بعد اغلاق السفارة وعرض مقرها للبيع .. معاناة الجالية بكندا في سبيل العودة الي الوطن
منذ اعلان السلطات في نواكشوط في عهد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله اغلاق السفارة الموريتانية في اوتاوا يعيش افراد الجالية المورتانية بكندا الكثير من الصعوبات بسبب هذا القرار، فنظرا للاهمية السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها كنداعالميا والتي جعلت منها احدي اكبر دول مجموعة الثماني جاءت تاثيرات قرار الحكومة الموريتانية باغلاق مقر السفارة وعرضه للبيع وسط انباء عن عدم مطابقة المبني الذي تم تشيدده من طرف السفير السابق للمعايير الفنية لبلدية اوتاوا، لتشكل صدمة حقيقية لإحدي اكبرالجاليات الموريتانية نموا في الخارج .
إغلاق السفارة الموريتانية في كندا وتحويل صلاحياتها الي نظيرتها بنيويورك قرار خلف وراءه الكثير من المعاناة بالنسبة لافراد الجالية الموريتانية هناك التي تتشكل في اغلبها ونظرا لسهولة التجنيس في هذا البلد من حاملين للجنسية الكندية الامر الذي يلغي وفق القانون الموريتاني جنسيتهم الاصلية ، حيث اصبح من اللازم علي هؤلاء من اجل الحصول علي تاشيرة الدخول بجوازاتهم الكندية الي موريتانيا من السفر الي نيويورك التي تبعد عن بعض المدن الكندية عدة الاف من الكيلومترات ، كل هذا علي الرغم من أنه توجد في مدينة مونتريال الكندية قنصلية شرفية لموريتانيا تمكنت بفضل جهود القنصل” المحامي برنار” من اتخاذ مقر محترم في وسط المدينة الا انها تعاني من عدم منحها أي صلاحيات فيمايخص اعطاء تأشرة السفر الي موريتانيا وسط حديث متزايد عن وجود خلاف كبير بين القنصل برنار والسفير الموريتاني في الولايات المتحدة .
نفس السيناريو يتكرر ايضا من اجل اثبات صحة جواز السفر الموريتاني للسلطات المغربية للتمكن من العبور الي موريتانيا عن طريق المملكة ، حيث بات من اللازم لافراد الجالية في كندا اصطحاب وثيقة موقعة من طرق السفارة في نيويورك تثبت موريتانية صاحب جواز السفر الموريتاني نظرا لعدم ثقة المغاربة بهذا الجواز .
بسبب هذه الصعوبات تخسر موريتانيا سنويا مبالغ مالية كبيرة كان يمكن ان تستفيد منها من خلال تسهيل رحلات افراد جاليتها في هذا البلد الغني الي وطنهم الام ، بل وايضا من خلال تنشيط قطاع السياحة واجتذاب اكبر قدر ممكن من السياح الكنديين الي هذا البلد.
مراقبون كثر لايستبعدون ان تكون هناك مصالح شخصية تقف وراء التغاضي الذي يطبع تعامل القائمين علي الدبلوماسية الموريتانية بوزارة الخارجية مع الازمة التي يعيش فيها عشرات الموريتانيين – الكنديين بسبب الصراع بين السفارة في نيويورك والقنصلية بمونتريال تتعلق بالايرادات الكبيرة التي يحققها القسم المالي بالسفارة من خلال الرسوم المفروضة بالدولار علي التأشرة نحو موريتانيا لكن هؤلاء يرون انه من غير المنطقي ان تظل مصالح موريتانيا في احدي اكبر دول العالم مرتبطة بمصالح شخصية ، خصوصا في ظل معطيات مابعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وماخلفته من صعوبة في الحركة والتنقل بين امريكا وكندا .
مطالب الجالية الموريتانية في كندا تتلخص اساسا في منح القنصلية الموريتانية بمونتريال صلاحيات اوسع فيما يخص اعطاء تاشرة السفر الي موريتانيا وتوقيع الوثائق الاخري الضرورية ، او اعلان الغاء التأشيرة بالنسبة للمواطنين الكنديين الراغبين في السفر الي موريتانيا تشجيعا للسياحة والاستفادة من ابناء الوطن في الخارج مثل ما هو معمول به في الجارتين المغرب والسينغال ، بالاضافة الي التفكير الجدي في السماح بتعدد الجنسية في القانون الموريتاني والغاء المواد التي تنص علي منع ازدواجية الجنسية بالنسبة لحامل الجنسية الموريتانية .



