أصوات بدأت ترتفع دفاعا عن شاعر موريتاني اختطفته الإمارات واعتقل فى انواكشوط
أنباء انفو- بدأت قضية اعتقال الشاعر الموريتانى عبد الله ولد بونا فى دولة الإمارات ثم تسليمه إلى سلطات انواكشوط تأخذ حيزا من اهتمام الصحافة العربية والدولية خصوصا بعد ان دخلت هيئات حقوقية وأحزاب سياسية محلية على خط التضامن مع الشاعر.
صحيفة القدس العربي الصادرة اليوم الجمعة 5 يناير 2018 تحدثت عن أصوات قالت إنها بدأت ترتفع فى انواكشوط دفاعا عن الشاعر عبد الله ولد بونا.
وجاء فى الصحيفة أن أصواتا عالية ارتفعت فى موريتانيا محتجة على سجن السلطات الأمنية في نواكشوط الشاعر الموريتاني الشهير عبد الله ولد بونا، حيث لا يزال اعتقاله وتسليمه من شرطة أبو ظبي للسلطات الموريتانية محل حيرة وتساؤل كبيرين.
وأكدت الصحيفة أن السلطات الإماراتية والموريتانية لم تعط حتى عصر أمس الخميس أي توضيح عن قضية اعتقال هذا الشاعر المعارض برغم مضي أكثر من أسبوعين على ترحيله من أبو ظبي إلى نواكشوط.
وقالت الصحيفة إن منتدى المعارضة الموريتانية أصدر أمس أول بيان عن القضية جاء فيه «أن فترة تزيد على أسبوع مضت على اختطاف السيد عبد الله ولد بونا من طرف الشرطة السياسية، من دون أن يتمكن ذووه أو محاموه من الاتصال معه أو معرفة التهمة الموجهة إليه أو مكان احتجازه أو السند القانوني الذي تم بموجبه ترحيله من دولة الإمارات العربية المتحدة وتسليمه للسلطات الموريتانية».
«كل الدلائل، تقول المعارضة إنها تشير إلى أن اختطاف عبد الله ولد بونا واحتجازه في مكان مجهول، خارج المساطر القانونية والقواعد الأخلاقية كلها، يدخل في نطاق سياسة تصفية الحسابات مع المعارضين السياسيين ومحاولة إسكات كل صوت يصدح بالحق ضد فساد النظام ويشهر بممارساته الممجوجة».
وشددت المعارضة الموريتانية تأكيدها «أن قضية ولد بونا ليست حالة معزولة، فقبله تم اختطاف الشيخ محمد ولد غدة وهو يتمتع بحصانته البرلمانية وتم تغييبه عن ذويه ومحاميه وتم سجنه وإهانته والتضييق عليه، وتم تلفيق التهم للشيوخ والنقابيين والصحافيين ورجال الأعمال الوطنيين الذين لا يزالون متابعين على أساس ملف لا يحمل في طياته سوى تمادي السلطة في تصفية كل من يقفون في وجه استمرارها في ارتهان البلد لخدمة أجندتها الأحادية التي تقود البلد نحو المجهول».
«إن مثل هذه الأساليب، تقول المعارضة، يعبر بوضوح عن الإفلاس السياسي والأخلاقي للنظام وعجزه عن مواجهة معارضيه بالطرق والأساليب القانونية والديمقراطية».
وأعلن منتدى المعارضة في بيانه «إدانته الشديدة، لما سمّاه «الممارسات والأساليب الخارجة على القانون التي يستخدمها النظام الموريتاني لتصفية الحسابات السياسية»، مطالبا «بوضع حد للاحتجاز خارج القانون للسيد عبد الله ولد بونا، مع «الإفراج فورا عن الشيخ محمد ولد غدة، وبالوقف الفوري للمتابعات الظالمة ضد الشيوخ والصحافيين والنقابيين ورجال الأعمال الوطنيين.
ودعت المعارضة «القوى الوطنية كافة للوقوف في وجه ما سمته «عنجهية النظام وتسلطه، ومن أجل فرض التغيير الديمقراطي الذي يعيد للمواطن كرامته وللوطن عزته».
وفي بيان حول القضية ذاتها، أكد المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان أنه تابع ما تعرض له المواطن الموريتاني عبد الله ولد بونا من إخفاء قسري منذ قرابة أسبوعين وهو ما يتنافى مع القوانين وحقوق الإنسان المكفولة من طرف النظم والقوانين المحلية والدُّولية كافة».
«وأمام حالة التكتم، يضيف المرصد، والصمت الرسمي وانحصار المعلومات فيما تداولته وسائل الإعلام المحلية من تسليم عبد الله ولد بونا من طرف السلطات الإماراتية لنظيرتها الموريتانية، وإزاء هذا الغموض الذي يلف مصيره، فإننا نطالب الحكومة الموريتانية بالكشف عن مصير المواطن عبد الله ولد بونا، مع تمكينه فورا من التواصل مع ذويه ومحاميه».
وتحت عنوان «وقفة مع الشاعر عبد الله ولد بونا»، دوّن الشاعر الموريتاني آدي ولد آبده قائلًا «من واجبنا جميعا أن نشق جدار الصمت المريب، الذي يلف مصير الشاعر عبد الله ولد بونا، سليل شيخ علماء الشناقطة، ونطالب بتوضيح حقيقة ملابسات اختطافه أو ترحيله، وتوفير العدالة له، ومن حقه علينا، وواجبنا تجاهه أن نتضامن معه، باسم «العقد الاجتماعي»، المتعدد الأبعاد، وباسم أخوة الأدب، وزمالة القوافي»
لا تزال قضية اعتقال الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا في أبو ظبي وتسليمه للسلطات الموريتانية محل حيرة وتساؤل كبيرين حيث لم تعط السلطات الإماراتية والموريتانية أي توضيح عن قضيته برغم مضي أسبوعين على ترحيله من أبو ظبي إلى نواكشوط.
وكانت مصادر صحافية موريتانية قد أكدت «أن السلطات الإماراتية خصصت يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري رحلة من أبو ظبي إلى نواكشوط لنقل الشاعر ولد بونا وتسليمه للأمن الموريتاني»
وأشار موقع «أنباء أنفو» الإخباري الموريتاني «أن الشرطة الموريتانية نقلت الشاعر المعتقل إلى مفوضية للشرطة في العاصمة نواكشوط بعد ان أمضى خمسة أيام محتجزا في مكان مجهول لم يسمح لأحد من أفراد عائلته بمقابلته».
وكانت أسرة الشاعر الموريتاني المعارض عبد الله ولد بونا قد طالبت الاثنين السلطات الموريتانية بالكشف عن مكانه وتمكين ذويه وموكليه من الاتصال معه».
وأكدت الأسرة في بيان وزعته حول هذه القضية «أن ابنها الشاعر عبد الله ولد بونا المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب ثلاثين سنة، اختفى صباح يوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتم ترحيله إلى موريتانيا بناء على طلب من الحكومة الموريتانية التي استلمته يوم الخميس الماضي».
وحملت أسرة ولد بونا «الجهات المعنية في موريتانيا كامل المسؤولية عن سلامته ووضعه في ظروف قانونية ملائمة»، مبرزة «أنها لم تتلق حتى الآن أية معلومة رسمية عن مكان وجوده والتهمة التي أدت لاعتقاله».
وينشط الشاعر المعارض الموريتاني عبد الله ولد بونا بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صاحب مجموعة “الباقيات الصالحات” المخصصة لتسجيلات صوتية واسعة الانتشار في موريتانيا عبر تطبيق “الواتساب‘.
وجاء اعتقاله في إثر تداول واسع في موريتانيا لرسائل صوتية ضمن مجموعة “الباقيات الصالحات” على “الواتساب” بصوت الشاعر عبد الله ولد بونا هاجم فيها بشدة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وطالب بإسقاط نظامه.