12 طائرة مقاتلة وعدة مروحيات غربية لتحرير الرهائن
مع مضي اكثر من ثمان واربعين ساعة علي عملية اختطاف الرهائن الاسبان علي طريق نواذيبو – نواكشوط بدأت الأنباء تتواتر حول نية الحكومات المعنية بأزمة الرهائن الغربيين في موريتانيا ومالي لحسم الأزمة عسكريا. ورغم تحفظ إسبانيا على الحسم العسكري إلا أنها قررت إرسال طائرات للمشاركة في عمليات البحث عن الرهائن في الصحراء الموريتانية.
ووفق صحيفة الخبر الجزائرية تحضر قوات جوية فرنسية وإسبانية في قواعد جوية غرب فرنسا للانتقال إلى موريتانيا ومالي عبر جسر جوي، للمشاركة في عمليات البحث عن الرهائن الغربيين. وأكد مصدر عليم لـ”الخبر” أن القوات الجوية مكونة من 12 طائرة مقاتلة وعدة مروحيات وطائرات استطلاع بالإضافة إلى طائرات نقل عسكري قد تخصص لنقل قوات خاصة مدربة على عمليات مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن. هذه الترتيبات تعني أن حكومات الدول المعنية بأزمة الرهائن الحالية قررت حسمها عسكريا، بحيث وصل بالفعل عسكريون فرنسيون قبل يومين إلى مالي للتحضير لنقل القوات الخاصة. والمثير للانتباه، حسب مصدر عليم، أن الرهينة الفرنسي خطف قبل أيام من بلدة ”ميناكا” شرق مالي، وهي البلدة ذاتها التي يوجد بها عدد من عناصر القوات الخاصة الفرنسية الذين قدموا في مهمة من تشاد منذ عدة أشهر، لاستطلاع الأوضاع الأمنية في الساحل.
وتشير كل المعطيات الميدانية إلى أن الجميع حاليا يرى أن أي اتصال أو تفاوض مع الإرهابيين يعني أن تكتيكاتهم نجحت هذه المرة أيضا. وجاء التحرك الفرنسي حسب مصدرنا في إطار اتفاق سابق بين كل من مالي وموريتانيا وفرنسا للتنسيق الأمني، لكن خطف الرعايا الغربيين في مالي وموريتانيا أظهر أن كل الإجراءات الأمنية والعسكرية المتخذة لمواجهة تنظيم قاعدة المغرب في معاقله الجديدة بدول الساحل غير فعالة، حيث تمكن الإرهابيون في النهاية من الحصول عل رهائن جدد، ما يعني أنهم سيحصلون على المزيد من الأموال. وأثبتت عمليات الخطف الأخيرة أن دول الساحل غير قادرة فعلا على ضبط الأمن داخل أراضيها. وتعد عملية خطف الرعايا الإسبان الثلاثة في موريتانيا اختبارا قويا لإمكانات موريتانيا الأمنية في مواجهة التهديدات الإرهابية.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عملية خطف الرهائن الإسبان تم التحضير لها على مدى عدة أسابيع، وما أثار -حسب مصدرنا- غضب الحكومة الإسبانية هو الكيفية التي حصل بها الإرهابيون على موعد مرور موكب سيارات البعثة الإسبانية، رغم أن هذه المعلومة كانت سرية، ثم التحضير للعملية التي نفذها ما يسمى الجناح الغربي في إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة الذي يقوده الإرهابي يحي جوادي شخصيا، ويضم في صفوفه إرهابيين موريتانيين نشطوا في جماعة جند الله في بلاد المرابطين، وفي جماعة كتيبة الملثمين بقيادة مختار بلمختار، وتضم كذلك مغاربة وسنغاليين وجزائريين، بعد أن انفصل جوادي عن السوفي، واتجه غربا قبل عدة أشهر. وتبدو بصمات جوادي قوية في هذه العملية وهو المعروف بحسه الأمني وقدراته التنظيمية. وحسب متابعين فقد نفذت العملية بعد التحضير لها بدقة وعناية، بحيث استهدف الإرهابيون آخر سيارة في الموكب مع علمهم أنها تضم رعايا إسبان، كما أن الخاطفين كانوا قادرين على رفع حصيلة الرهائن لكنهم آثـروا الاكتفاء بعدد 3 أو 4 حتى يمكن نقلهم في أمان، ما يعني أن تسريبا أمنيا وقع. ويعتقد بأن الرهائن يوجدون حاليا في مخبأ بصحراء ”أكشوشتا” بولاية أنشيري بموريتانيا، وهو الموقع الأقرب والأكثـر أمنا بالنسبة للإرهابيين، حيث يستحيل عليهم حسب متابعين التنقل إلى شمال مالي على مسافة 1200 كلم، ولهذا يستعين الجيش الموريتاني حاليا بخبراء تقفي الأثـر للبحث عن أية أثـر للجماعة الخاطفة التي يعتقد بأنها تتكون من10 إلى 14 مسلحا.