مقالات

عدالة “تيبه” /عبد الله بونا/abdalla_sidi@yahoo.com

تيبه شخصية مشهورة في قصص التراث الشعبي ،فهي بطلة اجتماعية لحوادث “تاريخية” شعبية بالغة الظرافة،،تيبه كاد الموريتانيون أن ينسوها لولا عودتها وهي تتقمص شخص الرئيس الموريتاني عزيز.
عزيز صاحب النوايا الطيبة تماما “كتيبه” يسعى لبناء الوطن ورقيه وازدهاره ،وتحقيق العدالة فيه لكن بطريقته التيبوابية الارتجالية.
إنه رجل ينكشف في كل استحقاق وطني هام،وتنكشف معه ثقافته الضبابية فهو حقا غر في فن القيادة السياسية التي أسست لها أكاديميات عالمية تلقن للساسة أبجدية الحكم والإدارة،ورسم خرائط أولويات لابد منها لمن يسوس شعبايريد له الاستقرار والنمو والأمان.
عزيز “تيبة” بالتمام والكمال وهو يدشن حربه على الفساد بمحاولة تحطيم قمة الهرم الاقتصادي الوطني بعدالة لا قضاة فيها ولا محاماة ولا شهود نفي وإثبات،،ليس دفاعا عن أشخاص لذاتهم،وإنما عن حقهم في العدالة التي أتذكر ان عزيز قال في مساء 6 آغشت إنه سيوزعها على الموريتانيين بالتساوي!!
هناك مطالب تسديد من البنك المركزي موجهة لرجال أعمال وكان الأمر سيكون عاديا كإجراء قانوني لو تقيد البنك والسلطة التنفيذية بالقانون دون إحداث ضجة إعلامية وإحالة رجال الأعمال للسجن بصورة استعجالية وحديث “تيبه” المتشنج عن ملفهم،وكأن “الرئيس” ليس رئيس جمهورية له من الأولويات مايشغله،وكأن المحكمة لاوجود لها!!!!
صحيح إنه على كل رجال أعمال موريتانيا الذين حصلوا على أموال من الخزينة الوطنية دون وجه قانوني أن يبادروا بإرجاعها حسب طرق لا تقوض الحراك التجاري والمالي في الوطن،
ويحق لنا التساءل هل كل ماضاع من المال العام طيلة العقدين الماضيين هو 14 مليار أوقية فقط ؟ وهل كل من استفاد من المال العام هم الثلاثة ؟؟ وهم لديهم ملف جكومي مختوم من وزارة الزراعة يثبت صرفهم لضعف هذا الملبغ في الزراعة !!

وهل يعقل أن يكون رئيس الجمهورية يظهر متشنجا كطرف وهو يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة،ولديه وزير أول ووزراء لكل اختصاص ومحكمة ونيابة .
وفوق ذلك من المفترض أن لديه من الأولويات مايشغل باله كالوضع الأمني المتردي كأوضاع التعليم والصحة والشغل والمجاعة. إن ملف رجال الأعمال كان من الممكن إدارته وتحريكه بما يضمن حقهم ويضمن عدم التأثير على الأسواق وحجم السيولة بالسوق ،فمثلهم يمكن تكفيله بعنوانه واستمرار الاجراءات ضده ،وتحقيق العدالة بشفافية.
إن تحويل الشريف ولد عبدالله ومحمد ولد انويكظ وعبدو محم للسجن ليس إنجازا ولا يفيد الشعب الموريتاني ،فالشعب ينتظر من عزيز منجزات غير هذه.

إن عزيز بحاجة ماسة لمن يعلمه فن القيادة والحكمة وهو يقود شعبا صعب المراس،شعب وإن بدا فقيرا فهو الأقوى،وهو الذي سيبقى بعد رحيل “تيبه”
إن أسلوب إدارة عزيز لملف الفساد يمهد لدورة سياسية أخرى قد تستمر نصف قرن جديد من الانتقام والصراع السياسي كم تمنيننا دفنها خلف ظهورنا.
سيأتي اليوم الذي يرحل فيه “تيبه” وتطالعنا الصحف بتحويل كل من وشحهم وفتح لهم أبواب البنك المركزي والمناقصات إلى سجون بناها هو ليقيم فيها أنصاره لاحقا.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button