أحد أبرز مؤسسي‘بوليساريو‘ : الجبهة تأسست فى ‘ازويرات‘ الموريتانية قبل ان تسيطر عليها الجزائر (فيديو)
أنباء انفو- بدأت صحيفة ‘‘يابلادي‘‘ الإلكترونية نشر حوار فى حلقات، للسياسي الصحراوي البشير الدخيل ، أحد أبرز مؤسسي جبهة البوليساريو.
الدخيل تحدث خلال الحوار ، عن وضع الصحراء الغربية قبل تأسيس الجبهة، وعن ظروف التأسيس قبل ان يقدم وجهة نظره الخاصة حول مستقبل النزاع و مآلاته.
‘‘أنباء انفو‘‘ ولأهمية بعض ما تضمنه الحوار تعيد نشره مع الفيديو الأصلي :
أكد البشير الدخيل فى بداية حديثه للصحيفة المذكورة أن “معظم القياديات الحالية للبوليساريو، كان أباؤهم في جيش التحرير، وانضموا فيما بعد للجيش الملكي”، ومنهم “على سبيل المثال أب الراحل محمد ولد عبد العزيز”.
وبحسبه فإن أخطر “مشكلة تعاني منها الدول هي عدم الاهتمام بالأقاليم البعيدة عن المركز، وعدم إعطائها القيمة التي يجب أن تعطى لها، هذا التناسي وعدم وضع سياسات تنعكس على السلم الاجتماعي والاحساس بالانتماء إلى وطن واحد، هو الذي يزرع بذور الفكر الانفصالي”.
وأكد البشير الدخيل أن الصحراويين “ليسوا وحدهم من عارضوا النظام، عارضه مغاربة آخرون” خلال سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
وأوضح أن الإنسان عندما يكون مكرما لا أظن أنه سيفكر في الانفصال، لأن الانفصال هو انفصال عن شخص لا يعترف بك أو لا يعطيك حقك، ويظن بأنك مواطن من درجة ثانية، وأنا لا أبرر فكرة الانفصال، فأنا أومن بالتصالح وبأن تكون هناك دولة قوية كبيرة، لكن لا يجب أن تكون لفئة معينة أو أشخاص معينين”.
وقال إن جبهة البوليساريو “تأسست (شهر ماي من سنة 1973) من طرف أبناء الصحراء الذين كانوا يتواجدون في الشمال المغربي، ويحملون فكرا ينتمي إلى المدرسة اليسارية المغربية، بحكم أنهم كانوا أعضاء في الأحزاب اليسارية المغربية أو قريبين منها، وأيضا أبناء الصحراء المتأثرين بالمدرسة الإسبانية، وكذا بعض المتأثرين بالمدرسة الجزائرية، وهناك مؤسسين من موريتانيا أيضا…في هذه المنطقة لا يجب أن ننسى أن هناك قبائل ولها علاقات فيما بينها”.
ويرجع الفضل بحسب محاورنا في تبلور الوعي بضرورة تحرير الصحراء قبل تأسيس البوليساريو إلى “الحركة الجنينية التي بدأت في السمارة سنة 1968، وبالنسبة لي هي من زرعت فينا الوعي بأننا لسنا كالإسبان، هذه الحركة كان يمثلها محمد بصير المفقود لحد الآن، والذي جاء من زاوية بني عياط (أزيلال)، والذي ينتمي إلى قبيلة تتواجد في الصحراء”.
وتابع أن “هذه الحركة تم القضاء عليها بالسلاح، بعدما نظمت مظاهرة سلمية، حيث قتل أربعة أشخاص، وتم اعتقال العديدن، وفقد زعيمها الذي لا يزال مجهول المصير، آنذاك كنا صغارا وبدأنا نعي أن الشعارات التي يروج لها الإسبان ليست صحيحة وأنه يجب أن نقوم بردة فعل”.
وأوضح أنه في 20 ماي من سنة 1973 اجتمع 25 شخصا كان هو واحدا منهم في مدينة الزويرات الموريتانية “واتفقوا على اسم “البوليساريو” ووضعوا المبادئ الثمانية”.
وعند حديثه عن أهداف البوليساريو لحظة إنشائها قال إنها كانت تتمثل في:
“إخراج إسبانيا من الساقية الحمراء ووادي الذهب، واسم الجبهة يدل على ذلك “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، وهنا سيتساءل البعض أين هي “الصحراء الغربية” ولماذا لم نسمها الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء الغربية، لأنه آنذاك لم نكن نعرف الصحراء الغربية، الاسم جاء فيما بعد نتيجة تدخلات بعض الأطراف خصوصا بعد المؤتمر الثاني الذي نظم فوق الأراضي الجزائرية”.
وعن الدور الموريتاني الجزائري في تأسيس البوليساريو قال “موريتانيا كان قد مر على استقلالها آنذاك عشر سنوات، ولم تقدم لنا مساعدات مالية أو ما شابه غير أننا لم نجد معهم مشاكل، وهم أنفسهم كانوا في طور تأسيس الدولة الموريتانية”.
وكشف أن “الدعم الأول للجبهة كان دعما ليبيا، وحصلنا على الأسلحة الأولى من ليبيا، لكن ليبيا بعيدة من الساحة كما نعلم والجزائر عندها مشاكل مع المغرب، لذلك وجدت في البوليساريو فرصة لتصفية حساباتها مع المغرب، وهذا ما أشار إليه بومدين وأنا حضرت في خطابه سنة 1976 يوم عيد العمال حينما قال إنه سيضع الحجرة في حذاء المغرب، وهذه الحجرة هم الصحراويون المتواجدون في البوليساريو”.
قبل ذلك، كانت الجزائر قد شرعت فعليا في تحويل جبهة البوليساريو إلى جبهة تابعة لها، وسهرت على تنظيم أول تدريب عسكري لعناصر الجبهة في مدينة بشار سنة 1975، وبدأو بحسب الدخيل “يفصلون الناس الذين لا يتقون فيهم، وكانوا يصفوننا بأننا خونة وشيوعيون. دولة كاملة بحجم الجزائر أطلقت حملة من أجل السيطرة على البوليساريو” التي كانت آنذاك تتكون في معظمها من شباب في مقتبل العمر.