أخبار

مركز أبحاث إسباني: موريتانيا مرشحة لتصبح ساحة للحرب

رشحت دراسة صادرة عن معهد ”ألكانو” للأبحاث الاستراتيجية في إسبانيا، موريتانيا، للتحول من قاعدة خلفية يجري فيها تجنيد إرهابيي ”القاعدة” المغاربية وتدريبهم إلى أحد أهم الأهداف. وتقول الدراسة إن شساعة مساحة موريتانيا وقلة

عدد سكانها وبقاء ثلثي مساحة البلد غير مأهولة وضعف تجهيزات الجيش شجع ”القاعدة” على استغلال الجزء الواقع من التراب الموريتاني على المربع الحدودي بينها وبين مالي والجزائر.

توقع المعهد ألا تحصل في موريتانيا فحسب هجمات لـ”القاعدة” في الفترة القادمة، بل عمليات تندرج في إطار ”الإرهاب الجهادي الدولي”. وخلصت الدراسة إلى أن الأعمال الإرهابية التي حصلت في موريتانيا تشكل خطرا ”لا
يمكن التكهن بنتائجه” على النظام الحاكم برئاسة محمد ولد عبد العزيز.

وأوردت الدراسة عوامل أرجعت إليها صعود حالة المد المتشدد في موريتانيا، مشيرة إلى وصول العسكري محمد ولد عبد
العزيز إلى الحكم تحت ذريعة تراخي سلفه ولد الشيخ عبد الله في مواجهة ”الإرهاب” واعتبار القاعدة إياه ”عميلا” للقوى الغربية. كما ساهمت الخلفية الاجتماعية المتسمة بفشل السياسات الحكومية في إدماج النازحين إلى العاصمة نواكشوط من الأرياف والمدن الداخلية، وفشل سياسات التعليم وانتشار البطالة في نمو الظاهرة.

ونقلت ”الأخبار” الموريتانية أجزاء من عمل أكاديمي لمعهد ”ألكانو” للأبحاث الاستراتيجية في إسبانيا، يقول إن المجموعات الإرهابية ”التابعة للقاعدة أو المتأثرة بها قد تخلت بشكل تام عن استخدام التراب الموريتاني الشاسع باعتباره مجرد ملجأ أو منطلق لهجمات عابرة” في مناطق موريتانيا الداخلية، وذلك لكي تحوله إلى ”ساحة حرب”. واتفقت عدة تحليلات صدرت مؤخرا، على ترشيح الساحل الصحراوي لأن يكون إحدى المناطق التي تستقطب ”قاعدة
المغرب الإسلامي” على حساب نشاطها سابقا في الجزائر.

وينضاف إلى ذلك، مثلما تقول الدراسة، ضعف تصور الموريتانيين للظاهرة الإرهابية، حيث ينظر الكثيرون في موريتانيا إلى قيادات القاعدة، مثل بن لادن والظواهري والزرقاوي، كـ”أبطال” ويرون في الحرب عليه ”حربا على الإسلام”، وترى أن الحكومة الموريتانية باتت في ”موقف ضعف شديد”، حيث جرى اختطاف الرعايا الإسبان الثلاثة ”عن قصد” يوما واحدا بعد تخليد اليوم الوطني لموريتانيا في 28 نوفمبر، وهو أمر يحمل دلالة رمزية، إذ يسعى الإرهابيون إلى ”إهانة حكومة عاجزة عن حماية ضيوفها الأجانب، في وقت تحتفل فيه بذكرى حصولها على الاستقلال”. وأوصت بأن تضطلع إسبانيا بـ”دور فاعل وسري، في نفس الوقت، في المنطقة” يتم التركيز فيها على تشجيع التعاون مع موريتانيا في مجال محاربة الإرهاب وتقويتها كلما أمكن ذلك، محذرة من التهوين من قيمة الأبعاد متعددة الجوانب والمحلية في تحليل الظاهرة الإسلامية، إذ أن هناك تداخلات قوية بين كل تجليات الظاهرة في بلد ما وبين تجلياتها في سائر المنطقة.

– أنباء – الخبر (الجزائرية)

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button