أخبارأخبار عاجلةعربي

التلفزيون الجزائري : “قرع‘‘ لطبول ولاية بوتفليقة الخامسة ـ (فيديو)

أنباء انفو- أخذ التلفزيون الرسمي  الجزائري يعرض سلسلة “روبورتاجات” دعائية طويلة عن “إنجازات” الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال 19 سنة من الحكم، وذلك بمناسبة دخوله السنة الأخيرة من الولاية الرابعة، وذلك في جو مثقل بالحديث عن إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة، وهو أمر لم يؤكده الرئيس ولم ينفه حتى الآن، وإن كانت كل المؤشرات توحي أن بوتفليقة سيترشح مرة أخرى لولاية رئاسية جديدة.

واختار التلفزيون الحكومي أن يبث “روبورتاجا” مختصرا من أربعة دقائق في النشرة الرئيسية بعنوان “الوعد والعهد” والذي تم فيه الاعتماد على صور حديثة للجزائر، ومقارنتها بصور سنوات الإرهاب والدمار التي عاشتها البلاد خلال تسعينيات القرن الماضي، مع صوت التعليق الذي يقول هكذا كنا بالأمس، دمار وخراب…”

وبعد انتهاء النشرة بث التلفزيون “روبورتاجا”مطولا تتجاوز مدته الساعة وربع الساعة، والذي اختار معدوه أن يبدأ بموضوع المصالحة الوطنية واسترجاع السلم، بالتذكير بأهم ما تضمنه ميثاق السلم والمصالحة من تدابير لفائدة من رفعوا السلاح في وجه الشعب والسلطة، بتمكينهم من الاستفادة من تدابير العفو دون محاكمات، وبنسبة التصويت في الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة والتي تجاوزت الـ97 بالمائة بحسب الأرقام الرسمية، بالتركيز على صور التقطت سنة 2015 وما قبل، دون أن يكون هناك أي تعليق، بل الاكتفاء بالصور وخاصة تلك التي التقطت من عل بأجهزة “الدرون” والتي أسهب معدو الفيديو في اللجوء إليها، ومقاطع من خطب الرئيس وتصريحاته.

وكان من الطبيعي أن يتم الشروع في التذكير بموضوع المصالحة الوطنية، وهي الورقة التي يلعبها محيط الرئيس بوتفليقة منذ سنوات لدغدغة مشاعر الجزائريين، على اعتبار أنه من غير الممكن الشروع في الحديث عن الملف الاقتصادي، في وقت تغرق فيه البلاد في أزمة حادة، بسبب عدم نجاح السلطة الحاكمة منذ قرابة 20 عاما في تنويع مصادر الاقتصاد، وفشلها في ترجمة البحبوحة المالية التي دامت أكثر من 15 سنة إلى إقتصاد منتج، بل أكسبت البلاد عادات سيئة في الإنفاق والتبذير.

وانتقل معدو التقرير إلى الملف الثاني المتمثل في الجيش الشعبي الوطني، وهي المؤسسة التي كان الجزائريون في معظمهم ملتفين حولها، ببث مقاطع لعروض عسكرية ومناورات حربية، والتي حضر الرئيس بوتفليقة عددا منها، مع بث أيضا مقاطع للرئيس وهو يتحدث عن المؤسسة العسكرية ودورها، وهي كلها صور التقطت خلال الولايات الأولى والثانية والثالثة لبوتفليقة.

أما الملف الثالث فتم فيه التركيز على ما تم إنجازه في مجال الأشغال العامة، مثل الطريق السيار شرق غرب، وكذا الطرق الولائية والوطنية والجسور والسكك الحديدية والمترو والترامواي والسكنات التي بنيت والمدارس والمستشفيات المشيدة.

وطبعا لم يكن ممكنا الحديث عن “إنجازات” الرئيس دون الإشارة إلى ملف الرياضة، وإلى “شجرة” تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل مرتين إلى كأس العالم، مع غض الطرف على غابة الرياضة الجزائرية التي يعرف القاصي والداني أنها غارقة في مشاكل عدة، وحتى المنتخب نفسه الذي صنع فرحة الجزائريين ما بين سنتي 2010 و2014 يتخبط في مشاكل وفي سوء تسيير.

واستكمل الفيديو بشهادات بعض المواطنين الذين يثنون على ما تحقق في مجال السكن وعصرنة الهيئات الإدارية والنقل، وحتى فيما يتعلق بحرية الصحافة.

اللافت للانتباه أن التلفزيون الحكومي لم يبث العام الماضي بمناسبة ذكرى إعادة انتخاب بوتفليقة لولاية رابعة أي “ريبورتاج” مماثل، كما أن المناسبة كانت دخول الرئيس سنته الأخيرة من الولاية الرابعة، وبالتالي المنطق كان يفرض أن يكون الحديث عن الولاية الرابعة، ولكن الفيديو الذي دام أكثر من 75 دقيقة لم يتضمن صورا للرئيس خلال الأربع سنوات الأخيرة، كما لم يتحدث عن أي شيء تم إنجازه خلال تلك الفترة.

ما يقوم به التلفزيون الحكومي، والذي لا يمكن أن يتم دون ضوء أخضر من الرئاسة، يأتي في وقت كثر فيه الحديث عن ترشيح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة، فحزب السلطة الأول ( جبهة التحرير الوطني) سبق أن أعلن عن تشكيل لجنة لحصر إنجازات الرئيس، ثم أعلن صراحة أنه يدعو بوتفليقة إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة “لاستكمال مسار التنمية”، مؤكدا أن الأمر يتعلق برغبة عبر عنها 700 ألف من أعضائه، دون أن يصدر أي شيء عن الرئيس بوتفليقة أو محيطه بخصوص الولاية الخامسة.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button