مقالات

هجوم القاعدة في موريتانيا زاد المخاطر بالنسبة للمستثمرين وخوف من استهداف ‘‘اسنيم‘‘

نواكشوط (رويترز) – شنت موريتانيا عملية عسكرية بهدف مطاردة مقاتلين من القاعدة نصبوا كمينا لجنود في هجوم رأى محللون أنه يزيد من المخاطرة بالنسبة للمستثمرين في مجال النفط والتعدين في البلاد.

وهناك 12 جنديا موريتانيا مفقودا منذ الكمين الذي وقع يوم الاثنين في منطقة تورين الشمالية الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب شرقي منطقة زويرات التي توجد بها مناجم للحديد. وهي مرتبطة بخط للسكك الحديدية يربطها بميناء نواذيبو الواقع على المحيط الاطلسي.

ويعتقد الجيش الموريتاني الذي أرعب المستثمرين حينما أطاح برئيس مدني منتخب في الثامن من أغسطس أن الجنود محتجزون لدى متشددين ينتمون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي سبق وشن هجمات في الشمال.

وقال مصدر أمني في الحكومة الموريتانية طلب عدم الافصاح عن اسمه يوم الاربعاء ان “المنطقة أغلقت.. ونحن نخوض عملية مطاردة حثيثة للرجال الذين شنوا الهجوم.. ونبحث عن طابور من سبع سيارات أو ثمانية.”

وزاد هجوم يوم الاثنين من المخاوف من وقوع مزيد من الهجمات في منطقة زويرات التي فيها شركة سنيم المملوكة للدولة وهي سابع أكبر مصدر للحديد الخام في العالم.

وموريتانيا هي القادم الجديد في عالم إنتاج النفط في شمال أفريقيا. فهي تنتج منذ عام 2006 كمية من النفط وان كانت صغيرة. وتسعى الشركات الدولية للتنقيب عن موارد جديدة للنفط الخام والغاز والذهب والنحاس.

وقال اسماعيل ولد عبد الفتاح وهو مستشار نفطي مستقل “بدأت المنطقة تصير خطيرة. ليس فقط بالنسبة لشركات النفط التي تنقب في حوض تاوديني (في شرق موريتانيا قرب حدود مالي) ولكن ربما بالنسبة لمنشات التعدين.”

وقال المصدر الامني الموريتاني ان مهربي السلاح المرتبطين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي العاملين في شمال مالي قد اعتقلتهم السلطات.

ولم يعط مزيدا من التفاصيل ولكن الصلة المحتملة ستثير مخاوف من أن تتعرض موريتانيا لنوع من الاضطرابات المسلحة مما يؤثر على جاريها مالي والنيجر اللذين يسعيان جاهدين للسيطرة على تمرد الطوارق في الشمال.

وقال ألان أنتيل الباحث لدى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية “هذا الهجوم (في موريتانيا) يهدد بأن يصير مبعث قلق لمن يفكرون في الاستثمار في البلاد أكثر من القلق الذي ينتاب الموجودين هناك بالفعل.”

وأضاف أنتيل الخبير في شؤون موريتانيا “ان الهدف من هذه الهجمات ليس خنق موريتانيا اقتصاديا.. ان لديهم (متشددي القاعدة) منطقا اعلاميا وهم يريدون أن يتحدث الناس عنهم.”

وكان تنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن هجوم ضد الجيش في ديسمبر كانون الاول الماضي قتل فيه اربعة جنود. وفي عام 2005 قتل مسلحون من الجماعة نفسها التي كانت تطلق على نفسها في ذلك الوقت اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال 15 جنديا موريتانيا في هجوم على حامية عسكرية في شمال شرق البلاد.

ويشكل هجوم الاثنين أول تحد أمني كبير أمام قادة الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الشهر الماضي. وهو أول رئيس منتخب للبلاد.

وتعهد الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد انقلاب السادس من اغسطس اب بعد تولي الجيش السلطة بانه سيخوض حملة ضد المتشددين.

وأدى الانقلاب لوقف بعض المعونات غير الانسانية من جانب الولايات المتحدة واوروبا الذين كانوا يدعمون الرئيس الموريتاني عبد الله في جهوده لمعالجة ما يبدو انه تهديد متصاعد لعنف المتشددين الاسلاميين.

وعقب الانقلاب دعا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الى الجهاد يوم 12 اغسطس اب وقال ان الجنود الذين أطاحوا بالرئيس الموريتاني المنتخب حصلوا في الارجح على الضوء الاخضر من جانب “دول كافرة هي أمريكا وفرنسا واسرائيل.”

وقال رئيس الوزراء مولاي ولد محمد الاغظف الذي عينه عبد العزيز للجمعية الوطنية انه يعتزم تحديث القوات المسلحة من أجل محاربة الارهاب.

وفي وقت لاحق قال لرويترز ان السلطات ستطبع استراتيجية محاربة الارهاب على كل المستويات. وأضاف ان الارهاب يثير قلق العالم بأسره بما في ذلك موريتانيا.

وفي شهر ديسمبر كانون الاول قتل متشددون أربعة سياح فرنسيين بالاضافة الى هجوم على الجيش مما ادى الى الغاء سباق رالي داكار للسيارات.

وهاجم مسلحون من القاعدة السفارة الاسرائيلية في فبراير شباط مما سلط الاضواء من جديد على أن موريتانيا واحدة من دول عربية قليلة لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button