مقالات

الجنرال والحوثيون الجدد/ بقلم محمدن ولد محد يحي ولد احبلال

ما يجري بين موريتانيا وإيران أمر مؤسف. فزيارة رئيس الطغمة الحاكمة الجنرال محمد ولد عبد العزيز إلى طهران لا تدع مجالا للشك في أن الجنرال قرر بشكل نهائي فيما يبدو الارتماء في أحضان “نظام الآيات” المعزول دوليا.

وقد أكدت تفاصيل الزيارة والكلمات التي ألقاها الجنرال المفوه أنه يسعى لاستنساخ صورة معتمة من هوغو تشافيز البهلوان الدولي الذي لا ينقصه سيرك يلعب عليه بمشاعر الشعوب المتخلفة.

ما الذي ستجنيه موريتانيا من النظام الإيراني؟ وما هي تداعيات التوجه الدبلوماسي الجديد على البلد.

في موريتانيا شيء من لبنان، أعراق وقبائل كالطوائف. ومن هنا تنمو البيئة الملائمة لأفكار إيران وتنظيماتها السرية والمسلحة التي تهدد أمن الدول العربية قبل غيرها. وقد فتح الجنرال محمد ولد عبد العزيز ذراعيه لنظام أحمدي نجاد وذلك لا يعني سوى شيء واحد هو الحرب الأهلية في موريتانيا مع السماح لتنظيم شيعي بالنبات في الحديقة الخلفية للبلد.

فالإيرانيون أينما حلوا حل المذهب الشيعي وتمدد التشيع الذي لا يخدم الدين الإسلامي ولا يخدم غير طموحات إيران الفارسية.

وعلى الجميع في موريتانيا التأمل بقوة في خطوة رئيس السلطة الحاكمة. إذ يوجد بحسب إحصائيات الديوان الحسيني نسبة 1.8% من الموريتانيين شيعة. وهؤلاء الذين يمارسون أنشطتهم بسرية في المدن والأرياف الموريتانية سيبدأون في ظل العلاقة مع إيران بالظهور تدريجيا تحت حرية الديانة وفي مجتمع توجد فيه دلائل واضحة على حفريات التشيع. قبل أن يتحولوا بسرعة إلى قوة دينية في البلاد ثم إلى “حزب الله” آخر أو “حركة حوثية” والأسماء لا تنقص، والهدف واضح. فإيران تسعى لغزو مذهبها الشيعي لغرب إفريقيا وخاصة بلد كموريتانيا يشكل ملتقى للعالمين العربي والإفريقي حيث يسهل تمرير ما هو إستراتيجي، وكان من الضروري لإيران إيجاد موطئ قدم بعد أن تم طردها من المغرب إثر اكتشاف حملات التشيع التي كان يمولها النظام الإيراني في المملكة المغربية.

والخطير أن الشعب الموريتاني المليء بالتناقضات الاثنية والعرقية وقليل الوعي المدني سيجد نفسه أمام تحد جديد متمثل في تنظيم ديني يشرف عليه الحرس الثوري أو أي من آياته البشرية.

وسيكون مصيرنا بدون شك مثل مصير البلدان التي دخلتها إيران تحت ستار الدين الإسلامي والأخوة الإسلامية والنتيجة كانت كارثية في لبنان حيث باتت الطائفية تهدد كيان البلد، ثم العراق حيث سعت إيران للانتقام من العراق وزرعت حروب الفتنة بين طوائف الشعب العراقي. ولعل الدليل الآخر هو حرب صعدة. فلم تستطع اليمن، وهي أقوى بكثير من موريتانيا، حسم الحرب مع التنظيم الشيعي الممول من إيران في صعدة بالرغم من خوضها 6 حروب دامية.

إن محمد ولد عبد العزيز لم يحصل من إيران سوى على السكين التي ستذبح البلد. عندما يطل الشيعة الموريتانيون برأسهم بعد أن يكونوا قد رسخوا مذهبهم في طوائف وقرى موريتانية.

وإيران لن تمول مشاريع تنموية في موريتانيا والدليل واضح وهو الجنرال بعد كل ذلك “الكلام الثوري” في طهران، والطعن في شرف العالم كله، حصل على عدد من السيارات الإيرانية الصنع، ووعد بتمويل طريق واحد.

لم يسأل الجنرال عن السر وراء تحفظ الدول العربية على إيران التي تمول حربا طائفية في ثلاث دول عربية هي لبنان والعراق واليمن.

لم يسأل الجنرال نفسه لماذا تحتل إيران أرضا عربية هي جزر دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم تتشدق بأنها تسعى لمساعدة العرب.

حيث ما وجد دخان، هناك نار كما يقول المثل.

والأخطر هو ما تسرب من أن إيران قد تدرب وحدات عسكرية موريتانية أو ضباط عسكريين موريتانيين لا شك أنهم سيعودون ليكونوا النواة الفعلية لتنظيم عسكري سري في البلاد لا يخدم سوى طموحات إيران الشيعية.

إن محاولة البحث عن التمويل يجب أن لا تجر البلد إلى كارثة لا يمكنه الخروج منها، ودخول موريتانيا في التحالفات الإقليمية الشاذة أمر لا يخدم مستقبل هذا البلد. وموريتانيا في غنى عن “صعدة جديدة” وعن “حوثيون جدد”.

وإذا كانت موريتانيا تكتوي حاليا بالإرهاب من طرف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فإنها ستكتوي في ظل فتح الباب لإيران بنار الإرهاب الشيعي وفي وقت قياسي جدا.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button