مقالات

إلى رشيد مصطفى / خالد ولد أخطور/ khaled_009@maktoob.com

شهدت صفحات منتديات المشهد الموريتاني منذ فترة حملة إعلامية مكثفة لصالح مرشح رئاسيات 2007 السيد رشيد مصطفى ، بدأت تلك الحملة بمقابلة قال معدها انه قد أجراها مع الرجل في محل إقامته ببرج العرب في مدينة دبي ، تلك المقابلة التي لم يقدم الأخ – المعد – دليلا أي دليل على صحتها كانت منبرا لإبراز الترف الذي يعيشه الرجل ، و البذخ الذي يدمنه ، و مراسم الأبهة التي تحيط به ، من جهة أظهرت تلك المقابلة قدرات محررها الإعلامية لكن وبالمقابل أوحت لي عبارات تكررت في اللقاء من قبيل “الطابق الثالث عشر ” و ” الريمونت كونترول ” و “البوديجارز ” أنه أراد استقطاب الشباب الموريتاني من رواد منتداه و مخاطبتهم بلغة الشعير وكأنهم حمير ، خاطبهم بلغة ” ليلة في ضيافة رشيد مصطفى ” خاطبهم بلغة برنامج الحزب الموريتاني للتجديد و التطرق في ذلك البرنامج لرصد الحزب 50 مليار أوقية و هو بطبيعة الحال مبلغ مغري خاصة بالنسبة لأصحاب الجيوب الخاوية ، لقد نسي قادة حملة الرجل على الإنترنت أن رواد الشبكة من أصحاب الأقلام و رواد المنتديات و أكثر المتفاعلين مع المواضيع السياسية هم من الشباب المثقف الناقم على السياسة العامة للدولة و الكثير من المسلكيات الاجتماعية أولها الترف و البذخ و هي ما ارتكز عليها خطاب – معد المقابلة – و صحبه و كأنها خصلة حميدة في حين تعتبر وبكل المعايير الاجتماعية والدينية على العكس و النقيض من ذلك .
أتمنى أن لا يفهم كلامي و كأنه تهجم على الأخ – المحاور – أو على – المشهد الموريتاني – و لا حتى تهجما على السيد – رشيد مصطفى – ولا فرسان حملته و لا تشكيكا في قدرات الرجل سياسيا أو تفنيدا لطموحاته و مشروعه إنما هو تمحيص لثنائيتين :
أولاهما لغة الخطاب المستعملة ومكان استعمالها
و ثانيها تمحيص للمنهج

لا أريد أن أكون كغيري ممن شككوا في صحة قيمة المبلغ المرصود أو من رفضوا تقبل فكرة أن يكون رشيد مصطفى قد ألف كتابا و أنه بصدد إطلاق قناة فضائية و اعتبروا كل هذا وذاك حملة إعلامية هدفها تضخيم صورة الرجل سياسيا ، لا أريد الذهاب إلى ما ذهب إليه أولائك لسبب وحيد هو رفضي أن أكون مثبطا للآخرين والوقوف بشكل سلبي من مشاريعهم ولو بجرة قلم قد لا تعرقل خاصة إذا أتت ممن هم مثلي بساطة ، كما لا أريد تقبل الأمور دون التأمل والتفكير فيها و إسداء النصح حتى وإن كانت تنقصني الحكمة فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه و أحيانا كما يقال تأتي الحكمة من غير الحكماء ، رسالتي الأولى للأخ – معد المقابلة – الإعلامي الذي اكتشفته بعدها بأسلوبه الراقي جدا و السلس للغاية والممتع المشوق حتى النهاية بابتعاده عن الأسلوب الفقهي المحظري في الكتابة الذي غلب على إنتاج العديد من كتاب و إعلامي البلد ، لكنه وقع في أحد أكثر الأخطاء جسامة وهو غياب المصداقية بشكل تام خاصة وأن اللقاء مع شخصية من هذا العيار يتطلب التوثيق والدليل .
رسالتي الثانية إلى الشباب الذين حملوا مشعل الترويج لمشروع – رشيد مصطفى –
رئيسكم له الحق كل الحق في طموحه للوصول إلى السلطة … هو باختصار حق مشروع … و لكم أيضا الحق كل الحق في تبني مشروعه و الدعوة إليه انطلاقا من قناعاتكم … و لربما لي الحق في الاختلاف معكم حول أمور سبق و ذكرتها ” الخطاب بلغة الشعير و كأن المخاطب من فئة الحمير ”
حقيقة لا أعرف مدى صدق الاتهامات التي ساقها بعض الشباب ضد الرجل فربما أجهله ولكن لم يمنعني جهلي له من الاطلاع على أفكاره التي تفضل بها مشكورا و عموما في المشهد الموريتاني من يمتهنون سياسة التفنيد والتتفيه و تشويه صورة الآخر و قد سبق لنا أن اصطدمنا بهم فلا تحزن يا رشيد لأن طموحك السياسي مشروع لكن و بالتوازي مع طموحك عليك الوفاء بالواجب الاجتماعي فبلغيتس يقول ” إن ثروتي مصدرها الشعب وستعود إلى الشعب من خلا ل المساهمة في تطوير التعليم و العمل الإنساني و الخيري كما تعهد بعدم ترك أي شيء من ثروته تلك لورثته ”
قد يكون بلغيتس بالغ كثيرا و من يدري فربما كانت تلك إحدى حملاته الدعائية

وهل تعلم يا رشيد ؟ أنه في القرن العشرين تبرعت الأميرة – فاطمة – إحدى أميرات أسرة – محمد عالي باشا – بالأرض التي أنشئت عليها جامعة القاهرة و أسهمت ببعض مالها و جمعت التبرعات و المساهمات لإنشاء الجامعة عليها

فهلا تبرعت يا رشيد ببناء كلية للهندسة في موريتانيا ؟

باختصار أين أنت من الوفاء بالواجب الاجتماعي ؟

أم أن الثروة ليست بالقدر الذي يتصوره البعض ؟

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button