رد علي التكتل في معركته الخاسرة / شيخاني ولد الشيخ ولد محمد يحي/cheikhani13@gmail.com
*
لست من هواة الدخول في المهاترات ولا من مدمني الإنكباب علي جدليات الردود المتعاكسة ولا أنضوي تحت لواء سياسي يلزمني الدفاع عنه وما لأحد علي من نعمة تجزي , ولكني من محبي الإنصاف للحقيقة ولست أبغض شيئا أكثر من ما أبغض التزلف والتدجيل وتزييف الحقائق .
ولقد قرأت مقالا لولا أنه موقع باسم إدارة التكتل لجزمت بأن أحد السوقة كتبه ورماه لما في ذالك المقال من ركاكة التعبير وضعف المعني والمبني ولما فيه من مغالطات وتزييف متعمد للحقيقة , إذ لم يدخر صاحبه كلمة نابية إلا زج بها , فلقد أفرغ صاحبه فيه كل قاموس البذاءة والنقد اللاذع والكذب .
وأول ما أومئ إليه صاحب المقال بأنه أبخل البخلاء , إذ ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يصلي عليه , وأدرج ذالك في حرب بين المسلمين والمنافقين في المدينة ولا أدر في أي كتب السيرة قرأ ذالك .
ويا ليت كلاماتي أيصدر هذا الكلام ممن هبط لتوه من السماء أم من كان هنا , أو لعله لم يكن شهيدا حين يتكلم عن التلهف إلي السلطة علي استماتة زعيمه في الوصول إليها , زعيمه الذي استحل كل الوسائل سعيا إلي السلطة فشرع الانقلاب وأثني عليه ظنا بأنه سيمنحه إياها , ولقد بسط ذراعيه لأباطرة الفساد في النظام الذي ناشزه عشرين سنة , كل ذالك سعيا للسلطة .
أما عن الفشل السياسي فهل لا يذكر لنا كم من مرة انقسم حزبهم ؟ وكم عدد المنسحبين منه ؟
هلا يتذكرون أنه عندما فتح حزبهم الباب علي مصراعيه للمفسدين2007 كان موقف الدكتور ثابتا وصامدا أمامهم , ألا يذكرون لنا من يمولون حملاتهم الكرنفالية ومن هم جنود الخفاء في هذا الحزب .
وعن التخبط يمنة ويسرة , فهل فقدتم الحبك السياسي والفكري لدرجة أنستكم قريب العهد من السياسة , عندما أصبحتم في فجر الثامن أغشت ترعدون وتزبدون في وجه الإنقلاب , وحين ظهر لكم ضحي أن زعيمكم يؤيده طمعا في الرئاسة وصفتموه بالتصحيح وألبستموه ثياب الإصلاح والديمقراطية , وحين تبين لرئيسكم خيبة أمله , انقلبتم 180 درجة .
أما عن الدكتور الشيخ ولد حرمة فلقد أعمتكم الحقيقة الساطعة التي أظهرها عن زعيمكم و طفقتم لا تلوون علي شيئ تختلقون الأكاذيب وتروجون لإشاعات عارية من الصحة , وتخلقون فشلا لا وجود له إلا في الأدمغة التي يعشش فيها قديما وتصور لها خيالاتها وحسدها للآخرين بأنهم وقعوا فيه .
ومجيئ الدكتور كان عقب زيارة الرئيس الأسبق ولد الطايع للمغرب , حيث التقي بالدكتور وشاهد المشاريع الصحية الجبارة التي حققها في المغرب , وبعد رجاء من الرئيس ورغبة من الدكتور في خدمة بلده الذي تعوزه الخبرات والأجهزة , قرر العمل في الوطن في مجال الأشعة وهو يحمل فيه أعلي الشهادات وأكثر الخبرات قيمة .
أما الحديث عن فشل مبكر في وزارة الصحة فما هو إلا قيض من فيض من سلسلة زعائم وأراجيف ترجون لها و القاصي والداني يعرفون ما شهده قطاع الصحة من إنجازات جبارة لم تكن لتتحقق حتي في عشرات السنين ومنها :
تجهيز المنظومة الصحية بأحدث الأجهزة وأكثرها تطورا .
إنشاء مستشفيات متخصصة وبمعايير عالمية.
تطبيق سياسة صحية حدت من الرفع إلي الخارج .
تجسيد سياسة صحية اجتماعية تستهدف الطبقات الفقيرة .
تفعيل الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بعد أن كان عرضة للإستنزاف من قبل الوجهاء والإداريين .
تم العمل علي سياسة لامركزية في القطاع الصحي أنشئت بموحبها مستشفيات جهوية مستقلة عن العاصمة .
البدء في إنشاء وحدات للتصوير الطبقي العلاجي , وهي للحقيقة من أكثر المشاريع الصحية تقدما في المنطقة.
أصبحت عمليات مثل القسطرة وغيرها تجري في البلد.
التكفل بمرضي العجز الكلوي والملاريا والسل .
إذا كان هذا غاب عن ناظركم فتبصروا ترونه , وإذا كان هذا فشلا مبكرا فاحتفظوا بنجاحكم المتأخر.
أما الحديث عن طرد طبيب بسبب الدكتورة المغربية فما هو إلا حلقة من مسلسل تحاملكم علي الدكتور الشيخ , فلم يتم طرد أي طبيب فالدكتور عبد الله ولد ببكر قد وصله من إدارة المستشفي الوطني قرار بالإيقاف لمدة 15 يوما كعقوبة لأسباب معروفة , ولا علاقة لها ب د نجاة وتم إلغاء العقوبة .
وعن تاريخ د الشيخ وسيرته الذاتية فهو تاريخ مشرق ومنير , اتسم بالسماحة وحب الخير والاعتناء بالمرضي وخاصة الضعفاء منهم , كما اتسم بالصدق وطيب السريرة .
وما أوردتم من ما قلتم أن الإعلام يتناقله فلقد أوصلكم حبكم للإنتقام لسيدكم ونصاعة صفحة الدكتور إلي أن أصبحتم تعدون من الجريمة أن يعيش أحد صباه خارج موريتانيا .
وبالنسبة للنظام الحالي فمن كان يتزلف إليه ويترجي فيه فهي قيادتكم المنتهزة للفرصة , أما الدكتور فتكفيه قيمته العلمية في البلد ليكون مطلب الأنظمة الراغبة في الإصلاح , وموافقته للنظام كانت موافقة عن قناعة وليس تحيلا للفرص .
وعمليا قدم الدكتور الشيخ علي أرض الواقع للبلد ما لم تقدمه كل تلك القيادات المتخندقة في صف المعارضة , فقد سد الدكتور ثغرات صحية كان الشعب يعاني منها , ولقد قدم من خلال خبراته والأجهزة التي قدم للبلد خدمات جليلة وعظيمة للمواطنين خاصة الضعفاء منهم .
وما هي الإنجازات التي قدمها زعيمكم للبلد والشعب سوي النضال السيزيفي نحو كرسي الرئاسة .
ومبدأ التكتل العقائدي أن الرئاسة لولد داداه أو تلغي في البحر , ولست في وارد الحديث عن الهزائم والإخفاقات السياسية والعملية التي تكللت بها حياة زعيمكم .
و قد يقفز إلي أذهان بعض المتمرسين علي التطبيل والنفاق أن هذا الرد كان محاباة للدكتور أو تزلفا له أو للنظام , ولكن للحقيقة فهذه شهادة صادقة وخالصة , وسيقرأه الدكتور كما يقرأه الجميع وقد يعجبه وقد لا ولكن ( وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب بحافظين ) صدق الله العظيم .