أخبار

هيجارة .. قصة معاناة نتيجة الاهمال في المستشفي الوطني “تحقيق”

مع انقشاع غبار الازمة التي عرفها المستشفي الوطني الايام الماضية بدأت الامور تتكشف عن واقع من الاهمال واللامبالات يرزح تحته هذا المركب الصحي .

حيث وفي نفس الوقت الذي كان قطاع الصحة يعيش علي وقع تجاذبات الصراع بين وزير الصحة والاخصائيين في مركز الاستطباب الوطني ، كان الاخير يعج بالعديد من الحالات المرضية الخطيرة التي يرقد اصحابها في ظروف صحية كارثية وسط عدم اهتمام بمعاناتهم من طرف الكادر الصحي للمستشفي .

حالة هيجاره واحدة من اخطر هذه الحالات فهي فتاة تعيش منذ اسبوعين علي امل التفاتة من القائمين علي قسم العظام الي حالتها الصحية الخطيرة الناتجة عن اصابتها بمرض عضال تمثلت اعراضه في هزال شديد وورم في الركبة ادي الي شل حركتها تماما .

ترافق هيجارا والدتها التي تتحدث عن مرارة المعانات المزدوجة لابنتها مع المرض من جهة ومع طاقم المستشفي من جهة اخري .

تقول والدة “هيجاره” التي تبدوا عليها علامات الفقر والعوز بانها وصلت الي قسم الحالات المستعجلة في المستشفي الوطني يوم 28 مارس الماضي ، بعد معاناتها من مرض في ركبتها سبب لها انتفاخا في الركبة والاطراف السفلية في جسمها مما ادي الي شل اعضائها عن الحركة بشكل تام والي معاناتها من موجات من البكاء والصراخ الحاد نتيجة الآلام الناتجة عن هذا التورم .

وتضيف السيدة التي تسكن مع ابنتها في احد الاحياء القصديرية في ضواحي نواكشوط ان المسؤولين في قسم الحالات المستعجلة احالوها فور معاينتهم لحالتها الي قسم العظام ، حيث توجهت اليه وهي تحمل ابنتها المقعدة بمساعدة بعض عمال المستشفي ، لتتفاجئ بسكرتيرة رئيس القسم تمنعها من الدخول ومقابلة الطبيب ، وتطالبها وسط اناة الفتاة المريضة بالمغادرة والعودة بعد اسبوعين من ذالك التاريخ أي يوم 12 من الشهر الجاري .
وامام تعنت واصرار السكرتيرة علي رايها رغم الحالة الحرجة “لهيجاره” ، تقول الأم انها لم تجد بدا من المغادرة والذهاب الي مكان سكنها ، لكن تفاقم حالة البنت خلال الايام الماضية وكونها اصبحت في وضع لايطاق من شدة الآلام التي تعاني منها ادي بها يوم امس الجمعة الي ارجاعها الي الحالات المستعجلة .

وتضيف والدة “هيجارة ” وهي تجلس الي جانب ابنتها التي بالكاد تتكلم في حجرة صغيرة في قسم الحالات المستعجلة تملأها روائح الدم و القيح النتنة ، ان الممرضين قاموا بمنحها علاجات اولية في انتظار حلول موعدها مع الطبيب .

وحتي حلول ذالك الموعد ماتزال الام تراقب تفاقم الحالة الصحية لابنتها داخل حجرة تنعدم فيها ادني ظروف الرعاية الصحية وفي جو تغيب فيه ادني مؤشرات العناية الطبية .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button