استعيذوا من حال هؤلاء / سيدي علي بلعمش
أنباء انفو- لقد كنا ندعوهم ليتركوا بقية من أنفسهم لزمن آخر، لكنهم كانوا يصرون بمذلة على أنهم بلا حاجة إلى زمن بعد ولد عبد العزيز ..
كنا نعرف أنهم يسلكون طريقا مسدودا و أنهم سيكونون أوائل من سيحملون أبواق التزلف و النفاق لمن يأتي بعد عزيز تما كما حصل في اليومين الماضيين (و قبل الجميع)..
ولد محم خيرة ، ولد الطيب، الكنتي ، يتبادلون الأدوار في الثناء على ولد الغزواني و يتسابقون إلى رسم إشعاع فجر زمنه الجميل المنبلج من عتمة ليل ولد عبد العزيز الطويل..
حتى آخر لحظة من حكم العصابة ، كان ولد عبد العزيز يجند هذه الببغاوات الحقيرة للإساءة إلى ولد الغزواني ، خوفا مما وقع الآن بالضبط . و كان الأخير موضوع سخريتهم و ازدرائهم في كل مجالسهم ، مدعين أنه أجبن و أطرى عودا من أن يحكم البلاد، ليتحول اليوم في حديثهم إلى “أشجع و أصلب عودا” ليكون الخلف المناسب للبطل المغوار..
اللهم إن الكلمات تعجز عن وصف سوئهم، فامحقهم و رد كيدهم في نحورهم و امحق من يتعامل معهم و أفضحه كما فضحتهم و أذله كما أذللتهم و اجعل خاتمته و إياهم مثل خاتمتهم مع ولد عبد العزيز..
نسي الكنتي “رجل الظل” ، فهل تغير الغزواني أم أنت من تغير أيها الجبان المسكين، أما كان أجدر بك أن تنتظر حتى تدفن ولي نعمتك، أم أنك كنت تفكر بصوت عال حين قلت “أصحاب ولد الطايع كانوا أكثر وفاء” ؛ محير حقا هو أمر من لا يعرفون الخجل !!
من هم الآن الحفاة العراة ؛ بعدما كان ولد عبد العزيز يطعمهم من جوع و يؤمنهم من خوف، أيها الصغير ، الصغير ، الصغير ؛ قولا و فعلا و معنى و مكانة و طموحا و إيمانا و أخلاقا ؟. نرجو الله أن يكلك إلى ولد عبد العزيز ليطعمك من جوع و يؤمنك من خوف، لتفهم كم أرخيت العنان لشرور نفسك.
تحتلني الشفقة حين أنظر في عيون المتملق الوطواط ولد الطيب ، فأتذكر نعمة الله علي، فأحمده و أشكره : اللهم استرنا بسترك الجميل .. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ..
نعم تحتلني الشفقة حين أنظر في عيون هؤلاء (و تبدأ لائحتهم بولد أجاي و لا تنتهي بولد الشيخ) و لولا أن واجبنا الوطني يلزمنا بالتحذير من سفالتهم في زمن كسر فيه أمثالهم حاجز الخجل ليصبح عدم الحصول على نصيب من أي كعكة هو المعرة الوحيدة، لما لطخت هذه الصفحة بأسمائهم المشؤومة..
و زيادة على إساءتهم إلى المجتمع بكل أطيافه ، أساء هؤلاء إلى الدين و الأخلاق و عادات المجتمع و الذوق العام و التقاليد السياسية و سمعة البلد و كرامة الإنسان : كانت علاقتهم بولد عبد العزيز كمن يكلف بتربية عفريت من الجن ؛ إذا حملته يصرخ و إذا تركته يعبث بكل ما حوله و إذا نصحته نطحك و إذا التفت ضربك بأي شيء قربه (…) كانوا حقا محل شفقة بضعف نفوسهم أمام عطايا هذا المارد المشروطة و صعوبة مهمتهم المخجلة..
كان ولد عبد العزيز يعاني من عقدة الفقر و عقدة الجهل و عقدة الدونية .. كان يعلن عداءه للثقافة و المجد و التاريخ .. كان يعادي كل أشكال النبالة و الأصالة . و كانت مهمة هؤلاء أن يشفوا له الغليل في هذا المجتمع المحافظ ، المتمسك بقيمه و أخلاقه و تاريخه العريق: في إحدى مسيرات المعارضة ، كان قادتها يستغلون شاحنة كمنصة ، فقال ولد محم خيرة “كنت أعتقدها تحملهم إلى المزبلة” رجال كبار من خيرة نخبة البلد ، يدرك ولد محم خيرة أنه لا يساوي شسع نعل أي منهم (أحمد ولد داداه، محمد ولد مولود، أعلي ولد محمد فال (رحمه الله) ، محفوظ ولد بتاح، جميل منصور، صالح ولد حننا، الشيخ سيد أحمد ولد بابمين ، ولد الوقف…)، لم يحترم أعمارهم، لم يحترم مكانتهم، لم يحترم العلاقة السياسية التي تربط بين الجميع، لم يحترم الذوق العام، لم يحترم أخلاق المجتمع، لم يحترم جماليات اللغة العربية…)
إذا كانت هذه الأصوات المنبوذة ، الحقيرة، الدنيئة هي التي ستحتل واجهة حملة مرشح النظام كما تقولون و مرشح الجيش كما أقول، فتأكدوا أن لا خير في الجيش و لا في النظام و استعدوا بكل ما لديكم لمواجهتهم ؛ إن أهم أولوياتنا الآن هي محاربة العقليات الفاسدة و ثقافة هؤلاء هي أفسد عقليات البشر على الإطلاق و على امتداد تاريخ البشرية من إبليس إلى ولد أحمدواه ..
إذا كان هذا الرهط الشيطاني هو واجهة حملتهم ، فاتركوا الديمقراطية و الانتخابات جانبا و استعدوا لمواجهة عصابة أشرار بوسائل أخرى ؛ من تكون هذه واجهتهم فلا خير يرجى من ورائهم و لا من أمامهم و ستذوقون على أيديهم من الويل و الانحطاط أضعاف ما نلتم على يد ولد عبد العزيز لا رد الله به و لا بزمنه المشؤوم.
و ما يحتاجه “النظام” اليوم بعد دحر عصابة ولد عبد العزيز الشريرة، هو أن يفهم أن موريتانيا مقبلة على مرحلة خطيرة و حساسة و مغرية جدا للأجندات الخارجية بسبب طفرة مخزون خيراتها (الغاز ، البترول، الذهب ، الحديد، النحاس، الأحجار الكريمة (…) و بكميات هائلة يتم اكتشاف المزيد منها كل يوم) و لدى بلادنا ـ بكل المؤشرات ـ قابلية كبيرة للتفكك و الانهيار ، بسبب فشل أنظمتها السياسية : على “النظام” اليوم ـ بدل التفكير في كسب معركة الانتخابات ـ أن يهدئ الوضع و يبني جسور الثقة مع كل الأطراف السياسية حتى يتحول (النظام) من عامل خوف إلى عامل اطمئنان . لا يهمنا كثيرا من سيفوز في الانتخابات و بالعودة إلى الوسائل المتاحة نعرف أن الانتخابات لن تحظى بتزكية الجميع ؛ لكن ما يهمنا و ما لن نتنازل عن مثقال ذرة في شأنه ، هو أن يفهم من سيحكم موريتانيا غدا ، أنه لن يحكمها إلا بما يتيحه الدستور و القوانين و النظم : لقد انتهى زمن فرعون .. انتهى زمن الرئيس الذي يتحرك كل شيء بمشيئته .. انتهى زمن الرئيس الذي تسن القوانين بأمره و تلغى بأمره و يتم تجاوزها بأمره.. انتهى زمن الرئيس الذي يتم كل شيء بتوجيهاته النيرة .. انتهى زمن الرئيس الذي يعتبر الوزراء و الولاة و المدراء خداما في بيته ..
على من لا يستطيع التعايش مع هذا الوضع و هذه المعطيات أن يتأكد أنه لن ينال من رئاسة موريتانيا غير العصيان المدني و السجون و المحاكمات..
من حقنا أن ننعم ببلد يتساوى فيه الجميع في الواجبات و الحقوق و على من يريد أن يمنعنا من هذا الحق أن يدرك أنه سيفتح على نفسه حربا لن يخسرها غيره..