أخبار

رحلات عزيز المكوكية تعيد الي الأذهان اسفار ولد الشيخ عبد الله “تحليل”

وفق أجندة زيارات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الخارجية فقد بدأ الأخير منذ يوم الإثنين الماضي سلسلة زيارات ستقوده خلال الأيام القادمة الي عدة عواصم عالمية.

حيث سيحضر ولد عبد العزيز الذي يتواجد في باريس منذ يوم 12 يوليو الجاري ، اليوم ذكرى قيام الثورة الفرنسية 14 يوليو العاصمة الفرنسية .

ومن المقرر ان يغادر الرئيس الموريتاني بعد ذالك إلى باكو العاصمة الأذربيجانية في أول زيارة لرئيس موريتاني إلى هذه المنطقة القوقازية.

وحسب اجندة زيارات الرئيس ولد عبد العزيز فإن الأخير سيؤدي في 17 يوليو الجارى زيارة إلى العاصمة الاقتصادية للصين (شانغهاي) لإشراف على رئاسة المنتدى الصيني الموريتاني للاستثمار الذي سينعقد في هذه المدينة على هامش المعرض العالمي “شنغهاي ” العالمي .

وتعيد سلسلة الزيارات هذه الي الأذهان تلك الانتقادات شديدة اللهجة الموجهة من قبل الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز الي سلفه سيدي ولد الشيخ عبد الله ايام الازمة السياسية التي تلت انقلاب الجنرال عزيز في اوت 2008 ، والتي تمحورت في الاساس حول كثرة اسفار ولد الشيخ عبد الله الي الخارج والتكلفة المالية الباهظة لهذه الاسفار في وقت تعيش فيه البلاد ازمة اقتصادية اقل ما يقال عنها انها خانقة .

ورغم عدم صعوبة اثبات الكثرة النسبية للزيارات الخارجية للرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله والتي قادته في فترة حكمه القصيرة الي عدد من العواصم العالمية ، الا ان العديد من المراقبين للشأن السياسي بدؤوا يلفتون الانتباه الي امر لايمكن ان تخطئه عين المتابع العادي لتحركات الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ انتخابه قبل حوالي سنة من الآن وهو الرقم المتصاعد لعدد زيارات الرئيس الجديد الخارجية في السنة الاولي من حكمه والتي قادته الي اكثر من 11 عاصمة حتي الان مع تكرار زيارة بعض هذه العواصم خلال نفس الفترة .

مايود بعض المراقبين لفت الانتباه اليه في هذه المقارنة هو في الاساس كون ولد عبد العزيز استطاع خلال سنة واحدة من حكمه ان يتجاوز عدد الزيارات الخارجية لولد الشيخ عبد الله مع العلم ان فترة حكم سيدي استمرت لحوالي خمسة عشر شهرا .

و رغم اتخاذ انصار الرئيس ولد عبد العزيز في فترة الازمة السايسية العام الماضي من “كثرة اسفار” ولد الشيخ عبد الله العلامة الابرز لما يصفونه بالفساد وانهاك ميزانية الدولة في عهد “الرئيس المؤتمن ” فإن الرقم “الكبير” والآخذ في التنامي لعدد زيارات ولد عبد العزيز خلال الاشهر الاولي من حكمه لايقابل بأي تعليق رغم تشابه ظروف رحلات الرئيسين والتي كانت دائما تتم علي متن طائرات مؤجرة في ظل غياب كلي “لخطوط جوية موريتانية” .

وبغض النظر عن الأهداف الاقتصادية والسياسية وراء زيارات كل من ولد عبد العزيز وولد الشيخ عبد الله والتي تكون غالبا مغطاة بشعار ” تعزيز العلاقات بين موريتانيا والبلد المزور ” الا ان جميع زيارات ولد الشيخ عبد الله قادته الي دول ترتبط تاريخيا او سياسيا بعلاقات وطيدة مع موريتانيا كدول الخليج العربي والاتحاد الاوربي ، في حين شذ ولد عبد العزيز عن القاعدة وقوبل توجهه الي عواصم كانت وحتي الأمس بعيدة عن مجال التحرك الدبلوماسي الموريتاني كطهران وكاراكاس بكثير الإستغراب من قبل متابعي الشأن الموريتاني .

وفي حين ان ولد الشيخ عبد الله كان في الاساس من ضمن طاقمه الحكومي ، هو وحده من يقوم بالزيارات الخارجية فإن ولد عبد العزيز لم يكن الوحيد الذي يسافر للخارج من اجل “تعزيز علاقات موريتانيا مع العالم ” ، حيث حطمت وزيرة خارجيته الناهة بنت مكناس منذ تعيينها الرقم القياسي للرحلات المكوكية الموريتانية نحو الخارج ، اذ حافظت اول سيدة عربية تتولي هذا المنصب علي معدل رحلات رسمية يتجاوز 3 رحلات في الشهر قادتها الي عواصم لم يسمع بها المواطن الموريتاني من قبل مثل “طشقند ” وباكو” وأخري رأي البعض في زيارتها نوعا من عدم تحديد البوصلة النهائية للمسار الدبلوماسي الموريتاني الجديد مثل “هافانا “.

العدد الكبير “نسبيا” لرحلات الرئيس ووزيرة خارجيته المكلفة للخزينة العامة لايتماشي – حسب المراقبين – لحد الآن مع ماهو مرجو منه من فتوحات دبلوماسية تعزز مكانة موريتانيا الدولية ، نظرا لما تزامن معه هذا الحراك من مآسي لافراد الجاليات الموريتانية في الخارج ” التجار في الصين ، اختفاء رشيد مصطفي ” كان حظها التجاهل من قبل الدبلوماسية الموريتانية ، وما رافقه في بعض مراحله من انباء عن توتر للعلاقات بين موريتانيا وبعض الدول ” مالي ” وماتردد عن فتور في العلاقة بين موريتانيا وبعض الدول العربية بسبب التحسن المضطرد للعلاقات الموريتانية الإيرانية .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button