القرضاوى يصف حادثة ‘‘تورين” بالإرهاب الأ عمى
وسط انشغاله بالجدل القائم حاليا حو ل مخاطر المد الشيعي الذى يرى فيه الشيخ القرضاوي تهديدا لمستقبل الوجود السني فى المنطقة العربية والعالم ، نقلت صحف عربية اليوم تصريحات صادرة عن الشيخ المصري الكبير يوسف القرضاوي ، هاجم فيها الحركات السلفية التى تمارس العنف فى البلاد الإسلامية ، واستغرب الشيخ القرضاوي ما حصل مؤخرا من سفك لدماء بريئة فى شهر رمضان المبارك لجنود موريتانيين على أرضهم فى إشارة لحادثة “تورين” التى راح ضحيتها 11جنديا موريتانيا ودليلا كان يرافقهم .
ووصف الشيخ ، االإرهاب المنتشر فى البلاد العربية والإسلامية بالإرهاب الأعمى ، يذكر أن علماء ومفكرين إسلاميين كبار قد نشطوا فى الآونة الأخيرة فى مختلف البلاد العربية ومنها موريتانيا من أجل صياغة خطاب ديني ينبذ العنف والتشدد وذلك بعد ان أسر الخوف المنطقة العربية جميعا من الإرهاب الذي يتمدد شبحه ما بين اليمن وموريتانيا، وهو إرهاب أعمى سياسياً بدليل أنه يتغافل عن الاحتلال الإسرائيلي أو الاحتلال الأميركي ثم يفجر عجزه على شكل سيارات مفخخة أو اغتيالات بالأحزمة الناسفة ضد الناس أو محاصرة جنود خارج الإوضاع القتالية وذبحهم بدم بارد كما حدث شمال موريتانيا منتصف الشهر الجاري ، شيوخاً ونساءً وأطفالاً ورجالاً يسعون وراء رزق عيالهم.
بل إن هذه المنطقة العربية المتهمة بتصدير الإرهاب إلى العالم تكاد أن تكون الضحية النموذجية للإرهاب المتعدد الهويات والمنابت، والذي يتلطى تحت الشعار الديني وهو ينسف المساجد و يفجر السواق ، أو يضرب من أجل إثارة الفتنة ، بين المسلمين إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً.
و إذا كان الإرهاب هو الإرهاب، بشبكاته الحديدية التنظيم، وإمكاناته المادية الهائلة، وقدرته على الاختراق، وخصوصاً أنه مسلح بما هو أخطر من المواد المتفجرة: بالشعار الديني المحرّف والمحروف عن غاياته الإنسانية النبيلة، والذي يحظى بتغطية دولية هائلة، في الشرق والغرب وما بينهما، وبالتناوب حسب جدول أهدافه…
فإن الإرهاب ابن شرعي للعجز عن التغيير، واعتراف مفضوح باستخدام الشعار الديني كغطاء للجريمة ضد الإنسانية وليس كمدخل إلى الثورة لتحقيق الحلم الإنساني في الحرية والعدل والمساواة.