الجيش الموريتاني بين نارالإرهاب وحملة الإعلام المحلي
يخوض الجيش الموريتانى منذ عدة أشهر حربا شرسة ضد التنظيمات الإرهابية المتمترسة فى الجارتين مالي والجزائر ، حيث نجح بجدارة متناهية فى تطهير المناطق الشرقية من البلاد المجاورة لتلك الدولتين رغم تضاريسها الصحراوية الصعبة و امتداداتها الشاسعة فلم يعد فيها اليوم أي وجود ثابت للإرهابيين ، واستطاع فى عمليات نوعية لا يعلن عن بعضها تحويل أوضاعه القتالية من مدافع بعد العمليتين الغادرتين التين تعرض لهما فى ‘‘لمغيطى‘‘ و‘‘تورين ‘‘، إلى وضع قتالي مكنه من سحق الإرهابيين قبل التحرك إلى الأراضي الموريتانية ، آخر ذلك الهجوم الذى قام به نهاية الأسبوع الماضي فى عمق الأراضى الماية ولا تزال توابعه تتواصل حتى اليوم .
وإذاكان الجيش الموريتانى خاض معركته ضد الإرهابيين اعتقادا منه بواجب القيام بحماية البلد والدفاع عن السيادة والأمن ، مقدما الشهداء والجرحى ، فإن ما أثار استغراب بعض المحللين المتابعين للمعركة الأخيرة التى أدارها الجيش الموريتاني مع عناصر إرهابية بالقرب من مدينة تمبكتو المالية ، حملة النشر الواسعة الغير مسبوقة لعشرات الشائعات المغرضة ، حول سير المعارك وعدد الشهداء الذين سقطوا فيها ومحاولة البعض التهويل من قدرات الإرهابيين اعتمادا على إدعاءات تضمنتها بيانات منسوبة إليهم ، فلا تكاد صفحة موقع الكتروني محلي ولا صحيفة موريتانية ، تخلو من ترديد شائعات لا ترقى إلى القيمة الإعلامية التى تستحق النشر بعضها تحت عنوان متابعة سير المعارك والآخر روايات شهود عيان وغير ذلك من قصص يمكن النظر إليها فى الجملة على أنها محاولة للتهوين من أداء الجيش وتثبيط روحه القتالية ، ما يجيز وصف ذلك الصنف من الإعلاميين بفاقد الروح المهنية من جهة وتدنى الشعور بالمسؤوليات الوطنية من جهة أخرى .