أخبار

مسؤول امريكي : دول الثماني مهتمة بدعم موريتانيا ومالي في محاربة القاعدة

أكّد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير دانيال بنجامين أن «قيادة القاعدة» متورطة في مؤامرة للقيام بهجمات في أوروبا. وقال في مقابلة مع «الحياة» في لندن أعرب عن قلقه أيضاً من نجاح فرع «القاعدة» المغاربي من جني أموال طائلة من «الفديات مقابل الرهائن»،

واكد أن الدول الأوروبية ومجموعة الدول الثماني أظهرت اهتماماً حقيقياً في دعم موريتانيا ومالي في القتال ضد القاعدة، ونحن نأمل أيضاً بالعمل مع النيجر في هذا المجال على رغم أن ذلك التعاون مجمّد حالياً نتيجة الوضع السياسي هناك (منذ انقلاب العسكر على رئيس الدولة).

وفي ما يأتي نص المقابلة:

> حذّرتم من تهديد إرهابي يواجه أوروبا، فما هي طبيعته؟

– من الصعب مناقشة هذه الأمور، لأننا حين نتعامل مع قضايا استخباراتية علينا أن نكون حذرين في ما نقول كي نضمن أننا لا نضرّ بجهودنا للتعاطي مع هذا التهديد وبمصادرنا المهمة. كانت لدينا كمية كبيرة من المعلومات المهمة التي تجمّعت عبر فترة من الزمن والتي أوحت لنا بأن التهديد قد أصبح أكثر خطورة من خطورته العادية. وقد كان لدينا، كحكومة أميركية، واجب أخلاقي وقانوني لإبلاغ الأميركيين بهذه الحقيقة، وأن نطلب منهم أن يأخذوا الحيطة عندما يسافرون. لم نقل لأحد أن لا يذهب بتاتاً إلى أوروبا.

> وهل ما زلنا الآن في الوضع ذاته عندما كشفتم المؤامرة المزعومة؟

– التحذير ما زال ساري المفعول، لأن الظروف الأساسية (التي دفعت إلى إصداره) ما زالت هي ذاتها.

> وماذا تقول هذه المؤامرة عن وضع القيادة العامة لـ «القاعدة» في وزيرستان؟

– إن «القاعدة» التي تتخذ من مناطق القبائل الباكستانية قاعدة لها، تبقى التهديد الإرهابي الأول الذي نواجهه. لقد واجهت ضغطاً كبيراً خلال السنة الماضية، ولا أعتقد أن التنظيم قد اختبر مثل هذا الضغط منذ أن انتقل إلى مناطق القبائل بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ولكن، في المقابل، هذا التنظيم يبقى قادراً جداً على التخطيط لمؤامرات يكون لها نتائج مدمّرة في حال نُفّذت بنجاح. ما زلنا ننظر إلى هذا التنظيم بوصفه خطراً حقيقياً وكبيراً.

> لاحظ جهاز الأمن البريطاني «أم آي 5» (الاستخبارات الداخلية) أن نسبة التهديدات التي يمثّلها تنظيم «القاعدة» في وزيرستان قد تراجعت نتيجة الدور المتزايد في المؤامرات لفروع التنظيم، في اليمن والصومال مثلاً. فهل تشارك البريطانيين هذا الاستنتاج؟

– لا أريد أن أعلّق على الطريقة التي يصف بها شركاؤنا البريطانيون مستوى التهديد، لكنني أصف الوضع بهذه الطريقة: التهديد الآن بات موزّعاً في شكل أكبر، وبات موزّعاً على أساس جغرافي وإثني أكثر مما كان في السابق. ونتيجة لذلك صرنا نرى «القاعدة في جزيرة العرب» التي لديها النيّة والقدرة على تنفيذ هجمات ضد الأميركيين في بلادهم، وهذا الأمر رفع من مستوى هذا الفرع إلى مستوى تهديد لم نره من فروع القاعدة في السابق. إضافة إلى ذلك، نرى «حركة الشباب» – وهي على رغم أنها ليست تنظيماً متجانساً وليست فرعاً رسمياً من فروع «القاعدة» – صارت الآن تقوم بدورها بهجمات خارج الصومال، كما فعلت في كمبالا (خلال الصيف الماضي). وعلى رغم أن هذه الهجمات وقعت في أوغندا وليس في أوروبا أو الولايات المتحدة، إلا أنها تُظهر أن هذه الحركة لديها طموحات لم تظهر في السابق. كما أن هناك أيضاً «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وهي جماعة مُحبطة إلى درجة كبيرة في منطقة نشاطها التاريخي، أي في شمال الجزائر، ولكنها في الوقت نفسه وجدت منطقة عمليات جديدة في الساحل الأفريقي. وعمليات التنظيم في الساحل ليست بالغة التعقيد فهي تركّز على الخطف من أجل الفدية، إلا أن ذلك يبقى يمثّل خطراً لأنه يظهر قدرة التنظيم على الاستحواذ على كميات ضخمة من الأموال من الفديات، وهذا أمر علينا أن نراقبه في شكل جيّد. كل هذه الأمور تشير، كما أعتقد، إلى أن التهديد بات موزعاً أكثر مما كان من قبل.

> ولكن هل ما زال التهديد الناجم عن نشاط «قيادة القاعدة» (في وزيرستان) هو ذاته كما كان في السابق؟

– لا يمكنني أن أقول ذلك. كما قلت قبل قليل، القيادات الرفيعة في «القاعدة» تواجه ضغطاً لم تواجهه من قبل، ونتيجة لذلك نحن نعتقد أن قدراتها ليست هي ذاتها القدرات التي كانت تملكها قبل سنة أو سنتين. لكنها تبقى على رغم ذلك مجموعة صعبة ولا يمكن القول إنها غير قادرة على القيام بشيء في أوروبا والولايات المتحدة.

> وهل تعتقد أن كبار قادة «القاعدة» متورطون في المؤامرة الأخيرة التي حذّرتم منها في أوروبا؟

– أعتقد أننا في العموم نقول إننا نرى يداً لقيادة «القاعدة» في هذه المؤامرة في أوروبا. كما أننا سجّلنا منذ البدء أن «قيادة القاعدة» كانت على اتصال مع بقية التنظيمات المرتبطة بها والتي لها علاقات (بالمؤامرة المزعومة).

> هل لأسامة بن لادن علاقة بالمؤامرة؟

– لن أعلّق على ذلك.

> كيف يتم التواصل بين «قيادة القاعدة وفروعها»: إرسال ممثلين، بالهاتف أو الإيميل؟

– إنهم يستخدمون طرقاً مختلفة في التواصل. إنهم حذرون ويحاولون الاتصال بأكبر قدر ممكن من السرية، لكننا نعرف بوجود هذه الاتصالات.

«القاعدة في المغرب الإسلامي»

> على رغم النفي الرسمي، يُزعم أن بعض حلفائكم – مثل فرنسا وإسبانيا – قد دفع فديات لـ «القاعدة» لإطلاق رهائن محتجزين لديها. فهل ناقشتم هذا الأمر معهم، وما هو موقفكم من مسألة دفع الفدية لإطلاق الرهائن؟

– من دون أن أسمّي أي دولة، نحن نتكلّم مع دول في أنحاء العالم عن الحاجة إلى عدم دفع فديات لخاطفي الرهائن لأن ذلك يزيد من نشاط القاعدة في المغرب الإسلامي. واضح أن هذا الأمر هو مصدر دخلهم الأساسي حالياً، وهم يسعون إلى بناء احتياطي نقدي وتحويل جزء من المال إلى قيادتهم في شمال الجزائر لكي تصير تهديداً أكثر خطورة. ونحن نأخذ هذه المسألة على محمل الجد، ونتكلم مع دول في أنحاء العالم عن هذا الأمر. ونحن نعرف أن كثيراً من دول المنطقة تتشارك في القلق من هذه القضية، والجزائر على وجه الخصوص دانت ممارسة دفع الفديات في مقابل الرهائن.

> ينتقد الجزائريون في شدة أي محاولة من الدول الغربية للتدخل في جهد التصدي لـ «القاعدة» في الساحل. وهم قاطعوا اجتماعاً أمنياً عُقد للتو في مالي بحضور ممثلين لدول مجموعة الدول الثماني. فهل تتفهمون هذه المقاطعة الجزائرية وهذا الرفض الجزائري للتدخلات الغربية؟

– نحن نتفق مع الجزائر أن دول المنطقة هي الأولى بمعالجة قضية القاعدة في المغرب الإسلامي. ونعتقد أيضاً أنه أمر جيّد أن الدول الأوروبية ومجموعة الدول الثماني أظهرت اهتماماً حقيقياً في دعم موريتانيا ومالي في القتال ضد القاعدة، ونحن نأمل أيضاً بالعمل مع النيجر في هذا المجال على رغم أن ذلك التعاون مجمّد حالياً نتيجة الوضع السياسي هناك (منذ انقلاب العسكر على رئيس الدولة). لقد زرت الجزائر في الصيف وأجرينا محادثات معمقة معهم ولدينا آراء مشابهة في شأن تقويم الوضع والحاجة إلى أن تأخذ دول المنطقة الدور الريادي في التصدي لـ «القاعدة». نريد أن نساعدهم بأي طريقة ممكنة، ولكن أفضل من يتصدى لهذه المشكلة هي دول المنطقة نفسها.

> تقاتلون «القاعدة» في أنحاء مختلفة من العالم، لكنكم اليوم تبدون وكأنكم تواجهون تهديداً محلياً في داخل الولايات المتحدة نفسها نتيجة أن بعض الإسلاميين الأميركيين تجذبهم أفكار «القاعدة»؟ فهل أنتم أمام مشكلة أميركية أيضاً؟

– أقول إنها مشكلة عالمية ومشكلة أميركية. لم نر أعداداً كبيرة من الأشخاص (في أميركا) الذين يتم استقطابهم لأفكار التطرف، لكننا رأينا بعض الحالات ورأينا أن بعض هؤلاء تورط في نشاطات إرهابية، وهذا أمر يشكّل مصدر قلق كبيراً لنا. أعتقد أن من المحتم ظهور احصاءات تدل على أن أشخاصاً يعيشون ضمن حدودنا ويتبنون أيديولوجية راديكالية، خصوصاً في ظل نظام العولمة حيث يمكن التأثير في الأشخاص من كل الجهات. ولذلك فإن هناك احتمالاً كبيراً أن يذهب أحد ما في هذا طريق (الراديكالية)، وقد يتم ذلك عن طريق الانترنت أو من خلال السفر. ونحن نأخذ هذا الأمر على قدر كبير من الجدية.

> هل أنتم على إطلاع على الانشقاق المزعوم في صفوف «حركة الشباب» في الصومال؟

– هناك تقارير عدة تتحدث عن انقسامات أو انشقاقات في «الشباب»، ولكنني لا أعتقد أن من المثمر أن نتحدث عن أي منها قبل أن يحصل انشقاق فعلي واضح في هذه الحركة. ولم أر بعد أدلة كافية تدفعني إلى أن أعلّق علناً على هذا الأمر. أما لجهة التصدي لتهديد «الشباب» فنحن نقوم بذلك بوسائل مختلفة: من خلال دعم عملية جيبوتي للسلام في الصومال، وأيضاً من خلال العمل مع شركاء إقليميين في القرن الأفريقي لاحتواء العنف، ونعمل مع عشائر وهيئات مختلفة في الصومال من أجل إقامة مناطق آمنة، وندعم الحكومة الصومالية الانتقالية، ومهمة «أميصوم». لكن المهمة صعبة لأن الصومال بلد خطير وليس فيه مؤسسات دولة يمكن أن تساعد في هذا المجال.

الحياة

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button