منت ماء العينين تعترض على إسلاميي المغرب انتقادهم على إسلاميي موريتانيا ..
أنباء انفو- اعترضت السيدة أمينة ماء العينين، على الإنتقاد الذى وجهه مؤخرا ، حزب الإسلاميين المغاربة(العدالة والتنمية) الذى تنتمى إليه ، ضد الرفاق الموريتانيين ( التجمع الوطني للإصلاح – تواصل) .
وانتقدت منت ماء العينين ، طريقة تعاطي العدالة والتنمية المغربي مع استقبال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني، لـمسؤول جبهة البوليساريو فى انواكشوط نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت ماء العينين في تدوينة فيسبوكية مطولة ” منذ أيام وأنا أتابع النقاش الذي فجره استقبال رئيس حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية-تواصل- في الشقيقة موريتانيا، لمن يُعتبر وزير خارجية جبهة البوليساريو، حيث أصدر حزب العدالة والتنمية توضيحا وقعه نائب الأمين العام، ثم أصدر حزب تواصل توضيحا موقعا من طرف الأمانة الوطنية للإعلام ”
وسجلت ماء العينين ملاحظاتها بخصوصو هذا الموضوع وقالت:
1) أتصور أن موقف حزب العدالة والتنمية طبعه بعض التسرع والارتباك أملته حساسية قضية الصحراء المغربية داخليا، كما أملاه قرب حزب تواصل (حزب اسلامي) من حزب العدالة والتنمية(ذو المرجعية الاسلامية).
2) أتصور أن توضيح نائب الأمين العام كان موجها للداخل المغربي أكثر منه لحزب تواصل أو الأشقاء الموريتانيين، وكأنه (أي حزب العدالة والتنمية) يحاول نفي تهمة لم توجه إليه وهي اقدام رئيس حزب قريب منه في دولة شقيقة على الاستقبال المذكور.
3) اختار حزب العدالة والتنمية أن يصدر ما سماه “توضيحا” رغم أنه غير مجبر على اصدار توضيح بخصوص موقف حزب ينتمي الى دولة أخرى مهما كان قربه الايديولوجي منه، كما أن لغة التوضيح اعتبرت مستفزة لحزب تواصل الذي أجاب برفضه أن تقوم أي جهة من الجهات بتحديد المواقف التي عليه اتخاذها.
4)الداخل او الخارج لمجرد أن حزب صديق له، تربطه به علاقات تاريخية، اتخذ موقفا سياسيا معاكسا لارادته واختياراته الوطنية لأن الدولة نفسها تتفاجأ في أحيان كثيرة بمواقف مناوئة لمصالحها من طرف دول وأنظمة صديقة، ذلك أن للعلاقات الدولية منطق يحتكم الى المصلحة أولا وأخيرا.
5) ما قد يجهله بعضنا أن حزب تواصل يعرف انقساما بين أعضائه كما يعرفه الشعب الموريتاني نفسه، ما بين مؤيد لسيادة المغرب على صحرائه وما بين داعم لأطروحة البوليساريو الانفصالية بما يعتبرونه خلفية تحررية، كما قد يجهل بعضنا أن حزب العدالة والتنمية حزب مغربي متشبث بوحدة بلده الترابية باعتبارها ثابتا وطنيا ودستوريا وهو امر طبيعي، غير أن حزب تواصل هو حزب موريتاني له سيادة على قراراته وله تأثر بتوازنات بلده الداخلية.
واضافت في ذات التدوينة ” شخصيا أن قرار استقبال مسؤول البوليساريو من طرف رئيس حزب تواصل هو قرار خاطئ، غير أن حزب العدالة والتنمية كان متشنجا في توضيحه حيث ضمنه ما يشبه التهديد بتأثر علاقته القوية بحزب تواصل بما حدث، وهو ما استفز هذا الحزب وجعله يرد دفاعا عن نفسه ”
وسجلت ان رأيها “بخصوص نزاع الصحراء رأي ثابت بضرورة تبني الدبلوماسية المغربية الرسمية والحزبية والجمعوية والشعبية، لمقاربة تقوم على الهدوء والاقناع والحوار، خاصة بعد عودة المغرب للاتحاد الافريقي الذي تتمتع فيه البوليساريو بالعضوية ”
وقالت مضيفة ” لابد من الحفاظ على العلاقات الجيدة مع حزب تواصل الذي يمكن ان يصل غدا للسلطة في هذا البلد الاستراتيجي الهام، ومن الأجدر تعميق التواصل معه وترصيد تاريخ الحوار معه بما يخدم مصلحة المغرب ومصلحة موريتانيا أيضا ”
ومضت ماء العينين تقول في تدوينتها:” إن مواقف حزب العدالة والتنمية، يجب أن تتسم بالهدوء والنضج لتساعد التيار الداعم لأطروحة المغرب داخل هذا الحزب الذي يتصرف أيضا وفق توازنات الداخل الموريتاني الذي ينتمي إليه، ولا يجب الإيحاء بالاستعداد للتضحية بتاريخ طويل من العلاقات المتينة والمفيدة بسبب حدث يجب العمل على تجاوزه والتواصل الايجابي بشأنه، كما يحدث بين الدول وبين الحكومات التي تسعى الى تجاوز الأزمات ومختلف الاشكالات فيما بينها استشرافا للمستقبل”.
ونبهت ماء العينين إلى أن “أحزابا “إسلامية” أخرى في المنطقة المغاربية تعرف نفس النقاش الداخلي بخصوص قضية الصحراء المغربية ما بين داعم ومناوئ، مما يتوجب معه تطوير منهجية استباقية هادئة للتعامل مع ما يمكن أن يصدر عنها في هذا الإطار، بما يحقق الإقناع وكسب المزيد من الدعم، بدل خلق الصراع الذي يُبدد رصيدا هاما من العلاقات يجب أن يستثمر لصالح شعوب المنطقة وتنميتها”.