أخبار

القاعدة والانترنت.. شبكة الموت الالكترونية

مع بداية عام 2010، بدأت تبادل الرسائل الإلكترونية مع شاب جهادى له اسم مستعار يدخل به على الانترنت، حيث يستخدم اسم «أبوطلحة الأمريكى».

وأبو طلحة على دراية واسعة بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وتقنيات الجهاد عبر الانترنت. وقد شارك فى عدد من المنتديات الجهادية على الانترنت، وفى نفس الوقت أسس لنفسه قناة على موقع اليوتيوب وأيضا مدونة خاصة به. وفى شهر مارس الماضى أخبرنى هذا الشاب أنه «فى عام 2010 شهد كل من صفحة اليوتيوب الخاصة به وعدد آخر من الصفحات ــ نشاطا واستخداما أكبر بكثير من عام 2009».

وكما تبين فإن أبوطلحة اسم مستعار لزكارى شيسر، شاب مسلم من ضواحى فيرجينيا يبلغ من العمر، 20 عاما، كان قد تحول عن دينه، ووصم بالعار لتهديده المبدعين فى «ساوث بارك» بالقتل لسخريتهم من الرسول محمد، كما وجه له هذا الصيف اتهام بدعم حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة.

ولدى شيسر نظرية عن الجهاد الإلكترونى عن طريق الانترنت، حيث عرضها على المدونة الخاصة به، كما أرسلها إلى فى عدة رسائل عبر البريد الإلكترونى. ونشر نصائح له على موقع جهادى صومالى يسمى «الأمة» من أجل مواجهة ما يسمى بـ«مكافحة الإرهاب».

ولشبكة القاعدة على مستوى العالم مئات من المواقع الالكترونية. فنحو 6 إلى 12 موقعا من هذه المواقع عبارة عن منتديات تديرها شركات موثوق بها أو داعمون للموقع وأفراد مؤمنون به ومبادئه.

وبالإضافة إلى المنتديات الفرعية باللغة العربية، يقدم موقع مثل «الشموخ» أقساما باللغة الإنجليزية والألمانية، اتباعا لفكر متعدد اللغات، والذى تزايد وانتشر بشكل ملحوظ بين المنتديات الموالية للقاعدة على شبكة الانترنت.

أما المنتديات الفرعية الأخرى، فتشمل موضوعات حول القضايا الراهنة، واخرى حول الجهاد فى القوقاز، وأيضا حول اعتقال الجهاديين، وكذلك حول القضايا الدينية. وهناك أيضا منتدى خاص حول قضايا المرأة والأسرة المسلمة.

ويوجد موقع آخر تابع للقاعدة وهو موقع «المجاهدين الإلكترونى» ــ بحسب التقرير، وهو نقطة نشر أساسية فى الاعلام المتعلق بالقاعدة. وهذا الموقع هو أكبر وأول موقع تابع للقاعدة يطلق صفحات له على موقع الفيس بوك.

ورغم استخدام الموقع لوسائل تكنولوجية متقدمة وصور دعاية للقاعدة، فإن عدد المشاركين فى هذا المنتدى أقل بشكل ملحوظ من مواقع أخرى موالية للقاعدة ولكن أقل فى استخدام الوسائل التكنولوجية.

موقع آخر يذكره التقرير باسم «شبكة أنصار المجاهدين» الناطقة باللغة العربية وهى عبارة عن منتدى نشط جدا موال للقاعدة والذى ينشر عشرات الآلاف من الموضوعات والتعليقات حول كل الأمور، بدءا من الأحداث الجارية إلى الموضوعات الدينية إلى كل شىء عن تنظيم القاعدة.

وهذا المنتدى يحتوى على قسم «اللغات والترجمة» والذى يستخدم أيضا المهارات اللغوية لمستخدميه، على سبيل المثال ترجمة مقالات منتقدى القاعدة من اللغة العربية إلى الأوردية والانجليزية والألمانية.

ولدى موقع «أنصار المجاهدين» إصدار باللغة الانجليزية ويعد من أكثر المواقع الموالية للقاعدة تصفحا، حيث يستخدمه الناطقون باللغة الانجليزية فى كل أنحاء العالم ليتشاركوا الروابط الالكترونية لتنظيم القاعدة كما يتصفحه دعاة التطرف العنيف. وعلى سبيل المثال فقد حشد الموقع الجزائريين للتحول ضد حكومتهم لنشرها الاكاذيب حول تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.

وينتج عن التعددية الأيديولوجية الموجودة فى هذه المنتديات نقاش حاد، وهذا النوع من الاقتتال الداخلى فى المواقع الجهادية أمر شائع ولكنه ليس معروفا علنا.

وكذلك الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أيضا تحافظ على وجودها الخاص عبر الإنترنت، فموقع «الإمارة» ــ وفقا للتقرير ــ هو أحد المواقع الرسمية لجماعة طالبان، ويزود مستخدميه بأخبار محدثة بشكل منتظم حول العمليات الأخيرة وكذلك محتوى أصلى لوسائط متعددة تتضمن فيديو لهجمات وتصريحات رسمية لطالبان. وكل ذلك يتيح للمستخدمين أن ينزلوا هذه المواد على أجهزتهم الخاصة. ويحتوى ايضا على قسم باللغة الانجليزية.

وهناك أيضا بعض المواقع تحتوى على أرشيف أو مخزن لعديد من المواقع الأخرى، فمثل هذه المواقع تمثل مكتبة لتنظيم القاعدة العالمى. كما يوجد العشرات إن لم يكن المئات من المواقع التى تستضيف محتويات متطرفة.

وإذا ذهبنا إلى أبعد من منتديات الانترنت والمواقع التى تمثل مكتبات لتنظيم القاعدة، فإن المواد الاعلامية الخاصة بالقاعدة يمكن أن تجدها عبر منصات وسائل الاعلام الاجتماعية.

فموقع المجاهدين الالكترونى كما ذكرنا هو أول وأكبر موقع موال للقاعدة يؤسس صفحة على الفيس بوك وبها نحو 200 مشارك (فانز).

والمشاركون على هذه الصفحة على موقع الفيس بوك وغيرها من صفحات المواقع الجهادية على الفيس بوك يبدو أنهم من مختلف أنحاء العالم، ونسبة كبيرة منهم من جنوب شرق آسيا، خاصة إندونيسيا.

– أنباء -جاريت براتشيمان

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button