أخبار

خبير:الاختطاف فى دول الساحل تم التخطيط له فى الغرب

قال خبير في قضايا الصحراء الكبرى ان “اقتصاد الاختطاف” القائم في المنطقة والذي يتورط به ما يسمى ب(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) يرجع في اغلبه الى “اتفاقيات بالاختطاف المسبق” مع الرهائن واشكال اخرى منها “الاختطاف المخابراتي”.

جاء ذلك في حديث لخبير شؤون الطوارق والمختص في قضايا الصحراء الكبرى علي الانصاري نشرته صحيفة (الصباح الاسبوعي) التونسية.

واعتبر الانصاري ان تنظيم القاعدة هو نتاج انظمة المنطقة للظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة الى جانب ملف المشاركة السياسية في السلطة مشيرا الى ان الحديث عن تعاظم القاعدة الذي تنسجه التقارير الامريكية ليس سوى مبرر لتدخلها في المنطقة بشكل مباشر.

واعرب عن اعتقاده “ان ما يسمى بالقاعدة ليس سوى مجموعات صغيرة جدا لا تتعدى مئة فرد لجأت الى الجنوب هربا من شمال الجزائر بعد الهزائم التي منيت بها هناك بسبب العمليات النوعية وتشديد الحراسة الامنية في جنوب الجزائر على مناطق النفط التي حالت دون اهدافهم”.

واضاف ان هذه المجموعات الصغيرة تتحرك في الصحراء وتقوم بعمليات نوعية اهمها اختطاف الرهائن التي باتت مصدرا رئيسا لارتزاقهم.

وفي رده على سؤال عن حقيقة الاتهامات التي توجهها الحكومة للمتمردين الطوارق في الارتباط بتنظيم القاعدة اكد ان القاعدة ربطت علاقات مع بعض الاشخاص من السكان المحليين في اطار التهريب ولكن ليس لها علاقات مع الطوارق كحركة او قبائل.

واوضح ان هؤلاء الافراد استفادوا ماديا من هذه العلاقة وبخاصة مهربو السلع والاسلحة والمخدرات مبينا ان البضائع المدعومة في جنوب الجزائر تباع بأثمان عالية في مالي والنيجر لذلك يقوم المهربون بجلبها ويعيدون بيعها.

واكد الخبير الانصاري ان النظام في مالي والنيجر أوهم العالم بأن الطوارق على علاقة بالقاعدة من اجل الحصول على دعم الغرب للقضاء على تمرد الطوارق مشيرا الى دراسات امريكية تثبت “ان لا علاقة بين الطوارق والقاعدة”.

ولفت الى لقاءات تمت بين زعماء من الطوارق وبين مسؤولين وخبراء بينهم سفراء امريكيون في المنطقة قائلا “ان هؤلاء اكدوا أن لا علاقة للطوارق بتنظيم القاعدة وانهم حركات معارضة للحكم منذ عام 1962 للحصول على حقوقهم العادلة وقضاياهم الشرعية”.

واضاف ان زعماء الطوارق اعربوا عن استعدادهم لمحاربة القاعدة ولكن في اطار معين شريطة الا تستهدفهم انظمة المنطقة وانهم الوحيدون القادرون على اخراج الغرباء منها.

واعتبر ان خوض حرب ضد السكان المحليين ليس في صالح واشنطن وباريس وان هناك قناعة بأن الطوارق هم همزة الوصل بين دول المنطقة على غرار ليبيا وتونس والجزائر ومالي والنيجر.

وعن حقيقة ما يتردد حول تورط الطوارق بخطف الرهائن قال “صحيح ان هناك نوعا من تجارة الاختطاف فهؤلاء السياح الاوروبيون انفسهم يأتون الى المنطقة ليتم اختطافهم واذكر هنا حادثة اختطاف 32 سائحا المانيا بعد عودتهم الى بلادهم باتوا اغنياء بسبب المبالغ العالية التي دفعتها شركات التأمين تعويضا عن اختطافهم”.

واوضح ان هناك اتفاقيات بالاختطاف المسبق للحصول على هذه المبالغ الى جانب اشكال اخرى ومنها الاختطاف المخابراتي (الاستخباري).

وكشف ان احدى الدول ارسلت احد عملائها ليتم اختطافه ليستقي معلومات ميدانية عن المنطقة وسكانها من اجل الحصول على دعم عسكري ومعلوماتي مضيفا ان تلك الدولة بذلت جهودا من اجل اطلاق سراحه لانه عميل لمخابراتها.

واكد في المقابل وجود عمليات اختطاف “فعلي حقيقي” تقوم به القاعدة لتحقيق مصالحها الخاصة موضحا ان هناك علاقات بين اشخاص من الطوارق بصورة فردية وبين القاعدة وثمة اتفاق بينهم لاختطاف الرهائن.

وقال ان كل المختطفين جرى اطلاق سراحهم بعد وساطات من شخصيات من قبائل الطوارق قادت المباحثات مع افراد المجموعات من اجل اطلاق جميع المختطفين.

وعزا الانصاري السبب في لجوء هؤلاء الافراد الى “اقتصاد الاختطاف” الى ان الدول الغربية المسيطرة فرضت على اهل المنطقة طريقين وحيدين للعيش لا ثالث لهما فاما ان تكون مهربا او مختطفا.

وتشير التقارير الى ان بعض جماعات الطوارق هم من يختطفون الرهائن ويبيعونهم لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بأسعار تتراوح بين 80 و120 ألف يورو ليطلق سراحهم التنظيم مقابل مبالغ تصل الى خمسة ملايين يورو الامر الذي يشجع على احداث تنظيمات جديدة في صفوف الطوارق للقيام بعمليات الخطف.

وحول تعاون دول المنطقة مع جهات غربية للقضاء على خطر القاعدة اعرب الانصاري عن اعتقاده بأن مالي والنيجر وغيرهما من دول المنطقة لا تستطيع ان تتدخل بشكل مباشر للقضاء على خطر القاعدة بسبب الخلافات السياسية بين انظمتها.

وقال ان الخلافات بين هذه الدول لن تسمح لهم بمحاربة هذا التنظيم مؤكدا ان المتضرر الاول هو الدول نفسها.
وأضاف الانصاري “فبعد ان كانت المنطقة همزة وصل بين شمال افريقيا ودول القارة جنوب الصحراء تحولت الى بؤرة توتر”.

وعن انفاق دول عظمى كالولايات المتحدة وفرنسا أموالا طائلة لتسليح جيوش منطقة الصحراء الكبرى وجهودها في محاربة القاعدة اعتبر ان هذه الدول لديها مصالح استراتيجية في المنطقة.

وتطرق الى دراسات غربية وامريكية حول المنطقة تشير الى ان نفط شمال النيجر ومنطقة الطوارق سيغني الولايات المتحدة عن نفط الخليج فهو نفط قريب من الولايات المتحدة ولا يفصله عنها سوى المحيط الأطلسي كما أنه رخيص وسهل الاستخراج ويمكن استغلاله.

وتحتج باريس بمعارضة شرسة ضد الحديث عن تعاظم خطر القاعدة وتعتبر ذلك ذريعة لتنفيذ مخططات دول أخرى في المنطقة وتريد فرنسا ان تظل الدولة الوحيدة المسيطرة على المنطقة ثقافيا واقتصاديا وامنيا.

وقال الانصاري ان “ابناء شعبي حينما يأتون الي أي من دول المنطقة على غرار تونس والمغرب والجزائر او ليبيا يشعرون انهم في بلادهم وموطنهم الاصلي وحينما يرجعون الى مدينة (تمبكتو) التي ضمتها فرنسا الى مالي يشعرون بالغربة لانهم مع شعوب لا تمت لهم باية صلة حضارية او تاريخية”.

واكد ان امتداد وجذور الطوارق يعود الى الاراضي المغاربية وفرقتهم الحدود الاستعمارية المصطنعة وباعدت بين ابناء العائلة الواحدة.

وتعيش منطقة الصحراء الكبرى في الفترة الاخيرة على وقع حوادث اختطاف تستهدف أجانب تشير الانباء المتداولة الى تورط القاعدة وافراد من السكان المحليين في حدوثها اذ أصبحت بسببها المعركة التي تخوضها قوى غربية ضد هذا التنظيم اشد شراسة في منطقة تنام على ثروات وكنوز معدنية وطبيعة جعلتها على الدوام مطمعا للقوى الاستعمارية القديمة والجديدة.

ويتوزع الطوارق الذين يطلق عليهم أحيانا “رجال الصحراء الزرق” كشعب من الرحل والمستقرين الأمازيغ في الصحراء الكبرى بين صحراء الجزائر ومالي والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو.

ويتمتع الطوارق كمسلمين سنيين يتبعون المذهب المالكي مع خليط من بعض العقائد الافريقية بنفس هوية سكان شمال افريقيا الا انهم يتحدثون اللغة الأمازيغية بلهجتها الطوارقية.

ويرجح بعض المؤرخين أن شعب الطوارق هم أحفاد (القارامانت) الذين عاشوا في سهول فزان في ليبيا بينما على العكس يرى اخرون ان القارامانت حسب المؤرخين القدماء كهيرودوت هم من ذوي البشرة السوداء أما الطوارق فهم بيض.
ويشير التفسير الأكثر منطقية ان اسمهم مشتق من الكلمة الأمازيغية وتعني (الساقية أو منبع الماء) اذ من الثابت علميا أن منطقة الصحراء الكبرى الأمازيغية كانت خصبة تتوافر فيها المياه.

ويعيش الطوارق في شمال مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب الجزائر وهم شعب قديم يحكم حياتهم نظام عتيق من التقاليد والعادات ورثوها عن أجدادهم حيث يملكون ارثا قديما من الادب والعلوم الطبية وعلم الفلك.

– أنباء – كونا

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button