تعثرالمفاوضات مع الصحراويين فى لعيون يقلق المغرب

رغم المساعى المتواصلة التى تبذلها السلطات المغربية لحل ما أصبح يسمى ‘‘أزمة مخيمات الإحتجاج الصحراوي فى لعيون ‘‘ فلا تزال الإحتجاجات قائمة بل وتزداد يوما بعد يوم حدة واتساعا وهومايثير قلق السلطات فى المملكة خصوصا بعد تعثر مفاوضات لتسوية وضعية هؤلاء المحتجين الذين يطالبون بتلبية مطالبهم بالسكن والشغل لجميع السكان الاصليين للمدينة.

وقالت مصادر رسمية مغربية ان عملية التسجيل للسكان من أجل الاستفادة من البقع الأرضية والشغل تتواصل في اطار احصاء قررته السلطات للمحتاجين من سكان المدينة تشمل مئات من المحتجين بالمخيم كما تمت عملية توزيع البقع الارضية على بعض منهم.

وخرج الاف من السكان الاصليين لمدينة العيون في مظاهرة احتجاجية جماعية خارج المدينة واقاموا مخيما في منطقة اكديم ازيم شرق المدينة على طريق مدينة السمارة مطالبين السلطات بتأمين السكن والشغل لهم اسوة بمواطنين مغاربة اخرين سكنوا المدينة، او عائدين من مخيمات تندوف بالجزائر حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وجبهة البوليزاريو التي تنازع المغرب على السيادة على الصحراء.

واوضحت المصادر الرسمية المغربية ان عملية توزيع الشطر الاول من البقع الارضية على فئة الأرامل والذي يضم 600 بقعة انطلقت مساء يوم الاحد الماضي في انتظار توزيع حصة أخرى من هذه البقع على المطلقات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة خلال الاسبوع المقبل بناء على الملفات التي تمت دراستها بشكل دقيق، كما تسلم المئات من الاشخاص، الذين كانوا في مخيم اكديم ازيك شرق مدينة العيون وتبث انهم بالفعل في حاجة الى شغل، بطاقات الانعاش الوطني.

وتواصل لجان مكونة من شيوخ وأعيان القبائل دراسة الملفات المتعلقة بالاستفادة من هذه العملية التي قالت المصادر انها ‘تندرج في اطار الدينامية الجديدة في مجال الدعم الاجتماعي وفق معايير تعتمد المساواة والعدل والاستحقاق’.

ونقلت صحيفة ‘القدس العربي’‘ التى تصدر فى لندن عن مواطنين بمدينة العيون ان مخيم اكديم ازيك الذي اطلق عليه المحتجون مخيم العزة والكرامة ومحيطه يعرف هدوءا وحياة طبيعية بعد التوتر الذي ساد اثر مقتل فتى حاول يوم الاحد الماضي مع اخرين الالتحاق بالمخيم.

واكد هؤلاء ان حفلا فنيا نظمه مساء اول امس الاثنين المحتجون الذين لا زالوا يرفضون العودة للمدينة رغم الاضطراب الذي سببه خروجهم منها لاستقرار عائلاتهم خاصة فيما يتعلق بالاطفال والمدارس.

ولم تسفر مفاوضات اجراها موفدون من وزارة الداخلية المغربية مع لجنة تنظيم المخيم عن اتفاق لانهاء هذا الاحتجاج الذي تخشى السلطات من استمراره واستغلاله من جبهة البوليزاريو لاثارة توتر في المدن الصحراوية تستخدمه ورقة في محادثات غير مباشرة تجري تحت رعاية الامم المتحدة بضواحي نيويورك ابتداء من اليوم الاربعاء بين المغرب والجبهة بحضور الجزائر وموريتانيا كمحاولة من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة، لاحداث اختراق في جمود عملية السلام الصحراوي والعودة بالطرفين الى طاولة المفاوضات المباشرة.

ونجح المحتجون حتى الان في عدم تسييس احتجاجاتهم ومنعهم من أي نشاط سياسي في اوساط المخيم او السماح برفع اية يافطات او اعلام تحمل اشارات سياسية كما منعت أي ناشط من دخول المخيم لهدف سياسي.

وقالت المنظمة المغربية لحقوق الانسان انها تتابع تطورات الاحتجاج الجماعي لساكنة مدينة العيون ودعا مجلسها الوطني في بيان ارسل لـ’القدس العربي’ السلطات المسؤولة ‘للانكباب باستعجالية على مطالب الفئة المتضررة فعليا بما يضمن حياتها الكريمة والتسريع بمعالجة المشاكل المترتبة على هذا التجمع بما يضمن الظروف المعيشية اليومية والسلامة الجسمانية والسلم والأمن العام’.

وشددت المنظمة على ضرورة ‘إعمال القانون وسيادته من طرف السلطات وتحمل المؤسسات الوطنية الحقوقية مهامها كاملة في الوساطة دعما للسلم والتربية المدنيين اللذين من شأنهما توسيع جسور الحوار الجاد بما فيها ملفات الحركات الاجتماعية’.

– أنباء – القدس العربي