القوة الإفريقية الجاهزة تقترب من أن تصبح حقيقة
انتشرت ناقلات جند مدرعة
تحمل شعار الإتحاد الإفريقي في
مشهد نادر في نقاط إستراتيجية حول قاعدة محصنة في
العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مقر المنظمة القارية.
وكانت ناقلات الجند المدرعة التي أثارت الإستغراب
تقوم بأعمال الدورية في ساحة قتال مصطنعة عندما تعرض
الجنود المسلحون علي متنها لهجوم خطير من جانب
المتمردين قتل خلاله العديد منهم وأصيب آخرون بجروح
خطيرة.
وبقيت ناقلة جند مدرعة يفترض بأنها مدمرة مهجورة
لفترة ثلاث أيام على الأقل في نفس النقطة للدلالة على
ناقلات الجند التي تتم مهاجمتها وتدميرها من جانب
المتمردين الذين يهاجمون قوات الإتحاد الإفريقي في
أراضي “دولة مخفقة”.
كان هذا السيناريو يوم 26 أكتوبر2010 وهو مجرد ساحة تدريب ويعمل
من خلال أجهزة حاسوب بالرغم من حقيقة إنتشار قوات في
الأماكن الإستراتيجية ومن ضمنها البوابة الأمامية لمقر
الإتحاد الإفريقي حيث يفترض مهاجمة متمردين لقوات
الإتحاد الإفريقي لحفظ السلام في منطقة حرب.
وفي الحقيقة لا توجد حرب وليس هناك ناقلات جند
مدمرة ولا جنود قتلي أو جرحي ولكن كان هناك بالفعل
العديد من قادة الجيش والشرطة والبحرية والقوات
الجوية من مختلف الدول الإفريقية تجمعوا في أديس
أبابا للمشاركة في التدريبات العسكرية التي أطلق
عليها الإسم الحركي “عملية أمان إفريقيا” بالسواحلية.
وقال سيفيولي بام رئيس قسم دعم عمليات السلام
بالإتحاد الإفريقي إن المناورات العسكرية تظهر دولة
إفريقية خيالية تسمي جمهورية كارانا الديمقراطية.
وأضاف “أن العملية تهدف إلى الحصول على جميع
خصائص النزاع في المنطقة التي تم نشر بعثة الإتحاد
الإفريقي فيها. وتقوم القوات بوضع سناريوهات حية حول
حكومة غير مستقرة والعمل مع قواتها الأمنية التي من
الواضح أنها انحازت لطرف من الأطراف ورفضت تنفيذ
الأوامر”.
وتعتبر هذه التدريبات أول مناورات قارية تشارك
فيها جميع الألوية الخمسة التي ستشكل القوة الإفريقية
الجاهزة وهي القوة الجاهزة لشرق إفريقيا ولواء
الجنوب الإفريقي ولواء غرب إفريقيا ولواء شمال
إفريقيا.
ومن جهته قال مفوض الإتحاد الإفريقي للسلم والأمن
رمضان العمامرة “إن الإتحاد الإفريقي عمل على مدى
سنتين لتجهيز القوة الجاهزة للسيناريو (4)
للإنتشارات”.
ويهدف السيناريو (4) للإنتشار وتطوير
أعلي قدرة للقوات لمستوى يمكن أن يتم نشرها للتعامل
مع أية حالة أمنية سلبية يصنف على أنه إبادة جماعية.
وأوضح السفير العمامرة أن المجموعات الإقتصادية
الخمسة في القارة أجرت جميعها تدريبات ميدانية ولذلك
فإن تدريبات موقع القيادة (عملية أمان) هدفت إلى نقل
القوات لنفس مستوى الإستعداد.
وأضاف العمامرة في إحتفال بمناسبة المناورات
مؤخرا “أن تدريبات موقع القيادة هي نتيجة لعملية
طويلة. وأن الطريق لم يكن سهلا ولكن التدريبات
اجتازته. وقد كشفت التدريبات لنا ما نحتاج لأن نركز
عليه”.
وقال رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي جون بينغ إن
إجراء تدريبات موقع القيادة في أكتوبر الماضي أكد
رغبة إفريقيا في تولي أمنها القاري الخاص.
وأكد بينغ “أن عمل هذه القوات سيكون محوريا لعمل
الإتحاد الإفريقي. وإننا حققنا تقدما ملحوظا في جميع
الأقاليم. وقد أثبت الإتحاد الإفريقي رغبته في تعزيز
الأمن المشترك لإفريقيا”.
وشكلت عملية “أمان إفريقيا” التي جرت في الفترة
من 13 إلى 29 أكتوبر إختبارا لمدى إستعداد القوة
الإفريقية الجاهزة التي ظلت في تحضيرات خلال السنوات
القليلة الماضية في إطار الهدف المشترك للإتحاد
الإفريقي والإتحاد الأوروبي لبناء قدرة إفريقيا للسلام
والأمن.
وظل الإتحاد الإفريقي يعمل في هذا الصدد لتنفيذ
خطة رئيسية للأمن القاري تعرف بصورة عامة بالهيكل
الإفريقي للسلام والأمن.
ويتضمن الهيكل الإفريقي للسلام والأمن إستراتجية
مشتركة للدفاع الإفريقي تعمل من أجل قيام إفريقيا
أكثر أمنا عبر تشكيل القوة الإفريقية الجاهزة وخلق
مجلس السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي الذي يعمل منذ سنة
2005 وتدشين لجنة الحكماء بالإتحاد الإفريقي التي بدأت
عملها أيضا.
وقالت السفيرة الكينية لدى الإتحاد الإفريقي
د.مونيكا جوما “إن كل إقليم من أقاليم القارة الخمسة
عمل على تنمية قدرات مختلفة. وإننا مرتاحون لأننا
نعمل بجهد في هذا المجال”.
وأضافت “إننا نحتاج للقوة الجاهزة للرد على جميع
أشكال التهديدات. وأن المسالة تتعلق بكيفية الحصول
على إستراتيجية بحرية وكيفية وضعها للعمل لحماية
سواحلنا”.
ومن جهته أشاد سفير الإتحاد الأوروبي لدى الإتحاد
الإفريقي كويني فيرفاكي بإجراء تدريبات موقع القيادة
التي يمهد الطريق لإجراء تدريبات حية تتم تكملتها
بتشكيلات من القوات على الأرض لجعل القوة الإفريقية
الجاهزة مستعدة للإطلاق الحقيقي.
وقال “إن التدريبات قدمت دروسا لبناء السلام. وقد
تم إختبار قدرة الإتحاد الإفريقي لبناء السلام وتطويرها
عبر عملية متعددة الأبعاد” مضيفا أن القوة المستقبلية
يجب أن تكون جاهزة لحماية الساحل الإفريقي من جرائم
مثل رمي النفايات الخطيرة والقرصنة والصيد البحري
غير المشروع.
وأبلغ العمامرة أن تنفيذ هيكل السلام والأمن يعد
أكثر مجال واضح لعلاقات إفريقيا والأتحاد الأوروبي.
وقال “إن تنفيذ الإستراتيجيات وخطط العمل والجهود
اليومية لمنع النزاع المبنية في هيكل السلام والأمن
تمثل الجانب الأكثر وضوحا ونشاطا في علاقتنا مع الإتحاد
الأوروبي. وأن أمامنا قمة أخرى لتقييم تنفيذ هذه
الإستراتيجيات”.
وتعقد القمة الثالثة بين أفريقيا وأوروبا في
طرابلس يومي 29 و30 نوفمبر لمناقشة التقدم الذي تحقق
حتى الآن في تنفيذ الأجندة الكلية للسلام والأمن.
ومن ناحية أخرى تم إنشاء صندوق لتقديم المزيد من
الدعم لخطط إفريقيا لتحقيق الإستقرار في المستقبل.
وسيتلقي الصندوق 21 في المائة من ميزانيته كمساهمات
من جانب الدول الإفريقية.
وتنتظر القارة الإفريقية كلها الآن لمعرفة موعد
إجراء التدريبات العسكرية النهائية للقوة الإفريقية
الجاهزة للتأكيد على إستعدادها للإنتشار بعد سنوات من
التخطيط.
– أنباء انفو – بانا