أخبار

ويكيليكس :اسبانيا دعمت الإنقلاب العسكري على الديمقراطية فى موريتانيا مقابل الحرب على القاعدة والهجرة السرية

تواصل الصحف التي تلقت وثائق ويكيليكس في الكشف عن مضامينها الشائكة ومن ضمنها المراسلات المتعلقة بمنطقة المغرب العربي، وهذه المرة تعالج أسرار الانقلاب العسكري في موريتانيا وكيفية تعامل اسبانيا مع هذا الانقلاب وتفضيل الأمن والمصالح الاقتصادية على دعم الديمقراطية.

وتعد جريدة ‘الباييس’ ضمن الجرائد الخمس الكبرى التي نالت حق نشر وثائق ويكيليكس رفقة ‘نيويورك تايمز’ و’لوموند’ و’دير شبيغل’ و’ذي غارديان’. بعدما نشرت ملفات السياسة الدولية والقضايا الداخلية، بدأت هذه الجريدة الأكثر تأثيرا في اسبانيا في نشر وثائق الدول التي تحتل أهمية بارزة في الأجندة الدبلوماسية الإسبانية. وهكذا، فبعد نشر وثائق عن الجيش المغربي وعن المؤسسة الملكية المغربية ثم الجزائر ونزاع الصحراء الغربية، قدمت ‘الباييس’ أمس الثلاثاء وثائق جديدة حول الانقلاب العسكري في موريتانيا.

وتبرز وثيقة للسفارة الأمريكية مبنية على محادثات مع الدبلوماسيين الإسبانيين أن حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو اضطرت للتعامل البراغماتي مع الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال محمد ولد عبد العزيز في آب/أغسطس 2008 في موريتانيا مخافة من فراغ أمني في هذا البلد خاصة وأنه هدف رئيسي للقاعدة مما قد يشكل ضربة لمصالح اسبانيا.

وثيقة السفارة تبرز مدى القلق الذي سيطر على حكومة مدريد بشأن التطورات الأمنية التي كانت تشهدها موريتانيا بعدما تعرضت لضربات قوية من طرف مسلحي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وأصبحت قريبة من التحول لدولة فاشلة على شاكلة الصومال لكن هذه المرة في غرب إفريقيا، ذلك أن هذه التطورات كانت تهدد الأمن القومي الإسباني في جزر الخالدات التابعة لإسبانيا والواقعة على بعد 300 كلم من شواطئ موريتانيا. وكانت اسبانيا مترددة في التعامل مع حكومة الانقلابيين، لكن التقارير التي أنجزها دبلوماسيون وخبراء الأمن في الاستخبارات والمؤسسة العسكرية فضلت شعار ‘الأمن قبل الديمقراطية’. ونقلت الدبلوماسية الإسبانية هذا التصور للسفارة الأمريكية، وفق الوثيقة، للتفاهم حول ضرورة التعامل مع الانقلابيين، علما بأن اسبانيا كانت في موقف حرج للغاية لأن الرئيس الموريتاني المخلوع والذي انتخب ديمقراطيا سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله كان قد عاد لتوه من اسبانيا عندما وقع الانقلاب العسكري وكانت اسبانيا لصالح الافراج عنه ولكن دون عودته للسلطة.

وثيقة السفارة تؤكد أن اسبانيا كان أمام تحدّ ٍ حقيقي إما دعم الديمقراطية أو إعطاء الأولوية للأمن، فموريتانيا تشكل مفتاح مكافحة الهجرة في إفريقيا الغربية وتقوية مؤسساتها الأمنية والعسكرية يعني إقامة سور ضد امتداد القاعدة في منطقة إفريقيا الغربية والصحراء الكبرى علاوة على أن موريتانيا تعتبر منطقة مهمة لأسطول الصيد البحري الإسباني.

– أنباء انفو – القدس العربي

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button