أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

حياد موريتانيا في قضية الصحراء معترك سياسي بين المغرب و الحزائر*

تشهد الساحة الإعلامية والسياسية بموريتانيا مند عدة أيام وبالضبط حين إستقبال وزير خارجية موريتانيا سفير المغرب، وتلاها إستقبال رئيس موريتانيا لوفد حكومي جزائري، عدة تساؤلات غصت بها وسائل التواصل الاجتماعي و مواقع إلكترونية، خصوصا التسابق المحموم بين المغرب و الجزائر من أجل كسب موقف موريتاني جديد.

هذا التساؤل و غيره يرى الكثير من المحللين و المتتبعين للشأن الموريتاني و قضية الصحراء بأنه ليس من الغريب و لا المستحيل ان لا يكون موضوع الصحراء من بين أهم المواضع التي تمت نقاشاتها بدهاليز الديبلوماسية بموريتانية التي إستقبلت السفير المغربي و الوفد الحكومي الجزائري في غضون أسبوع من طرف الرئيس الموريتاني، و التي كانت قبلها زيارة وزير خارجية موريتانيا للجزائر حيث أدلى هناك بتصريح و بالضبط في شهر نوفمبر الماضي، حين كان يتحدث عن ملامح السياسة الخارجية الجديدة لموريتانيا فأسقط عن سهو أو قصد كلمة الغربية من وصف الصحراء ليقول «على مستوى نزاع الصحراء نفضل الآن الحديث عن عدم الانحياز، أي أننا نشيطون مهتمون، ولكننا لا نؤيد ولا ننحاز لأي طرف، بدلا من الحياد الذي يشير إلى موقف سلبي، نحن لسنا متفرجين، ونريد أن نرى هذا الصراع محلولا في أسرع وقت ممكن».

تلت ذلك زيارة مماثلة لوزير خارجية المغرب لموريتانيا في زيارة وصفت بالتاريخية، حين أكد الوزير المغربي أن العاهل المغربي يرغب في أن «لا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية، وإنما علاقة استثنائية بحكم ما يميزها من تاريخ ووشائج إنسانية وجوار جغرافي» و بالرغم من هذه التصريحات الديبلوماسية التي حدثت في ظل غياب ممثل شخصي للأمين العام للأم المتحدة في قضية الصحراء، تحيل أن بتكهنات بأن هناك أمر ما سيكشف عنه لما ينضج، وتكون مبدئيا موريتانيا هي الرابح الأكبر من حيادها.

كل هذا يجعل موريتانيا تعدل الكفة، والإستدارة قليلا نحو الجزائر، بعد أن إنتعاش الحديث عن تقارب وشيك مع المغرب، لكنه من المبكر أن نعرف ما الذي أراده ولد الشيخ الغزواني بالضبط، حين تحدث لمجموعة من الإعلاميين المحليين، ليقول لهم في سياق حديثه، إن موقف بلاده هو «الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وتبني موقف الحياد الإيجابي. وهي تقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف، وهو الموقف الثابت الذي لا تغيير فيه».

المراقبون والمهتمون بالشأن الموريتاني وقضية الصحراء يرون أنه لا يبدو ما صدر عن الرئيس الموريتاني يقدم أو يؤخر في شيء، لأن ما ذكره لا يخرج عما كان أسلافه يرددونه في السابق، بينما أخرون يرون أن موريتانيا تملك نقاط ضغط في علاقتها بالمغرب، ومن أهمها الموقف من الصحراء، حيث ظلت موريتانيا منذ سنة 1975 إلى سنة 2010 تحافظ على مستوى عالٍ من الحياد الإيجابي إن لم يكن التعاطي الإيجابي مع المواقف المغربية، تجاه ملف الصحراء، غير أن هذا المؤشر بدأ يتزحزح نتيجة للتوتر الملاحظ في العلاقات بين الدولتين.

ويمثل موقف موريتانيا من الصحراء، نقطة قوة في مسار العلاقات بين نواكشوط والرباط، وهو ما يعيه المغرب، حين بادر بطلب موريتانيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة التي لا تبعد عن حدودها الشمالية أكثر من 450 كلم ، ورفضت انواكشوط، الطلب .

* محمد سالم الشافعي/ صحفي متخصص في الشأن الموريتاني و الصحراء

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button