سر الفيروس الصيني الجديد*
أنباء انفو- لايكاد يمر يوم علينا إلا وهناك حديث عن الفيروسات الجديدة التى باتت تهدد البشرية والتى تظهر تباعا في الصين، حتى وصل الأمر إلى زعم بانتشار جديد للطاعون بعد أن كادت البشرية تنسى اسمه، وكل الأمراض الفيروسية تأتى من الحيوانات أو بالأحرى من أسواق الحيوانات.
وكلها ترتبط بعادات الشعب الصينى مرة خفافيش ومرة أسماك ومرة حيوانات عادية، ولكن بدأ الأمر هزليا مع الإصرار على تصوير الصين كمصدر تهديد لصحة العالم، وهو أمر ينتشر انتشار النار في الهشيم ولكنه يلقى من يصدقه رغم هزليته الواضحة، فكأن الصين التى يقترب عدد سكانها من مليار ونصف المليار نسمة تسودهم عادات غذائية واحدة وكأن بلدهم كان على موعد مع سنة ٢٠٢٠ حتى يخرج من جعبته كل يوم فيروس جديد.
وبالأمس القريب انتشرت في القاهرة شائعة مصدرها رسالة بصوت سيدة تتحدث باللهجة القاهرية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تزعم ظهور فيروس جديد مصدره الصين تخصص في إصابة الأطفال دون الخامسة يؤدى للوفاة بنسبة مفزعة، وأن هناك ٨ حالات في أحد المستشفيات حددته بالاسم.
ولولا تدارك المستشفى ونفيه الخبر وكذلك الحي التابع له المستشفى، لأحدث النبأ الكاذب فزعا بين الناس على أطفالهم، ذلك أن تجربة حظر كورونا وما استتبعه من إجراءات شديدة أثر تأثيرا سلبيا شديدا على الحالة النفسية الجماعية وأصبحت قدرة استيعاب الناس الذين لا يفارقون مواقع الإنترنت كبيرة لتقبل أي شائعات بسبب ما سيطر عليهم من إحباط وما أصابهم من خمول نتيجة البقاء تحت ظلال الرعب خلال الفترة الماضية ولم تنقطع بعد رغم رفع الحظر وبدء عودة أشكال الحياة التقليدية.
ومع كل خبر عن فيروس كورونا بانتشار سلالات جديدة مابين الشراسة والضعف وتخبط معلومات منظمة الصحة العالمية التى صارت رمزا للفشل العلمي والإعلامي.
هذا مع تصاعد التوتر بشأن ملف هونج كونج وإجراء الصين تدريبات ومناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي وإرسال الولايات المتحدة الأمريكية لحاملتى طائرات إلى بحر الصين الجنوبي مما ينذر بمواجهة خطيرة في ظل إصرار على التصعيد من جانب الإدارة الأمريكية وتصريحات الرئيس ترامب المستفزة.
ولكن لم يركز الخبراء بشكل يكفي لمناقشة تلك الحرب الدعائية التى تخوضها الولايات المتحدة ضد الصين وكيف يتم الإصرار على أن فيروس كورونا هو فيروس يحمل جواز سفر صينيا مع تلويح بفرض عقوبات والمطالبة بتعويضات في محاولة لأكبر عملية ابتزاز سبق أن مارستها الولايات المتحدة مع السعودية بعد أحداث ١١ سبتمبر والتى تم شن حرب دعائية شعواء على العالم الإسلامي تبعتها حروب طاحنة.
فقد تم غزو أفغانستان وغزو العراق وإشعال فتيل الحروب الأهلية في سوريا والعراق وليبيا ومص دماء الخليج العربي، ومع ذلك لم تشبع الأمعاء الأمريكية ويبدو أنها اتجهت الآن إلى العدو الأصفر في الصين لتتوقف تكتيكيا في حربها مع العدو الأخضر في الدول الإسلامية وتتجه الآن لتكرار تجربة الابتزاز نحو الصين، ولكنها تعلم جيدا مدى قوة وتماسك وجاهزية الصين لصد أي عدوان أمريكي وقدرتها على التعامل مع محاولات بث الفتن واستغلال الخلافات الدينية في غرب الصين مع الأقلية المسلمة أو الدخول من ملف هونج كونج مع بريطانيا الأم العجوز ولكن لابد من تسويغ الحرب على الصين.
لملء خزائن اقتصاد مثقل بكل أنواع الأمراض التى نشأ بسبب فيروسات اقتصادية كانت ناشئة داخل المجتمع الأمريكي نفسه، والذي بدأ يجني ثمار فساده المرة مع ظهور أشباح الانهيار الاقتصادي تواكبها إرهاصات بتفكك سياسي قد يعجل بأفول نجم الولايات المتحدة نفسها، ومن ورائها الحضارة الغربية التى تشبعت قطنتها بالكحول الفاسد الذي لييت لديه قدرة ليقاوم الفيروسات الجديدة سواء كانت قادمة من الصين أو من أي مكان آخر على كوكب الأرض المثقل بكل أنواع الفيروسات الصحية والأخلاقية.
*محمد شمروخ