هولندية: الإرهاب دفعني لاعتناق الإسلام
باولينا فتاة، تبلغ من العمر 23 سنة، ومضى على إسلامها سنة ونصف السنة، نشأت في بيئة مسيحية، لا تعلم شيئا عن الإسلام، لم تسمع به طيلة طفولتها، إلى أن جاءت أحداث 11 سبتمبر2001 .
تقول باولينا إنها بدأت تأخذ صورة سلبية عن الإسلام من خلال وسائل الإعلام، وكان عمرها آنذاك 14 عاما، وتكونت لديها صورة ضبابية عن الإسلام، لا تختلف عن الكثير من الغربيين، الذي يتولى الإعلام صنع آرائهم ومعتقداتهم، نيابة عنهم.
وكطفلة بريئة، طريقها الوحيد نحو العالم هو الإعلام، تكونت لديها أفكار شابتها الكثير من الرغبة في استطلاع الحقيقة، واكتشاف واقع هذا الإسلام، الذي بعثته أحداث 11 سبتمبر، وأحداث أفغانستان والقاعدة، والحرب على الإرهاب.
ونتيجة لوجود العديد من المناهضين للإسلام، من أمثال خيرت فيلدرس، الموصوف باليميني المتطرف، دفعها ذلك إلى التعرف أكثر على هذا الإسلام، الذي يمتلك أتباعه كل هذا الزخم الإعلامي المثار حولهم، فكانت شبكة الأنترنت متنفسها الوحيد آنذاك.
وكأي متبحر في هذا العالم، فإن أول ما يكتشفه هو الصور السلبية، التي تقوم بدور وقف مد الإسلام نحو الغرب، لكن، بقليل من حب الاستطلاع، بدأت الحقيقة تنجلي أمام الفتاة، عبر قراءة ومشاهدة أشرطة وكتب ومقالات غير منحازة، تتحدث عن الحقيقة.
وستبقى باولينا، التي تتابع دراستها في الرياضيات بجامعة لايدن، وراء شبكة الإنترنيت، إلى أن تلتقي فتاة مغربية، ستقودها نحو ربطها بالداعية محمود المصري، الذي دخل معها في جولات حوارية، بالاضافة إلى أن الفتاة المغربية، تقول باولينا، عرضت عليها زيارة أحد المساجد، ثم عرفتها على أخلاق العائلات المسلمة، بزيارة أحد البيوت، كما ساهمت ندوات عن الإرهاب والإسلام، في روتردام وأمستردام، حضرتها باولينا، في جعلها تقترب أكثر نحو إعلان الشهادة.
وتمتلك باولينا الآن معرفة واسعة عن الإسلام، وأهلتها ثقافتها الأصلية الهولندية، والثقافة الإسلامية المكتسبة، للعب دور كبير في التقارب بين المسلمين وغير المسلمين.
قالت باولينا، في كلمة أمام محافظة القانون وممثلة حاكم المدينة في الحفل، وثلاثة من كبار شرطة المدينة، وبعض الحاضرين من الهولنديين والأتراك والمغاربة، إنها تقف في المنتصف بين الثقافتين، وأن من شأن ذلك أن يلعب دورا كبيرا في التعايش والتعاون.
وبما أن المؤسسة أمامها مشروع كبير لبناء مركز إسلامي وسط المدينة، فقد تولت باولينا شرح ظروف ودواعي بناء هذه المؤسسة، إذ تقول إن اتساع أنشطة المساجد واهتمامها، إلى جانب الشؤون الدينية، بالعديد من القضايا الاجتماعية، ولوجود أقليات مسلمة تقصد هذا المسجد، فإن الضرورة تفرض استكمال بناء المركز المنتظر.
– أنباء انفو – المغربية