أخبار

حكم الرئيس ولد عبد العزيز ..عداد الأزمات يؤشر باقتراب الخطر(1)

لا يختلف إثنان فى موريتانيا ، على جسارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وجرأته الفائقة ، حين تحدث صراحة و بلغة شعبية يفهمها الجميع ، أن موريتانيا أكلها الفساد ، وقال إن شرذمة من المفسدين عاثت بكامل مقدرات هذا البلد طيلة العقود الماضية ، وأن أول ما سيقوم به من أجل موريتانيا الجديدة هو اجتثاثهم وملاحقتهم حتى يعيدوا جميع ما سلبوه من خيرات هذا الوطن ولو كانت أوقية واحدة .

حاول الرئيس ولد عبد العزيز وفى أوج الأزمة السياسية التى تلت مباشرة الإطاحة بنظام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ، ان يجسد على أرض الواقع أهم المنطلقات التى تعتبر من وجهة نظره الدافع الرئيس للإنقلاب ، محاربة الفساد وتأمين العيش الكريم للفقراء.

فتح التحقيق فى ملف أكبر شركة للطيران منذ استقلال البلاد إلى اليوم ، أعلنت إفلاسها ، ولم يبذل المحققون – على ما يبدو -مجهودا يذكر ، فالمتورطون فى نهب الشركة وإفلاسها ، لا ينكرون بل ولا يستطيعون فعل ذلك ، وربما يكون اعترافهم ببعض التهم أرحم بهم مع توفر الأدلة وحجيتها .

كان من المتوقع ان يتوجه المحققون مباشرة من الخطوط الجوية الموريتانية ، إلى الميزانية العامة للدولة والبنك المركزي الموريتاني ، حيث باض المفسدون وفرخوا ، وظل النهب قائما فى أكبر مؤسستين ماليتين فى البلاد عشرات السنين ، وانتظر الكثيرون فتح تحقيق يطلع الموريتانيين على فظائع من التخريب المالي ما كان أصحابها يتوقعون يوما ان تظهر للعيان ! .

تحرك الشارع الموريتاني مهللا ل‘تشافيز‘ موريتانيا ، – أو هكذا لقبوه – حاصدا أكبر نسبة من أصوات الناخبين فى الإنتخابات الرئاسية التى جرت فى البلاد فى 18 يوليو 2009 وكان فوزه فى تلك الإنتخابات باهرا ، حتى أن بعض منافسيه فى تلك الإنتخابات قال إن ولد عبد العزيز زور الإنتخابات باستخدام تقنية متقدمة استوردها من ايران !!.

تربع أول رئيس للفقراء فى القصر، حيث جدد فى أول خطاب يلقيه على الشعب بعد انتخابه بصورة ديمقراطية ، أن الحرب على الفساد عنوان المرحلة الأولى من ‘ مسيرة التغيير البناء ‘، و لا مصالحة مطلقا مع المفسدين .

ما غاب عن الرئيس ولد عبد العزيز ، ولم يسعفه مستشاروه فيذكروه !، أن المفسدين وما تحصلوا عليه من قوة مالية واجتماعية تشكلت طيلة ثلاثة عقود ، لا يصح بأي حال من الأحوال ، ان يكونو بدرجة الغباء التى تجعلهم مكتوفي الأيدى فى انتظار ما يعدهم به ولد عبد العزيز ، الذى تأكد لديهم أن ما يهدد به ليس شعارا فى حملة انتخابية ولا موقفا عابرا ، فأخذوا فى وضع المخططات وحبك المآمرات !.

– فى انتظار الحلقة (2)

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button