أخبار

القبيلة والسلطة فى صراع مع معارضة ضعيفة للسيطرة على شوارع موريتانيا

منذ أيام والتلويح بالنزول إلى الشوارع الموريتانية شعاريتردد على ألسنة قادة بارزين من المعارضة وأنصار النظام على حد سواء .

الشارع الموريتاني المنهك بأعباء الأزمة المالية وضعف الموارد وغلاء المعيشة ينتظر فى الايام القادمة ، سلسلة من الفعاليات تتخللها مهرجانات ومظاهرات يعمل الطرفان فى منسقية المعارضة و ائتلاف الأغلبية الحاكمة ، كل حسب سعته !.

المعارضة وهي تبدو خائرة هزيلة ، بعد ان خسرت معظم أوراقها السياسية ، إثر تآمر جهات محلية و دولية فقبلت المشاركة فى حكومة الإنقلابيين فى السادس من أغشت 2008 ، والتى انتهت بانتخاب قائد الإنقلاب رئيسا للبلاد ، ربما وجدت اليوم فى الصحوة التى يشهدها الشارع التونسي والجزائري وحالة عدم الإستقرار فى غينيا وساحل العاج ، فرصتها السانحة لتهييج الشارع واستعادة بعض الذى فقدته ، فدعت أنصارها إلى الشارع احتجاجا على ما تصفه بالغلاء الفاحش، وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان، وتفشي البطالة ، وانتشار الفساد في مختلف أجنحة الدولة وسيطرة ثلة قليلة من محيط الرئيس ولد عبد العزيز بكامل مقدرات البلاد الإقتصادية .

أنصار النظام ، وهم بحسب التسمية ائتلاف من 30 حزبا سياسيا تدعي أنها داعمة لما يطلق عليه مسيرة بناء موريتانيا جديدة التى أطلق شعارها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، ومع أن هؤلاء ، هم من يظهر دائما فى الواجهة على أنهم الدعامة السياسية التى يقوم عليها حكم الرئيس ولد عبد العزيز ، فبعض المتتبعين للنظام السياسيى الموريتاني ، لا يعتقد أنهم كذلك ! ، و أن أنصارولد عبد العزيز ، أو من يصح حقيقة تسميهم بهذه التسمية ، الذين بيدهم المبادرة السياسية و من لديهم الإمكانيات الحقيقية للتحرك السريع وحشد التأييد للنظام ، فهؤلاء ومنذ الإنقلاب على ولد الشيخ عبد الله ، وحتى الآن ، تقول بعض المصادر ، أنهم أشخاص يجمعهم مع الرئيس ولد عبد العزيز الإطار القبلي والجهوي ، ولا يشركون فى الغالب أحدا آخر فى أمرهم ، وبحسب تلك المصادر فإن هؤلاء أو من يجوز وصفهم بمجموعة الظل التى يعتمد عليها ولد عبد العزيز فى كل ما له صلة بحشد التأييد والدعم ، بما فى ذلك شراء السياسيين ، الذين بانتقالهم من المعارضة إلى جانب النظام تزداد واجهة الأغلبية تنوعا . هذه المجموعة التى تستعد فى الوقت الراهن لمواجهة الإحتجاجات التى دعت إليها المعارضة ، سبيلا لتحصين النظام من انزلاقات قد تحصل فى الشارع ، تكون مواجهتها -لو حصلت – مكلفة ماليا وسياسيا !.

بين أنصار النظام والمعارضة يترقب الكثيرون فى موريتانيا ، القرار النهائي الذى سينتهي إليه الإسلاميون الذين بحوزتهم معظم أدوات إشعال ‘‘الحطب الرقيق‘‘ فى الشارع الموريتاني ، خصوصا بعد دعوة الحوار ، التى وجهها اليوم زعيم حزب تواصل محمد جميل منصور إلى مختلف الاطراف ، محذرا الجميع من عدوى الأوضاع المضطربة خارجيا، ومطالبا بالإسراع فى إخراج البلاد من الوضعية السياسية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها حاليا.

الشارع الموريتاني من فصالة شرقا إلى انواكشوط غربا ، له من الحضور واليقظة هذه الأيام مالم يكن له فى فترات سابقة ، لقد أثبتت النقاشات الساخنة التى لم يشهدها البرلمان الموريتاني فى جميع دوراته السابقة ، أن عهد التسترعلى المتاجرين بمصالح المواطنين قد انتهى ، وأن البلاد لا شك مقبلة على مرحلة جديدة ، ستكون مختلفة بالتأكيد عن جميع المراحل السابقة .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button