أخبار

حكومة باريس أغضبت موريتانيا..وانزعاج فى فرنسا من طريقة تحرير الرهائن

وصلت إلى ‘أنباء انفو‘ العديد من التعليقات والإستفسارات حول الأسباب الحقيقية التى دفعت رئيس الحكومة الفرنسية إلى تشبيه الأوضاع الأمنية فى موريتانيا بالأوضاع الأمنية الفاشلة فى النيجر ومالى ، وقال بعض المعلقين ، إن التصريحات التى أدلى بها أمس رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيلون ، والتى قال فيها إنه لايوجد مكان آمن فى موريتانيا إلى حد تهديده بتحميل شركات السياحة الفرنسية مسؤولية جزائية إذا لم توقف رحلاتها السياحية إلى ثلاثة دول منها موريتانيا . تصريحات مرتجلة وغير مدروسة ، فلا يعقل ان تصدر تصريحات مثل تلك ، عن رئيس حكومة دولة فرنسا ، التى لها من رصيد المتابعة الأمنية فى منطقة دول الساحل ما يكفى لتقييم الأوضاع الأمنية على الأرض .

لقد تعمد فرانسوا فيلون وهو يستثنى الجزائر، الإساءة إلى موريتانيا التى حققت خلال الفترة الماضية نجاحات كبيرة فى القضاء على الإرهاب داخل أراضيها ، وجعلت لأول مرة فى تاريخها رقابة حدودية صارمة ، قطعت الطريق على مختلف العصابات الإجرامية العابرة ، حين ساوى أوضاعها الأمنية بالأوضاع فى النيجر ومالى حيث يعشعش الإرهابيون وتجار المخدرات ويتنقلون فيها بين حصون عجزت الطائرات العسكرية الفرنسية عن تدميرها .

لم ينتظر رئيس حكومة فرنسا ، ان ينقضى اليوم الخامس على خطاب نظيره الموريتاني ولد محمد لغظف ، أمام الجمعية الوطنية فى انواكشوط ، الذى أشاد فيه بالمجهود الأمني الكبيرالذى تحقق فى بلاده حيث أصبحت من أكثر دول المنطقة استقرارا وأمنا، حتى يقول وأمام الجمعية الوطنية فى باريس ، أنه لا يوجد مكان آمن فى موريتانيا ومالى والنيجر، فهل هي مصادفة ، أم هناك استهداف ومقصدية الأيام القادمة قد تكشف أبعادها!!.

من جهة أخرى، قالت مصادر في مالي والنيجر إن أمير تنظيم القاعدة المدعو مختار بلمختار يقف وراء عملية اختطاف المواطنين الفرنسيين واغتيالهما.

وقال كريم إيميل بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس إن تنظيم القاعدة غيَّر من طريقة تعامله مع فرنسا بسبب تغيير باريس إستراتيجيتها في التعامل مع قضايا اختطاف مواطنيها، وقال: “هناك غضب في طريقة التعامل الفرنسي مع اختطاف الرهائن. ففي السابق في عهد ميتران وعهد جاك شيراك كانت فرنسا في معظم الأحيان تنتظر عدة أشهر وتتفاوض مع الخاطفين وأحيانا كانت في النهاية تدفع بعض المال حتى ولو لم تعلن ذلك. واليوم منذ أن استلم الرئيس ساركوزي السلطة يبدو أن فرنسا قررت أن ترفض أي تفاوض مع الإرهابيين وأن تحاول دائما أن تخوض معركة ربما عسكرية أو بمساعدة الأنظمة في مالي والنيجر وموريتانيا في ملاحقة الإرهابيين”.

وأشار بيطار إلى أن نشاط تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء لا يقتصر على الأنشطة الإرهابية فحسب بل يتعداها إلى المشاركة في أعمال إجرامية أخرى.

وأضاف لـ”راديو سوا”: “إنها ليست فقط عملية إرهابية كما في أفغانستان، لكنها أيضاً جمعية ترتكب جرائم عادية تتعلق بالمال، فيخطفون بعض الناس ليحصلوا على تمويل وبعضها متعلق بالمخدرات”.

وقال بيطار إن هناك إجماعا في فرنسا على إدانة التنظيم الإرهابي وأنشطته الموجهة ضد الفرنسيين إلا أنه كشف عن وجود أصوات تطالب بتغيير إستراتيجية فرنسا في التعامل معه، وأضاف:

“بدأ بعض السياسيين، خاصة في اليسار ينتقدون طريقة التعامل الفرنسي، ويعتقدون أن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تكون على عدة أصعدة وليس فقط معركة عسكرية ضد الإرهاب، ويجب أيضاً أن تكون هناك تنمية اقتصادية في هذه المناطق وطريقة لا عنف في مواجهة هذه الظاهرة الجديدة لأنه ليس في مالي أو النيجر أو موريتانيا أي احتلال خارجي، ويجب على فرنسا أن لا تبرز وكأنها هي عدوة جديدة”.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button