أخبار

النهاية المأساوية ل‘بن علي‘ ,, هزت أركان أنظمة فى المغرب العربي

تنفجر الشعوب عندما يصل الإحتقان حده الأقصى ويشعر المواطن بالحقارة والمهانة فى وطن عشعش فيه الفساد و باض وفرخ .

تونس كانت المثال الأقرب حيث تابع العالم أمس ما حل بأحد أشد حكام العرب بطشا وطغيانا فى العصر الحديث ، يفر من قصره خائفا يترقب.

واليوم يعيش معظم حكام الدول العربية وقع ذلك الحدث بعد ان أصبح احتمال انتقال عدوى الاحتجاجات المشروعة أمرا ورادا للغاية.

ويرى عديد من الباحثين والمعلقين على الأحداث التى انتهت برحيل بن على عن تونس وجود أسباب وجيهة لانتقال العدوى إلى دول المغرب العربي الأخرى و هي ليبيا والجزائر والمغرب ، ويستثنى بعضهم موريتانيا ، لأسباب يرها من وجهة نظره وجيهة ، وهي التصاق قائد انقلاب السادس من أغشت 2008 الرئيس الحالى محمد ولد عبد العزيز ، بالطبقات الفقيرة من شعبه، ولو على مستوى الشعارات فى بعض الأحيان ! ، يدعم ذلك أيضا فى نظرهم ، سرعة استجابة ولد عبد العزيز للإحتجاجات الشعبية الأخيرة ، على ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية ومطالبته لحكومته بالتدخل السريع ، وتوفر فضاء من الحريات الإعلامية والسياسية غير موجود فى مثيلات موريتانيا من الدول العربية ، ورغم الحديث عن وجود فساد منتشر بموريتانيا، إلا أن الحملة على محاربته مستمرة وقائمة فى مختلف الخطابات الرسمية للدولة.

أما فى الجزائر فعلى العكس من موريتانيا فالشعب هناك يعانى من كبت لمعظم حرياته الأساسية ولا يسمح لغير الإعلام المدعوم من الدولة ويروج لسياساتها ، ان يبث من الجزائر وسياسة التفقير ممنهجة رغم المداخيل المالية الهائلة من النفط والبترول، وبدأت عائلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبالأخص أشقاءه ينسجون علاقات أخطبوطية لمشاركة الجنرالات في الاستحواذ على خيرات البلاد.

وفي المغرب، الحال لا يختلف على مستوى الحريات العامة كثيرا عن الجزائر وتونس قبل الإطاحة ب ‘بن على ‘ فلقد تم طرد قناة الجزيرة الفضائية لمجدرد أنها قامت بتغطيات إعلامية لا ترضي الملك، ومحيط العاهل المغربي الملك محمد السادس يغتنى بشكل مستفز وفضائحي في حين يعاني الشعب المغربي من غلاء المعيشة ويهان المعطلون يوميا بهراوات قوات الأمن أمام البرلمان.

أما فى الجماهرية العظمى فالنظام هو سيد الإعلام والدولة والشعب ولا حرية تفوق الكتاب الأخضر وسلطة اللجان الثورية فوق الجميع وهي تتحكم فى المصير المالي والسياسي لهذا البلد، الغني بموارده النفطية الهائلة .

ورغم هذا الفساد المتحكم في دواليب الحكم في دول المغرب العربي، ينبري الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي للدفاع عن أنظمة هذه الدول. فزين العابدين بن علي كان يعد وحتى سقوطه المدوي ‘الابن المدلل للغرب’ بسبب سياسته المتشددة ضد الإسلاميين، إذ لا يهم هذا الغرب ارتفاع الفساد وخروقات حقوق الإنسان المتواصلة ونهب أموال الشعب من طرف بطانة الحاكم والتي تذهب في معظمها لأبناك أوروبية بقدر ما يهمه وجود حاكم يجنب هذا الغرب بعبع ‘الإسلاميين’.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button