خفايا استقبال قطر‘ولد الطايع‘ وابنة صدام حسين‘ ورفضها استقبال بن علي
الكثير كان ينتظر أن تحط طائرة الرئيس المُطاح به الزين العابدين بن علي بمطار الدوحة الدولي، خاصة بعد إعلان وكالات الأنباء العالمية على أن طائرة خليفة بورڤيبة تتجه نحو الخليج، وبنى المتتبعون فرضياتهم على أساس أن قطر تلعب حاليا دورا رياديا في فض النزاعات العربية بعد الذي قامت به في لبنان، وبعدها في دارفور، وبطريقة غير مباشرة في اليمن، وأشارت مصادر متطابقة إلى عرض خدماتها لتقليل من حدّة التوتر بين الجزائر والمغرب، فضلا عن استضافة قطر للكثير من المعارضين السياسيين والرؤساء المخلوعين أو المنقلب عليهم، مثلما هو الحال مع رئيس موريتانيا الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، وزعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني، وابنة صدام حسين السيدة حلا رفقة والدتها، والكثير من المعارضين الذين يختارون قطر كمنفى اختياري.
* والغالب أن زين العابدين بن علي، الذي تفاوض مع السعوديين من طائرته التي كانت تتزود بالوقود من جزيرة سردينيا لم يطرح أصلا فكرة اللجوء إلى قطر، لأنه يعلم مسبقا بالرد القطري، خاصة أن قطر كانت الدولة العربية الوحيدة والأولى في العالم التي عبرت عن موقفها من فرار بن علي، إذ صرّح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية أن دولة قطر تراقب الأحداث الحالية في الجمهورية التونسية، معبرة عن احترامها لإرادة الشعب التونسي وخياراته، وأكد المصدر التزام دولة قطر بعلاقتها المتينة مع الشعب التونسي العزيز، وحرصها على علاقاتها المميزة مع الجمهورية التونسية والعمل على تنميتها وتطويرها لما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين، وختم المصدر تصريحه بقوله “حفظ الله تونس وشعبها الشقيق من كل مكروه”، ولم يذكر أي شيء عن بن علي، مما دلّ بأن قطر لم تنس مواقف زين العابدين المعادية لقطر، رغم بعض التحسن الطارئ على العلاقات الثنائية في المدة الأخيرة والتي وصفها الكثير من المتتبعين بأنها ملغمّة ولا تدل على حقيقتها.
وتأكد بن على بعد صدور البيان القطري ان لا مكان له فى قطر مع معاوية ولد الطايع وعباس مدني وابنة صدام حسين
.
كان على بن على التفكير بسرعة فى مكان يؤويه بعد ان أغلق سركوزي مطارات فرنسا فى وجه طائرته ، فانتهى إلى السعودية بعد ان حطمت طائرته الرقم القياسي فى أطول رحلة لرئيس دولة هارب حتى أن طائرته اضطرت للتزود بالوقدو قبل الوصول إلى مطار جدة .
وبعيدا عن البيان القطري ، فإن العلاقات بين قطر وبن على توترت فى العام 2006 بعد ان بثت القناة القطرية ‘‘الجزيرة‘‘ حلقة من برنامج ‘ما وراء الخبر ‘ استضاف فيها الصحفي التونسي محمد كريشان ، شخصيات بارزة فى المعارضة التونسية طالبوا بالتغيير فى تونس وانتقدوا الأوضاع السياسية القائمة ، ثم بثت القناة القطرية أيضا حلقة من برنامج ‘ضيف المنتصف‘ دعي إليها المعارض الكبير الدكتور منصف المرزوقى ، الذى طالب التونسيين بالتظاهر على حكومة بن على على خلفية قراره ، منع المحجبات التونسيات من دخول المدارس والجامعات ، بحجة أن ذلك لا يتماشي والزي التقليدي التونسي ، فى نظره ، والطريف اليوم أن زوجة بن على وابنته مجبرتان على لبس الحجاب فى السعودية ولن يسمح لهما بقيادة السيارة ، كما تقضي القوانين هناك .
واعتبر نظام بن على ما بثته الجزيرة يندرج فى إطار حملة استهداف معادية لتونس واستقرارها ، ما دفعه أنذاك لطرها ، وأتبع ذلك باغلاق سفارة تونس فى الدوحة وتحويل صلاجياتها إلى دولة البحرين المجاورة .
بعد ذلك تحسنت العلاقات وان بشكل خجول وحذر وعادت الجزيرة لممارسة نشاطها من تونس ، لكن ذلك لم يستمر طويلا وعاد التوتر من جديد وطردت الجزيرة بعد ان أغلق مكتبها ، وشن الإعلام التونسي حملة شعواء عليها وعلى قطر.
أنباء انفو- الشروق اليومي