الأزهر : نحرم إزهاق الأرواح وحارقو أنفسهم مختلون عقلياً
أضرم طالب فرنسي لأسباب مجهولة النار في نفسه في مدرسة قرب مرسيليا (جنوب شرق) وفق ما أفاد عناصر الاطفاء امس. فيما لم تعلن المصادر دوافع تصرف الشاب الفرنسي.
فى حين أكدت مؤسسة الازهر ان الاسلام يحرم ازهاق الارواح لاي سبب كان وذلك بعد تعدد محاولات الانتحار حرقا في مصر والجزائر وموريتانيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الازهر محمد رفاعة الطهطاوي ان “القاعدة الشرعية العامة تؤكد ان الاسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لاي سبب كان ولا يبيح للانسان ان يزهق روحه كتعبير عن ضيق او احتجاج أو غضب”.
واضاف المتحدث، في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية، ان “الازهر لا يمكن أن يعلق علي حالات الاشخاص الذين يقومون بحرق أنفسهم باعتبار انه ربما يكون هؤلاء في حالة من الاضطراب العقلي أو الضيق النفسي اضطرهم الي فعل ذلك وهم في غير كامل قواهم العقلية”.
وتابع “لا نستطيع ان نحكم علي هؤلاء وأمرهم الي الله وندعو لهم بالمغفرة”.
وأشار الي أن “الاسلام يحرم الانتحار بصفة عامة كقاعدة شرعية لاي سبب كان”. وتوفي شاب مصري يعاني من البطالة متأثرا بحروق اصيب بها امس بعد ان اضرم النار في نفسه بينما قام رجلان اخران بمحاولتين مماثلتين خلال الثماني والاربعين ساعة الاخيرة كما سيطرت الشرطة علي شخص ثالث قبل ان يشعل في نفسه النيران. وبهذه المحاولات يكون عشرة اشخاص اضرموا النار في انفسهم خلال الاسابيع الاخيرة في الدول العربية. وقالت مصادر أمنية ان مصريا يزيد عمره علي خمسين عاما أشعل النار في نفسه امس أمام مجلس الشعب في ثاني حادث من نوعه خلال نحو 26 ساعة.
وقال مصدر ان محمد فاروق محمد حسن الذي يعمل محاميا سكب الكيروسين علي نفسه وأشعل النار ونقل الي مستشفي المنيرة العام القريب للعلاج. وكان نقل الي نفس المستشفي الاثنين للعلاج عبده عبد المنعم حمادة جعفر خليفة (50 عاما) بعد أن أشعل النار في نفسه أمام احدي بوابات مجلس الشعب وهو يردد هتافات مناوئة لمباحث أمن الدولة.
وذكر مصدر في قوات حراسة مجلس الشعب أن حسن أشعل النار في ساقيه “في شارع قصر العيني المجاور وأخذ يركض بينما النار مشتعلة فيه الي أن دخل شارع مجلس الشعب ثم استغاث بالمارة الذين عملوا علي اطفائه”.
وأضاف أن حسن لم يبد سببا لما فعل وقت امساك النار به أو خلال نقله الي المستشفي لكن مصدرا آخر قال انه يحتج علي عدم استجابة الشرطة لشكوي له. وذكرت مصادر أخري انه ردد هتافات ضد الأسعار المرتفعة قبل أن يشعل النار في نفسه. من جانبها اوردت تقارير في الجزائر امس ان شخصا خامسا حاول الانتحار باضرام النار في نفسه في مدينة الوادي (650 كلم جنوب شرق العاصمة) علي الحدود مع تونس، احتجاجا علي ظروفه المعيشية السيئة مما تسبب باصابته بحروق طفيفة.
وقالت التقارير” ان “الشاب معامير لطفي البالغ من العمر 35 سنة وهو أب لستة اطفال اضرم النار في جسده صباح امس (الاثنين)، داخل مقر المجلس الشعبي الولائي (مجلس المحافظة) بالوادي احتجاجا علي البطالة وحرمانه من السكن”.
ونقلت عن رئيس المجلس الشعبي الولائي قوله ان الشاب “تقدم اليه يطلب سكنا ومنصب عمل، فأجابه بأنه ليس الجهة التي تمنح السكن ومناصب الشغل. فهدد بأنه سيحرق نفسه ان لم تتحقق مطالبه (…) وما هي الا دقائق قليلة حتي عاد مجددا بقارورة ملأها بالبنزين من سيارته متجها نحو مكتب رئيس المجلس وهو يصرخ ثم صب البنزين علي نفسه وأشعله بولاعة”.
وتعد هذه خامس محاولة انتحار بالنار تشهدها المدن الجزائرية منذ اشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، وهو الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس انتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي.
وكان الشاب بوترفيف محسن أضرم النار في نفسه السبت الماضي أمام مقر بلدية بوخضرة في محافظة تبسة (630 كلم شرق العاصمة) علي الحدود التونسية ايضا، وهو لا يزال في المستشفي حيث يرقد في حالة خطرة.
وشهدت محافظات مستغانم (355 كلم غرب العاصمة) وبومرداس (40 كلم عن العاصمة) وغرداية (600 كلم جنوب العاصمة) محاولات انتحار لم تسفر عن اصابات خطيرة وحالات ضحاياها مستقرة