كلب وذئبة فى جامعة انواكشوط
أنباء انفو- صباح اليوم أخذت ابنتي حبيبة للجامعة ؛ وأخبرتني أن حصتها تنتهي العاشرة صباحا ؛ فقررت المكوث قريبا حتى آخذها للبيت ، وكنت محتارا في المكان المناسب للانتظار.
لمحت حارسا على الباب الجنوبي لكلية العلوم والتقنيات فبادرت بسؤاله عن ( اتاي ) فرد بترحاب قائلا تفضل .
في جلسة الشاي الصباحية مع الحارس في الهواء الطلق والبرد القارس لاحظت وجود كلاب بها ملامح الذئاب بارزة ؛ وهي تلعب ويمسك بعضها رقبة بعض تماما كما تفعل الذئاب الصغيرة في تدريبها على صيد الفرائس والسيطرة عليها ، سألت الحارس عنها فقال : هذه أبوها ذئب وأمها كلبة ؛ فهنا في حي الجامعة تكرر التزاوج بين الكلاب والذئاب ؛ فنتج عن ذلك قطيع يناهز المائة ؛ يعيش هنا في كل كلية وخلف حوائط الكليات في المدى المفتوح الممتد حول الجامعة .
بعضها يعيش معنا وقد صار أليفا إلا أنه شرس بالليل ، وقد وزعت بعض الجراء الذكور على من تبناها وبقيت الإناث هنا.
وواصل حديثه عن كلاب الجامعة قائلا : في كلية الآداب كلبة (ذئبة ) ضخمة الجثة ؛ قد لاتعتدي مباشرة على الطلاب لكنها قد تفترس كل من يستفزها ؛ قلت له كيف تسمحون بتواجدها داخل حرم الكلية ؛ قال يطردها الحراس يوميا منه ؛ لكنها تعود غالبا.
كانت كلابه الذئاب تلعب قريبا من مجلسنا في العراء وكانت تلتقط قطع الخبز المتناثرة من يده لها.
استغربت من أكلها للخبز فقال هنا لايوجد كثير طعام والبرد قارس وقد تعودت على أكل الخبز والبسكويت وأي شيء يسد رمقها.
اعدت السؤال كم كلبا او ذئبا مهجنا يعيش في الحي الجامعي ؟
أجاب : ربما مائة ؛ يجوب بعضها المدى الصحراوي القريب ويألف بعضها الحرم الجامعي .
قلت في نفسي أن على الجهات المختصة توفير حماية للطلاب جميعا عبر تلقيح تلك الكلاب المهجنة الضالة ؛ أو نقلها من الحي الجامعي إلى جهة مناسبة ؛ ولاداعي لقتلها ؛ فهي حيوانات لطيفة على ما يبدو ؛ وتحتاج دعما غذائيا ؛ فالحراس المساكين يعجزون عن توفير لقمة عيش لهم ولعيالهم ؛ فكيف بهم وهم يتقاسمون خبزهم اليومي مع كلاب الجامعة أو ذئابها المدجنة.
-عبد الله بونا