تصريحات ولد عبد العزيز حول‘المعارضة‘ و‘ولد دحود‘..تغريد خارج السرب!
أثارت التصريحات التى أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس ، فى معرض تعليقه على إقدام أحد الشباب فى بلاده إشعال النار فى جسده ، احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانتشار البطالة وحالة التأزم السياسي الذى تعيشه موريتانيا منذ الإطاحة بنظام حكم ولد الشخ عبد الله المدني ، موجة من الإنتقادات الواسعة فى أوساط السياسيين والمثقفين.
لقد جاءت تعليقات الرئيس ولد عبد العزيز على الحادث فى وصف أحد المعلقين ، جافة وخالية تماما من مشاعر الحنان والتعاطف مع مواطن فى حالة احتضار فاكتفى بالأسف المجرد على إحراق الإنسان نفسه، قائلا ان لا مقارنة بين من كان صاحب أموال وأعمال ومن يحرق نفسه احتجاجا على الفقر والحرمان ، وربما غاب عن السيد الرئيس أن الأغنياء هم أيضا يتعرضون كما هم الفقراء للظلم ، ولهم مثل غيرهم من الحقوق فى الدولة ما قد يدفع بهم ان حرموا منه ، ان يثوروا ويتمردوا .
الأمين العام لحزب اللقاء الديمقراطي، اعل ولد اصنيبة، انتقد بشدة تصريحات الرئيس التى قال إنها أتت فى ‘‘الوقت الذي يوجد فيه الشاب يعقوب ولد دحود في وضعية حرجة بين الحياة والموت وبدل التعاطف مع أسرة هذا الشاب الذي فقد للأسف الشديد مؤخرا شقيقا له ،(…) لكي يتشفى في هذه الأسرة المنكوبة دون أدنى حد لمراعاة مشاعرها في مصابها‘‘.
يذكر أن تصريحات الرئيس ولد عبد العزيز لم تتوقف عند استهجان حادثة حرق الشاب لنفسه ، بل وتعدتها لانتقاد الخطاب والمنهجيات السياسية التى تعمل بها أحزاب منسقية المعارضة الموريتانية ،معتبرا واقع بلاده يختلف عن واقع الدول الأخرى و مستبعدا ان يتكررما حصل فى تلك الدول فى موريتانيا .
وقال ولد عبد العزيز وهو يسخر من المعارضة التى يرى أنها وهي الآن تنتقد الفساد، ‘‘الحمد لله هي الآن فى مكانها الصحيح !!‘‘، إن البلد مستحيل عليه العودة إلى الوراء ، متهما من يصفهم بالمفسدين بالوقوف وراء خطاب المعارضة.
انتقادات للمعارضة ، لا يرى فيها البعض مؤشرات لقرب انفراج للأزمة السياسية فى موريتانيا ، وتبعد احتمالات التوصل إلى إلى أرضية مشتركة للحوار بين المولاة الداعمة للرئيس ولد عبد العزيز والمعارضة التى تطالب باصلاحات جذرية فى الدولة .