أخبار

موريتانيا وبقية الساحل مرعوبة من قرارباريس:لا مفاوضات ..الحرب مفتوحة

تحمل مختلف المصادر القادمة من فرنسا هذه الأيام ، أخبارا مخيفة ومرعبة ، لا تبشر شعوب منطقة دول الساحل (موريتانيا ، مالي ، النيجر ) التى تواجه فى الوقت الراهن أوضاعا إقتصادية صعبة .

فمنذ تم الإعلان فى باريس عن فشل قوات من الكومندوز الفرنسي فى تحرير مواطنين فرنسيين اختطفا فى النيجر ، وانتهى مصيرهما بالطريقة التى تريدها القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي ، والجدل فى فرنسا لا ينقطع ، حول الطريقة الفرنسية فى التعامل مع هكذا أحداث ، وجدوى المفاوضاعت مع التنظيمات المتشددة ، إلى ان جاءت آخر الأنباء مزعجة لجميع الفرنسيين ، أن القاعدة قامت بتوزيع سبعة رهائن لديها خمسة منهم مواطنون فرنسيون ونقلت بعضهم خارج مالى ، وهو ما من شأنه إفشال أي مخطط فرنسي لتحريرهم بالقوة العسكرية ، إجراء يبدو أن حكومة سركوزي لم تجدله من تفسير غير أن القاعدة فى الساحل ماضية فى حرب مفتوحة على فرنسا .

.

كما أن معظم المراقبين لا يستغربون التهديدات التى تضمنها التسجيل الصوتي الأخير المنسوب إلى زعيم القاعدة أسامة بن لادن بحق فرنسا ودعوته لها إلى سحب جيوشها من أفغانستان، مقابل إطلاق الرهائن الفرنسيين سواء في صحراء مالي أو الصحافيين الفرنسيين الذيين تم اختطافهما في أفغانستان من طرف طالبان ، واتضح بجلاء أن القاعدة “تقاتل” اليوم إعلاميا أكثر منه ميدانيا لإثبات وجودها.

وضع أوجد فرنسا في مواجهة صعبة أمام القاعدة نظرا لعدم وجود عدو قائم الذات تلمس قوته على الساحة عند وجودها وجها لوجه معه، وإنما هي في حرب شبيهة بحرب العصابات، فى وقت تدرك باريس أن مصالحها الكثيرة في الساحل والصحراء قد تتعرض لضربات موجعة.

وإذا كانت فرنسا أعلنت اليوم الحرب على القاعدة برفض الرئيس سركوزي ، تقديم أي تنازل من أي شكل للقاعدة ، سبيلا لتحرير الرهائن ، إذ لا يمكن بحسب المحلل الفرنسي كيدار أن تتفاوض الحكومة الفرنسية عن كل فرنسي يتم اختطافه ويستحيل تصور بقائها فى نفس الوقت مكتوفة الأيدي وهذا العدد من مواطنيها لدى القاعدة يواجه مصيرا مظلما .

فرنسا تعلم جيدا ، أن ساحة الحرب لن تكون باريس ولا أية مدينة فرنسية أخرى ، وأن الساحة الحقيقية للحرب مع القاعدة توجد في منطقة الساحل و الصحراء.

الطرح الفرنسي الجديد في التعاطي مع الإرهاب، فسره المحلل ماتيو كيدار صاحب كتاب “الإرهابيون الجدد”، من خلال حث باريس “مواطنيها على الالتزام بالحيطة والحذر عند زيارتهم للمناطق الساخنة،بل دعتهم في مناسبات مختلفة إلى تجنب زيارة دول مثل موريتانيا والنيجر ومالي ، لمجرد أن فرنسا أصبحت ترفض السقوط في الفخ الذى قد يحتم عليها العودة إلى مربع التفاوض المباشرمع عدو لم تعد تطيقه، مفضلة تسخير طاقتها في حرب شاملة عليه حتى النصر !.

خطاب سركوزي أمس الإثنين ، أوضح أن فرنسا ترى أنه لم يعد من مصلحتها أن تقبل بالخضوع لابتزاز الإرهابيين أو حتى محاولة ربط قنوات الاتصال معهم فى مفاوضات لم توصلها إلى نتائج ..فرنسا قررت القيام بحرب شاملة ومفتوحة على قاعدة المغرب الإسلامي ، حرب الخاسر الأكبر فيها لا محالة ذلك الحاضر الغائب ، شعوب كل من موريتانيا ومالي والنيجر .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button