المتظاهرون في مصر يؤدون “جمعة الرحيل”.. ومبارك يرغب بالاستقالة
قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه يود مغادرة السلطة، لكنه لا يستطيع خشية أن تنتشر “الفوضى” في البلاد.
وأضاف مبارك: “كنت مستاء جداً بخصوص أحداث أمس. لا أريد أن أرى المصريين يتقاتلون فيما بينهم”.
وحاول النظام المصري امتصاص غضب الشارع -غداة مواجهات ميدان التحرير، التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى- عبر الاعتذار عن هذه الأحداث واتخاذ إجراءات ضد عدة مسؤولين تمت إقالتهم وتجميد أموالهم ومنعهم من السفر، إلا أن معارضي حسني مبارك استمروا بالتظاهر من أجل إسقاطه وسط دعوات دولية متصاعدة للتسريع بنقل السلطة.
وعرف ميدان التحرير أمس حرب مواقع حقيقية ومعارك كر وفر، انتهت بقيام نحو 50 عنصراً من الجيش بالانتشار بين الفريقين، فخف التوتر من دون أن يخلو الأمر من بعض المناوشات بالحجارة والسلاح المتوافر لدى الطرفين. ومع ذلك فقد تم اعتقال 7 من القيادات الميدانية في صفوف المتظاهرين، كما جرت عمليات اعتقال وضرب ومطاردة مقصودة للإعلاميين، لمنعهم من التغطية، وكأن شيئاً ما يحضر فجراً ضد المتظاهرين، ورغبة في عدم وجود شهود على إتمام هذه العملية. وأطلق أركان الحكم في مصر مجموعة مبادرات، الهدف منها تسهيل الحوار الذي وعدوا به لإنهاء الأزمة، حيث تم الإعلان عن تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية قبل شهر سبتمبر، والتأكيد أن مبارك لن يرشح نفسه، ولن يورث نجله جمال.
غير أن الأحزاب المعارضة شددت على رفضها الدخول في أي حوار قبل تنحي مبارك، مؤكدة على ضرورة الاستمرار في التحركات الشعبية، وخصوصاً في “جمعة الرحيل” اليوم، وهو اليوم الذي اعتبرته المعارضة يوماً مفصلياً سيضع حداً لـ “ظلم مبارك”، وتوقع القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي أن يكون اليوم الجمعة اليوم الأخير للرئيس مبارك على سدة الحكم في البلاد. فيما قال الناطق باسم الإخوان محمد مرسي في رده على تهمة رفض الحوار: “لا نريد أن نضمد جراح النظام”.