القذافي: حوار‘القاعدة‘ ممكن.. وأميركا ستواجه حربا دامية إذا دخلت ليبيا
قال الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الأربعاء إن الليبيين سيموتون بالآلاف إذا دخلت الولايات المتحدة أو أي قوى أجنبية أخرى ليبيا وأبدى استعداده لمناقشة تغييرات دستورية وقانونية دون أعمال عنف.
وتساءل القذافي في خطاب خلال احتفال سياسي عما إذا كان الغرب يريد أن يصبح الليبيون عبيدا مثلما كانوا عبيدا للإيطاليين مشيرا إلى القوى الاستعمارية السابقة.
وأضاف أن الليبيين لن يقبلوا ذلك وسيخوضون حربا دامية سيموت فيها آلاف مؤلفة من الليبيين إذا دخلت الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي البلاد.
وفيما يتعلق بالقاعدة أبدى القذافي استعداده للحوار مع أي شخص من القاعدة أو أي أمير من التنظيم أو من يعين نفسه ليجيء ليقابله ويناقشه لكن القاعدة لا تناقش ولا مطالب لها على الإطلاق.
وأكد القذافي أن ليبيا تفتح أبوابها لإجراء تحقيق دولي وقال إن الأمم المتحدة اتخذت قرارات بناء على تقارير كاذبة.
وتساءل القذافي في خطاب خلال احتفال سياسي عن كيفية اتخاذ الأمم المتحدة قرارات بناء على أنباء كاذبة 100 %.
وأعلن أن ليبيا يجب أن تحقق في الأحداث كلها ابتداءا من البيضا إلى بنغازي وهما مدينتان في شرق البلاد يسيطر عليهما المناهضون له.
وألقى باللوم في الاضطرابات على عصابات مسلحة.
وتسأل الزعيم الليبي معمر القذافي (لا أعلم عن ماذا أتنحي) وقال إنه سلم السلطة منذ عام 1977 إلي الشعب الليبي من خلال اللجان الشعبية و (ارتحت في خيمتى وصرت رمزا يستأنس به الشعب). لافتا إلي أن الشعب هو المسئول عن السلطة وهو ليس نظام حزب أو عائلة.
وقال (لا منصب لي لأستقيل منه كما فعل الرؤساء الأخرين) مؤكدا أنه لا مكان لرئيس بين شعب هو الذي يمارس السلطة، معتبرا أن المحتجون علي حكمه (لا يحتجون عليه بل يحتجون علي ما حققه عمر المختار).
وعلق القذافي علي تناول الإعلام للأحداث الجارية علي الساحة الليبية مؤكدا أنه لا يتابع المحطات التليفزيونية بأنها (مضيعة للوقت) كما أنها لا تعرض المظاهرات المساندة له، بحسب قوله.
وردد المؤيدون للقذافي هتافات منها: “الله ومعمر وليبيا وبس”، وقال القذافي إنه فوجئ بالمظاهرات المؤيدة له في جميع أنحاء البلاد رغم أنه ليس رئيساً، واستغرب من تلك المظاهرات، ولكن القائمين عليها قالوا له إن سبب تلك المظاهرات هو الرد على مؤامرات خارجية تستهدفه وتستهدف ليبيا، مبيناً أن هتافات التأييد له خرجت تلقائية ولم يدبرها أحد، ونفى أن يكون هناك أي اضطرابات في الداخل ولكن الإذاعات الأجنبية هي التي تتحدث عن وجود عنف في البلاد.
واعتبر الزعيم الليبي أن تجميد العديد من دول العالم أرصدة ليبية هو “عملية اغتصاب وسطو على أموال الشعب”، مشدداً على أن هذه الأرصدة تابعة للدولة الليبية وليس له أو لأفراد أسرته.
وقال: “إن الأرصدة كونها أرصدة الدولة الليبية لا حق لديهم أن يضعوا يدهم عليها. هذه عملية اغتصاب وسطو على أموال الشعب”.
وأضاف “لن نقف مكتوفي الأيدي وسنوضح للعالم أنها قرصنة على أموال الشعب”، مؤكداً أن هذا الأمر يدل على “طمع في ثروة ليبيا”.
ونفى القذافي أن يكون أي من الأرصدة التي تم تجميدها عائداً له، وقال: “يأخذون الأرصدة الليبية ويقولون إنها أرصدة القذافي ياريت عندي أرصدة حتى يجمدوها”.
وتابع “أنا رصيدي القيم والمجد والشعب والتاريخ، هذا رصيدي الذي لا يفنى وليس الدولار الأمريكي”.
وتوقف القذافي كثيراً أثناء خطابه الطويل ليستمع إلى الهتافات المؤيدة له، ووصف القذافي القنوات الخارجية بأنها تسعى للإثارة والفتنة، متهماً إياها بأن هدفها تحدي إنجازات الثورة مثل النهر الصناعي العظيم وتأميم النفط، وقال إن الثورة هي التي صنعت اسم ليبيا وتاريخها في العالم.
وقال القذافي إن ما يحدث يهدف للتشويش على ليبيا باستغلال بعض الليبين في الخارج، وإن وراءها عناصر من القاعدة كانت ليبيا قد أفرجت عنهم ولكنهم عادوا لأعمال العنف والإرهاب وشكلوا خلايا نائمة بدأت في مدينة البيضاء التي لا يوجد بها قوات كثيرة، ومنها في بنغازي التي لا توجد بها أيضاً قوات كبيرة.
وأكد الزعيم الليبي أن عدد القتلى لا يتجاوز 150 إلى 200 قتيل ونصفهم من قوات الشرطة والجيش، زاعماً أنه مع بداية الأحداث طلب من القوات الانسحاب وعدم الدخول في اشتباكات، وأن المهاجمين قاموا بالاستيلاء على السلاح وبدأت في السيطرة على تلك المدن وترويع أهلها وإرهابهم، مبيناً أنه أمر الطائرات بقصف مخازن السلاح لمنع وقوعها في يد الإرهابيين.
ونفى العقيد الليبي خروج أي مظاهرات سلمية في أي مدينة ليبية عدا المظاهرات المؤيدة له، ولكن خرج أشخاص مسلحون وهاجموا مراكز الجيش والشرطة وأطلقوا سراح المساجين وطلبوا منهم الانضمام إليهم في القتال.
وأكد القذافي أنه سيقاتل في ليبيا من أقصاها لأقصاها للقضاء على المسلحين الذين قال إنهم موجودون في مناطق معزولة من البلاد، وطالب بتحقيق دولي في أحداث القتل التي وقعت.
ونفى وجود أي سجين سياسي أو أي نوع من الصراع على السلطة في ليبيا.
واتهم القذافي مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم، والذي يعد أحد المقربين السابقين منه، بالخيانة، وانه السبب وراء قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بفرض عقوبات على القذافي وعدد من المقربين منه.
وهدد الزعيم الليبي بالاستغناء عن شركات النفط الغربية العاملة في ليبيا واستبدالها بشركات صينية وهندية.
– وكالات