أخبار

حلقة من برنامج الشريعة والحياة لم تبثها ‘الجزيرة‘

لا يمكنك وانت تشاهد حلقة من برنامج الشريعة والحياة بنسخته الليبية عبر فضائية الجماهيرية، ان تمنع نفسك من الضحك ..! كما أن متعتك لمشاهدة الحقيقة ستبدأ مع تركيزك على متابعتك لحلقة البرنامج المذهل ! ، حيث استضاف برنامج خاص يفترض انه على نمط الشريعة والحياة الذى يبث أسبوعيا على قناة الجزيرة القطرية ،ضيفين، الأول شاب بلحية ناعمة ومنمقة استمر البرنامج طوال ساعة كاملة بالإبتهال والدعاء.

والثاني يفترض انه حاصل على دكتوراه في الشريعة بجامعة الفاتح ويتحدث اللغة العربية بفصاحة، ولا يرتدي دشداشة ولحيته تكاد لا تظهر وحاسر الرأس بلا عمامة.

مقدم البرنامج بحد ذاته حكاية وهو أشبه بفؤاد المهندس في أفلام الستينيات، حيث يجلس فوق برطومته العليا شارب قصير من طراز شارب شارلي شابلن وهتلر، أما الأستديو فأخضر بالكامل وتتدلى من سقفه خمس لمبات خضراء طبعا توحي بكل ما في الدنيا من وقار.

أدار المذيع الوقور الذي يتحدث ببطء شديد الحوار على النحو التالي: أيها الأخوة تعالوا لنشاهد معا الشريط التالي، ويمكن ببساطة ملاحظة كلمة (شريط) التي نسيها خبراء العمل التلفزيوني منذ سنين طويلة.

باختصار يتحدث الشريط عن احد فتيان ثورة بنغازي وهو في حالة ندم بعد مشاركته بالثورة، إثر تعاطي حبة هلوسة ويشرح الفتى الباكي كيف بدأ الثورة ضد الأخ العقيد القائد، بضرب والده ولطم والدته ثم خرج للشارع وغرر به لكي يحرق أحد المخافر وهو في حالة (الزهزهة).

بوضوح أشد يمكن ملاحظة ان وجه الشاب المهلوس لم يظهر على الشاشة والسبب على الأرجح إخفاء الخرائط التي زرعت على وجهه حتى يدلي بالاعتراف التاريخي.

لاحقا انتقلت الكاميرا للمفتي الفصيح بسؤال صغير من المذيع هتلر: فضيلتكم بماذا تعلقون؟

تنهد فضيلته قليلا ثم اندفع للتعليق شاكرا الله العلي القدير على ان هذا المهوس المغرر به كبقية جمهور الجرذان في الشارع توقف عند حدود إحراق مركز بلدته الأمني والسيطرة على السلاح.. عندها بدأت ملامح الاستغراب على صاحبنا المذيع فأردف فضيلته: أشكر الله لان هذا المهلوس كان يمكن ان يمتطي والدته وينكحها لا سمح الله بسبب حبوب الهلوسة التي قيض لها أن تخترق الشعب الليبي وأرسلت لزعزعة استقرار ليبيا بعد (تخدير شعبها) ودفعه للهلوسة، ثم أضاف فضيلة الشيخ العلامة: أنتم لا تدرون ما الذي تفعله حبوب الهلوسة بالإنسان وكيف تحيله إلى شيطان؟ (كيف علم فضيلة الشيخ بذلك؟).

بعد وقفة قصيرة عاد فضيلته لكي يشرح نظريته في الحرب العالمية الثالثة، التي تستهدف صمود ليبيا والقذافي وسلاحها هذه المرة ليس عسكريا، بل بأطنان من حبوب الهلوسة التي أرسلت خصيصا للشعب الصامد المؤمن.
لكي تكتمل الحصة قال الأستاذ – عفوا- المذيع : حتى نتوثق تعالوا نشاهد الشريط الثاني، وهو شريط تضمن لقطات عن تمكن سلطات الجمارك في ميناء الزاوية من ضبط نحو 37 مليون حبة هلوسة ومخدر حاول البعض تهريبها للداخل الليبي لإكمال الثورة، واهتمت الكاميرا هنا بالتركيز على هذه الحبوب ومعلبات الدواء.

بحسبة بسيطة يمكن القول ان الجهات الخبيثة التي تستهدف ليبيا خططت لتخصيص ست حبات هلوسة على الأقل لكل مواطن ليبي .. ترى كيف يضمن المخطط ان يتناول كل مواطن ليبي هذه الحبوب، لكي يخرج للشارع؟.. سؤال آخر جال في خاطري: ما أعرفه شخصيا وأرجو من الأخوة القراء ان يصححوا لي، ان من يتعاطى حبة هلوسة يدخل في حالة خمول وزهزهة ويشعر بانه يطير في السماء ويرتاح ‘عالآخر’ مما يعني ان حبوب الهلوسة الحربية على الشعب الليبي من نوع خاص ومبتكر؟ هذا النوع على الأغلب يدفع من يتعاطاه للخروج للشارع والسيطرة على السلاح المخزن والتفكير بإسقاط النظام بعد التيقن من الفساد والإدارة السيئة والظالمة.

إذا كان الأمر كذلك أتمنى ان يهلوس جميع أبناء الأمة العربية، وأرجو من قوى الإمبريالية التي يتحدث عنها القذافي ان تتصل بي لكي أساعدها في تهريب حبوب الثورة التي تحقق غرضين بوقت واحد: الشعور بالزهزهة والطيران والتحليق والاسترخاء، والتخلص من انظمة الاستبداد بالطريق.. أليس ذلك ممتعا للغاية، فمن حقي كمواطن عربي مسحوق ان أتهلوس بهذه الطريقة؟

شخصيا أزعم ان حلقة الشريعة والحياة التي حضرتها في فضائية الجماهيرية تم انتاجها بعد حبوب هلوسة حقيقية تناولها الجميع، ابتداء من المخرج وانتهاء بقرضاوي طرابلس والمذيع صاحب الشارب القصير وكذلك الضيف الثاني، الذي لم يقل شيئا إلا الدعاء بين الحين والآخر.

المهلوسون بتقديري هم الذين جلسوا في حالة وجوم وعيون حائرة زائغة رصدناها على الكاميرا وهم يصفقون دوما لكل كلمة قالها الأخ القائد في خطابه الأخير، الذي اتهم فيه عدة جهات بالتسبب بالثورة، من بينها الإمبريالية وتجار المخدرات والموساد وتنظيم القاعدة والجرذان ومجلس الأمن ودولة قطر وبعض الأنظمة العربية الرجعية ووسائل الإعلام الكذابة .. كل هؤلاء اخرجوا شعب ليبيا ضد قيادته الملهمة.

ادلة وفتاوى

ولعل تعدد المتهمين بصناعة الحدث الليبي في الرواية الرسمية الدليل الأكثر تعبيرا عن (هلوسة النظام الليبي الشقيق) فقد بشرتنا فضائية (الشبابية) التابعة لسيف الإسلام، التي يفترض انها ذراع إعلامية عصرية لرجل الإصلاح الأول في طرابلس بانها ستبث برنامجا خاصا عن حقيقة ما حصل على شكل (سيرة ذاتية) وموضوعية لحالة الفوضى والحرب على نظام الجماهيرية.

تسمرت أمام الشاشة للاطلاع على هذه السيرة، فخرج مذيع مجهول يتحدث بلغة عسكرية ذكرتني بالصوت الذي ظهر على شاشة التلفزيون الأردني وهو يستجوب أفراد خلية عزمي الجيوسي، لانها خططت لتفجير مبنى المخابرات بمتفجرة كيميائية، مما كان سينتهي بمقتل نحو 80 ألفا من الأردنيين الأبرياء، حسب نشامى التلفزيون الرسمي الذين أداروا هذا الفيلم الهندي، وهو هندي ببساطة لإن محكمة التمييز العليا رفضت شراء الرواية وأعادت المحاكمة مرتين.
.. سبحان الله نفس درجة الصوت واللكنة ومخارج الحروف سمعتها على الفضائية السورية، وهي تبث اعترافات لعشرات الأشقياء الفلسطينيين الذين تآمروا على جمهورية الصمود والتصدي .

وقد أزعم ان نفس الصوت سمعته مرة مماثلة على شاشة التلفزيون السعودي، وكأن هذه الأصوات تتشابه عند الإعلام الرسمي العربي عندما يتعلق بمؤامرة على الشعب، او كأن شريط كاسيت بنفس الصوت ونفس السيناريو يتجول بين المحطات إياها.

المهم نعود لبرنامج فضائية الشبابية فصوت المذيع هنا أبلغنا بمؤامرة محبوكة بعناية لاستعمار ليبيا، واعدا بأن يقدم لكل من يشاهد الحلقة الدلائل الموثقة على ذلك، وخلال دقائق فقط كانت الوثائق على النحو التالي: صورة لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي سابقا خلال مؤتمر صحافي (تخيلوا مؤتمر صحافي يعني الزلمة بيحكي علنا).. يتحدث رجل الموساد عن اهتمام إسرائيل بافريقيا وسعيها لاختراق شمال افريقيا.. طبعا دليل جديد ومفحم جدا على المؤامرة.

الدليل الثاني: صورة وسطها علامة سؤال مع خيال رجل يفترض ان اسمه زياد حمصي وصاحبنا له دور في التجسس على الاتصالات بلبنان، ويفترض حسب الشبابية ‘بتاعة’ سيف الإسلام ان الحمصي من أدوات إسرائيل في تحريك الشارع العربي .. هنا لم أفهم شيئا إطلاقا عن علاقة الحمصي بما حصل في بنغازي، خصوصا ان المخرج وضع لنا الصورة إياها مع إطار لأجهزة تنصت من ذلك الطراز الذي يظهر في مسلسل أمريكي بوليسي شهير اسمه (24) ‘بتاع’ الممثل الحلو جاك باور.

الدليل الثالث: صورة بطاقة هوية لمواطن ليبي من بنغازي مع صوت مكالمة هاتفية على أساس انها تتضمن توجيهات من قيادي ليبي في تنظيم القاعدة لشخص آخر في بنغازي، وفي هذا التسجيل الصوتي البائس يقول الأول للثاني: تحركوا فجرا واحرقوا ما تستطيعون.

الدليل الرابع: طبعا يتحدث عن أطنان من حبوب الهلوسة التي أدخلها للبلاد تنظيم القاعدة بالتعاون مع الموساد في النهاية وعن دور بعض القنوات العربية في تحريض الناس .

.. هذه الأدلة البائسة قدمتها لنا الشبابية لإقناعنا بأن الجرذان ومن يتعاطون الحبوب إياها هم فعلا اداة الجريمة وإن كانت أدلة توجيه الاتهام لعدة جهات، إما تعاونت في ما بينها او توافقت على إيذاء ثورة الفاتح، وحسب السيناريو هنا الموساد وحبوب الهلوسة والجزيرة مع العربية وأسامه بن لادن، هم المتفقون المتهمون، فسبحان الله الذي جمع هؤلاء على قلب رجل واحد (فجأة) كما يقول الراحل أبو عنتر.

بعد هذا التحشيد للأدلة والتحديد للجهات المتهمة باستهداف دولة الرخاء والثقافة والعلوم والحضارة التي بناها الأخ القائد، يمكننا الاستمتاع أيضا بنخبة واسعة من فتاوى شيوخ المولينكس التي تبثها صوتا وصورة فضائيات ثورة الفاتح، وهي فتاوى يظهر في أحدها شخص سعودي يعتبر الشيخ يوسف القرضاوي مدعيا للعلم – إسمحوا لي هنا بان أردد ما قالته ميادة الحناوي .. تصوروا .

وفي فتوى تالية يصر رجل دين سعودي على تسمية محطة الجزيرة بمحطة (الخسيرة) أما ما يثير الدهشة فهو فتوى تطل على فضائية الشبابية ليل نهار ويكتب تحتها الاسم التالي (الشيخ العلامة محمد بن عبدلله بن الإمام) .. صاحبنا يحرم قطعيا المظاهرات والمسيرات لسبب بسيط وهو: يشارك فيها السفيه والعاق والغوغائي والهمجي والفاسق ويمتطيها دوما الرعاع… هنا لن أردد ما قالته ميادة الحناوي بل ما تقوله المعيز … مااااااااااااااااءءء.

– أنباء انفو – بسام البدارين

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button