دراسات : زعيم مالي الإمبراطور الراحل موسى.. أغنى وأكرم شخص حكم بلدا فى التاريخ
أنباء انفو- تعتبر بعض الدراسات التاريخية أن مانسا موسى، أغنى إنسان فى التاريخ، وقد حكم مالى فى عام 1312، حيث تولى العرش بعد أن فقد سلفه، أبو بكر الثاني فى رحلة قام بها عن طريق البحر للعثور على حافة المحيط الأطلسي.
وقد جاء حكم موسى في وقت كانت فيه الدول الأوروبية تكافح بسبب الحروب الأهلية المستعرة ونقص الموارد خلال تلك الفترة، ازدهرت إمبراطورية مالي بفضل الموارد الطبيعية الوفيرة مثل الذهب والملح، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
تحت حكم موسى، نمت الإمبراطورية المزدهرة لتشمل جزءًا كبيرًا من غرب إفريقيا، من ساحل المحيط الأطلسي إلى مركز التجارة الداخلية في تمبكتو وأجزاء من الصحراء الكبرى، كذلك ازداد الوضع الاقتصادي لمواطنيها.
ذاع صيت مانسا موسى وبلغت شهرته كل شمال أفريقيا والشرق الأدنى بفضل رحلة الحج التى أدها، حيث انطلق سنة 1324 نحو مكة مع حاشيته التى ذكرت المصادر أنها تتراوح بين 15 ألف و60 ألف شخص، من بينهم 12 ألفا من الخدم والعبيد، ورجال يرتدون الحرير ويحملون عصيا ذهبية يعتنون بالخيول والأكياس، وكانت كل نفقات هذا الموكب على حساب مانسا موسى، من أكل وملبس للناس والحيوانات.
والقافلة كانت تتكون من 80 جملا، يحمل كل واحد منهم بين 50 و300 رطل من الذهب، كان مانسا موسى كريما كثير العطاء، وكان يجزل فى كل مدينة يمر بها أثناء الرحلة، وذكر العمرى أنه أنفق فى حجته مائة وسق جمل من الذهب، وأنه أفاض فى الإحسان والعطاء من الذهب للأمراء والأعيان والتجار وعامة الناس ممن يقابلونه ما لا يحصى ولا يعد، وكذا الأمر بالنسبة للحجيج وأهل الحرمين، وذكر السعدى أنه يبنى مسجدا فى كل مدينة أو قرية يصادف مروره بها يوم الجمعة.
ونقل العديد من الأشخاص روايات وشهادات عينية عن رحلة مانسا موسى، وكلهم كانوا منبهرين بثروته وأهميته، وهو ما كتب فى العديد من المصادر، كما أن لقائه بالسلطان المملوكى الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون فى يوليو 1324 موثق بشكل جيد.
ذكر تقى الدين المقريزى فى كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك أن قافلة المانسا موسى حطت الرحال فى تمام 15 جمادى الأولى من سنة 724 هجرى (الموافق ل10 مايو 1324 ميلادي).
ذكر العمرى أنه عندما نزل مانسا موسى فى القاهرة، امتنع أن يقابل السلطان المملوكى الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون متحججا بأنه جاء للحج فقط، ولكن السبب الرئيسى هو عادة تقبيل الأرض واليد فى حضرة السلطان المملوكى وكان مانسا موسى يرى هذا انتقاصا منه، وبعد محاولات عدة قبل الدعوة، ولكنه أنكر أمام السلطان عادة تقبيل الأرض واليد بصوت عال، ثم قال أنه يسجد لله فقط، فأكره على ذلك حسب ابن الوردى وسجد لله حسب العمرى ولم يسجد قط حسب المقريزى وابن كثير، ثم تقدم للسلطان فجلس بجانبه وتحادثا لمدة طويلة.
وبعد هذا الموعد، أعطى السلطان المملوكى للمانسا موسى أحسن ما تجود به خزائنه من ملبس ومأكل وعدة وخيل مسرجة وأموال له ولأعيانه، وكان نفس الشيء أثناء عودته من الحج.
لكن سخاء موسى تسبب فى آثار جانبية مدمرة بالنسبة لاقتصاد المناطق التى مر بها، ففى القاهرة والمدينة المنورة ومكة المكرمة، أدى التدفق المفاجئ للذهب إلى انخفاض قيمة هذا المعدن لمدة عشر سنوات، وشهدت أسعار السلع الاستهلاكية تضخمًا مرتفعًا، حيث حاول السوق التكيف مع تدفق الثروة المصاحبة لزيارة الملك المالي، من أجل تعديل سعر الذهب، اقترض مانسا موسى بفائدة عالية كل الذهب الذى يمكنه حمله من تجار القاهرة، وكانت المرة الوحيدة فى التاريخ الذى يتحكم فيه رجل واحد بسوق الذهب فى حوض البحر الأبيض المتوسط.
-أنباء انفو- اليوم السابع- متابعات