رئيس موريتانيا يتحدث لأول مرة عن ولد الطايع وولد عبد العزيز وملك المغرب وادريس دبي وانقلاب مالي (مقابلةحصرية)
أنباء انفو- تعيد “أنباء انفو” نشر النص الكامل للمقابلة الحصرية التى أجرتها الأسبوعية الفرنسية “جون آفريك” مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم السبت الماضي.
الرئيس واد الشيخ الغزواني تطرق خلال المقابلة و لأول مرة لمواضيع غالبا تشغل الرأي العام المحلي فى موريتانيا خصوصا ودول الإقليم بصة عامة.
تحدث ولد الشيخ الغزواني عن الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدى أحمد الطايع، المقيم منذ الإطاحة بحكمه عام 2005 فى قطر وإمكانية عودته إلى بلاده .
ثم عن الرئيس السابق محمد عبد العزيز، والانقلاب في مالي، وموت الرئيس إدريس دبي، والزيارة المرتقبة للملك محمد السادس لموريتانيا والعلاقات الموريتانية المغربية التي قال عنها بأنها جيدة.
أسبوعية “جون افريك” أكدت أن ولد الشيخ الغزواني يحظى باحترام كبير، حيث كان والده الراحل الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، زعيما لجماعة أخوية صوفية كبيرة ومؤثرة في شرق موريتانيا، لكن نواياه وشخصيته ظلت غامضة لدرجة أنه عندما تم دعم ترشيحه في مارس 2019 من قبل صديقه المقرب، الرئيس محمد ولد عبد العزيز، اعتقد الكثيرون أنهما سيقودان البلاد معا، أو حتى أن الوافد الجديد على السياسة سيتلقى أوامر مباشرة من معلمه.
ثم أضافت أنه رغم كل ذلك، سرعان ماتمكن هذا الجنرال المتقاعد، الذي تم انتخابه بعد ثلاثة أشهر من فرض نفسه، ومن تخفيف حدة التوثر مع المعارضة، وأعاد محمد ولد بوماتو ومصطفى شافي، العدوين اللدودين لسلفه، وقبل كل شيء، سمح للجنة تحقيق برلمانية بمراجعة الحسابات لفترتي ولاية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
تضيف” جون أفريك”، اليوم ، ولد عبد العزيز، رئيس الدولة السابق والرجل القوي يُتابَع بتهم من بينها الفساد وغسيل الأموال، ويتواجد تحت الإقامة الجبرية منذ غشت 2020، حيث تم وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي في يونيو الماضي في إقامة آمنة تقع داخل أكاديمية الشرطة في نواكشوط، غير أنه لم يستسلم ولا يزال يدعي براءته.
وحسب “جون آفريك” سيتعين على محمد ولد الشيخ غزواني، الحد من العواقب السياسية لهذه المسألة الشائكة التي يجري التحقيق فيها حاليا خلال ولايته الأولى، والوفاء بوعوده بالتغيير بسرعة لأن الموريتانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب وباء كوفيد-19، بدأوا يفقدون صبرهم.
وأضافت “جون أفريك” بأنها وفي 23 يوليوز استقبلها رئيس الدولة، محمد ولد الشيخ الغزواني، في مكتبه الواسع، الواقع في الطابق الثالث من القصر الرئاسي، حيث أجاب على أسئلة محاوريه بإسهاب، وكان الحوار كالتالي:
جون آفريك: في 9 يوليوز، انتقد محمد بازوم، رئيس النيجر، استيلاء الجيش على الحكم في مالي، هل يعتبر العقيد عاصمي رئيسا شرعيا؟
محمد ولد الشيخ الغزواني: أدلى الرئيس بازوم برأيه وليس لدي شيء أضيفه في هذا الموضوع، مالي توجد في وضع استثنائي نتيجة الانقلاب العسكري، ولا أحد له الحق في تقييم شرعية العقيد غويتا إلا الماليين نفسهم، والمؤسسة المخول لها إبداء رأيها، اعتبرت أنه يجب أن يتولى غويتا رئاسة المرحلة الانتقالية، وهذا ما سيؤدي إلى العودة إلى النظام الدستوري، لدي ثقة كبيرة في ذكاء الماليين لكي تتم هذه العملية في الوقت المحدد.
جون آفريك: هل تلقيت من آسيمي غويتا ضمانات؟
ولد الغزواني: نعم، في الواقع لقد تحدثنا عدة مرات عبر الهاتف.
جون آفريك: هل كان إيمانويل ماكرون محقًا في وضع حد لعملية برخان في يوليوز الماضي وتقليص وإعادة نشر القوات الفرنسية المتواجدة في منطقة الساحل؟
ولد الغزواني: منذ عملية سيرفال (2013-2014) إلى عملية برخان، قامت فرنسا، بشكل كبير، بدعم منطقة الساحل، لقد كانت حاضرة للغاية من الناحية الأمنية وساعدت في حشد التمويل لتطوير مجموعة دول الساحل، كما ساهمت في حشد تمويلات من أجل تنمية منظمة دول الساحل G5، وذلك من خلال إعادة نشر نظامها إذ تسعى قبل كل شيء إلى تكييفه مع الطبيعة المتغيرة للتهديد الإرهابي، ولن تدخر فرنسا أي جهد لمواصلة دعمها لنا، ولا أشك في ذلك.
جون آفريك: هل منظمة دول الساحل (G5) مازالت فعالة حيال هذا التهديد الجديد؟
ولد الغزواني: نعم أنا لا أرى العكس، ولايجب أن ننسى أنها منظمة حديثة العهد في المنطقة، ولا يزال مستوى التنسيق فيها ضعيفا.
جون أفريك: هناك حلقات ضعيفة..؟
ولد الغزواني: الحلقات الضعيفة توجد في أي جهاز لكن خلاصة القول هي أننا جميعًا لدينا الإرادة للمضي قدمًا، وهذا ما نقوم به.
جون آفريك: أعلنتم عن تعزيز التزام موريتانيا داخل مجموعة دول الساحل، من خلال عمليات مشتركة مع مالي. هل بدأت تلك العمليات؟ وهل ستنتشر قواتكم في الأراضي المالية؟ الشيء الذي كان يرفضه دائما سلفكم؟
ولد غزواني: تعتبر موريتانيا جزءا من المنطقة الغربية التي تضم مالي، لقد تم فعلا التخطيط لعمليات نفذت بشكل فعال، لا أريد الخوض في المزيد من التفاصيل، لأسباب يمكنكم فهمها.
جون آفريك: في أبريل، أجريتم مشاورات في تشاد بعد وفاة إدريس ديبي إيتنو. هل وصول محمد إدريس ديبي إلى السلطة تم في ظروف ديمقراطية؟
ولد الغزواني: لقد كان موت الرئيس ديبي فجائيا، ولا يمكن أن يمر هذا الحدث دون أن يكون له تأثير على منطقة الساحل، التي أعطى الكثير من أجلها، بمجرد انتهاء مرحلة الذعر، أنشأ التشاديون نظاما انتقاليا، وأنا من الذين يؤمنون أنه يجب ملء الفراغ بأسرع ما يمكن، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى انتخابات خلال الثمانية عشر شهراً كما تم الاتفاق على ذلك.
جون آفريك: لنتحدث عن موريتانيا، وجهت لكم انتقادات على أساس أنك واصلت العمل مع فرق من الأنظمة السابقة، لماذا تستمرون في تسيير الحكم إلى جانب هذه الطبقة السياسية؟
ولد الغزواني: سوف نحرم أنفسنا على الأقل من 80٪ من الأطر الموريتانية إذا اتبعنا هذا المنطق، وهذا لن يكون في مصلحة أحد، ولا سيما مصلحة البلد، نحن لا نستبعد لا الرجال ولا النساء لمجرد أنهم عملوا في وقت معين مع أحد الأنظمة السابقة، ولكن هذا لا يمنعنا من إقحام وجوه جديدة، وهو ما سنواصل القيام به.
جون آفريك: خلال حملتكم الانتخابية، وعدتم الموريتانيين بمؤسسة العدالة الاجتماعية وأن التعليم يدخل ضمن أولوياتكم. بماذا تردون على أولئك الذين يتهمونكم بعدم العمل بسرعة كافية؟
ولد الغزواني: لا أعتقد أننا لم ننجز شيئا حتى الآن، بل العكس، فقد حققنا الكثير بالرغم من الظرف المتسم بجائحة كورونا وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والصحية المدمرة، نحن واعون بأنه يتوجب تخفيف الفوارق الاجتماعية، لذلك أنشأنا المندوبية العامة “تآزر” التي وضعت برنامج تضامن طموح جدا.
أما بالنسبة للتعليم فقد جعلت منه ورشا كبيرا منذ مجيئي، وأنشأنا مجلسا وطنيا للتعليم، وسوف يتم التصويت على قانون في هذا السياق قبل نهاية السنة. وعند وصولنا إلى الحكم اكتشفنا أيضا أن لدينا نقصا مهولا في المدرسين، لذلك قمنا بتوظيف 6000 مدرس خلال عامين، كان لدينا أيضا نقص في الفصول الدراسية فقمنا بإنشاء 5000 فصل دراسي؛ و2000 أخرى هي الآن في طور البناء، كما زادت الميزانية المخصصة للتعليم، من حيث الرواتب، من 48 مليار (122 مليون أورو) إلى 63 مليار.
جون آفريك: هل ستستجيبون لطلب المعارضة في تنظيم حوار وطني؟
ولد الغزواني: عندما نتحدث عن حوار وطني، نعتقد على الفور بأننا في وضعية أزمة، وهذا مخالف للوضع في موريتانيا، لقد انفتحنا على المعارضة والمجتمع المدني، من الممكن أن تكون لدينا رؤى وبرامج مختلفة، ومع ذلك نلتقي ليسمع كل منا وجهة نظر الآخر وبدل الحوار، يمكننا تنظيم تشاور نتمنى بأن يسفر عن نتائج إيجابية، وأن لن تكون لدينا أي عقد للعمل على تنفيذها،
جون آفريك: لماذا سمحتم بعودة رجلي الأعمال محمد ولد بوعماتو والمصطفى ولد الشافعي إلى نواكشوط؟
ولد الغزواني: بمجرد أن أسقطت المحاكم التهم الموجهة إليهما، أصبح من الطبيعي أن يعودا إلى وطنهما، وهما يعيشان الآن كمواطنين يتمتعان بحرية التنقل.
جون آفريك: كيف ستتم تسوية “الإرث الإنساني” الناتج عن اختفاء وطرد الموريتانيين السود بين عامي 1989 و1991 ؟
ولد الغزواني: ما يصطلح عليه عندنا بالإرث الإنساني جاء نتيجة وضع يستنكره كل الموريتانيين، ولا يمكننا دائمًا إعادة طرح هذا الملف على الطاولة، والقول إنه لم يتم فعل أي شيء في هذا الإطار، كانت هناك تعويضات، ونحن دائما مستعدون لفعل المزيد إذا مازال هناك تقصير.
جون آفريك: بخصوص معاوية ولد الطايع، الذي كان رئيسًا في ذلك الوقت، لا يزال يعيش في المنفى في قطر. هل عودته ممكنة؟ وهل تؤكدون أنكم تحدثتم معه بعد تنصيبكم؟
ولد الغزواني: هذا غير صحيح، لم نتحدث مع بعضنا وعودته لم تطرح من طرف أي أحد منا، وحقيقة أن عدم تواجد معاوية ولد الطايع في موريتانيا اليوم هو نابع عن إرادته، وفي اليوم الذي يقرر فيه العودة، سوف يعود بالتأكيد.
جون آفريك: قمتم بتعيين آمال بنت سيدي ولد الشيخ عبد الله، ابنة الرئيس السابق، في منصب وزيرة التعليم العالي في ماي الماضي، هل يعتبر هذا رسالة صلح إلى أسرتها؟
ولد الغزواني: يجب اعتبار هذا الأمر بمثابة رسالة إلى النساء، وإلى الشباب، نحن لا نعين شخصا لأن والده كان رئيسا سابقا، ولكن لأننا نعتبر أنه يتوفر على الصفات المطلوبة.
جون آفريك: هل تحدثتم مع والدها قبل وفاته في نونبر 2020؟
ولد الغزواني: لا أحب أن أتحدث عن الأشخاص الذين لم يعودوا متواجدين بيننا… وحتى لو كان بيننا في وقت ما خلافات فيما يتعلق بتسيير البلد، فإن ذلك لن يمنعني أبدًا من إبداء احترامي وتقديري تجاهه.
جون آفريك: ولايتكم بدأت مضطربة بعض الشيء، حيث ظل سلفكم محمد ولد عبد العزيز يدعي براءته ويطالب بتقديم أدلة تتبث ضلوعه في جرائم الفساد. ما هي العناصر الملموسة التي تتوفر عليها العدالة في هذه القضية؟
ولد الغزواني: أنا حقا لا أعلم، منذ وصولي إلى السلطة، اتخذت قرارا بعدم الاهتمام بالملفات الموجودة بين أيدي العدالة، وقد تم إرسال تقرير لجنة التحقيق البرلمانية إلى العدالة، واستقلالية القضاء لا تسمح لي بالتطرق إلى هذا الملف.
جون آفريك: هل أنت شخصيًا مقتنع بأنه مذنب؟
ولد الغزواني: أنا لست قاضيا لأقول هل هو مذنب أم لا.
جون آفريك: لا يزال ولد عبد العزيز يندد بما أسماه تصفية حسابات سياسية ويتهمكم بالمشاركة في اللعبة، وعلى حد قوله، فقد تم تشكيل لجنة التحقيق من قبل نواب مقربين منك، بمن فيهم زوج ابنتك؟
ولد الغزواني: منذ أن توليت السلطة، لم تنظم أي انتخابات تشريعية، وتعود آخر انتخابات إلى سنة 2018، ولم يعرف عن النواب الحاليين القرب مني سابقا، ولو أنني سعيد اليوم بالتوفر على أغلبية مريحة، والموريتانيون يعرفون جيداً الظروف التي تم فيها إنشاء لجنة التحقيق البرلمانية، لا أعتقد أنه يمكن اتهامي بأنني تدخلت، سواء في تشكيلها أو في مسار تحقيقات ها. ولمّا ترك ولد عبد العزيز منصبه في نهاية ولايته الثانية، وفقا للدستور، اعتقد العديد من المراقبين أن متاعبه القانونية قد تدفع بعض الرؤساء إلى التشبث بالسلطة، ولا أعرف أي رئيس يطلب حصانة أبدية، ثم إن الخوف من العدالة أو من المساءلة، ليست هي أفضل وسيلة لتطوير وتعزيز الديمقراطية في بلداننا.
جون آفريك: كنتم جد مقربين من سلفكم لمدة تفوق أربعين سنة. متى تصدعت هذه الصداقة؟
ولد الغزواني: أفضل عدم الحديث عن مشاعري. لأنها شخصية.
جون أفريك: بمجرد انتخابكم، هل كنتم مستعدين للعمل معه؟
ولد الغزواني: حتى لو كان هذا السؤال، مرة أخرى ذا طبيعة شخصية، فسأجيبكم عليه، إذا كان علي أن أترك شخصًا في الوجود، فسيكون هو.
أعتقد أن أي رئيس دولة سابق يجب أن يحتفظ بمكانة كبيرة وأن يحظى باحترام الجميع، سواء في حياته الخاصة أو العامة، والرئيس الحالي هو أول من يجب أن يُظهر له هذا التقدير.
جون آفريك: كان محمد ولد عبد العزيز مقربا من البوليساريو، وأنتم مستمرون في استقبال مبعوثيها، هل تنوي موريتانيا التزام الحياد؟
ولد الغزواني: هذا هو الموقف الذي تبنته موريتانيا منذ خروجها من النزاع، حيث أرادت الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف، كما يجب استخدام هذا “الحياد الإيجابي” لمحاولة التوفيق بين وجهات النظر وإيجاد حلول.
جون آفريك: لم يتم استقبال وزير خارجيتكم من طرف الملك محمد السادس. هل عادت التوثرات مع المغرب إلى الظهور؟
ولد الغزواني: علاقاتنا مع المملكة نموذجية، واتصالاتي مع جلالة الملك متعددة، عن طريق الهاتف وغيره، حتى أنه دعاني لزيارة المغرب، وهو ما قبلته، ونحن أيضا قمنا بدعوته لزيارتنا ووافق هو الآخر، وقد كلفنا لجنة دبلوماسية بترتيب هذه الزيارات.
جون آفريك: من المعروف أنك قريب من الدوائر العسكرية الجزائرية وكنت صديقًا بشكل خاص لرئيس الأركان أحمد قايد صالح الذي توفي في دجنبر 2019. هل هذا يدل على أن علاقاتكم مع الجزائر أكثر انسيابية مما هي مع الرباط؟
ولد الغزواني: بالطبع عندما كنت رئيس أركان الجيش الموريتاني، كنت أذهب أحيانا إلى الجزائر، ولا سيما إلى تمنراست، لحضور اجتماعات لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC)، المكلفة بمكافحة الإرهاب، وأكرر دائما بأن علاقاتنا مع المغرب سلسة.
جون آفريك: لقد استعدتم العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ما هي النقاط المحددة التي ركزت عليها المفاوضات؟
ولد الغزواني: لقد قررنا من خلال اتفاق متبادل بإعادة العلاقات الثنائية بيننا وقد فعلنا ذلك، لقد كان ذلك أسهل مما تظن.
جون آفريك: هل هناك تقارب مع إسرائيل في الأفق؟
ولد الغزواني: واجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار إرادة الشعب الموريتاني المرتبط بشدة بالقضية الفلسطينية، الذي يعتبر أنه لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأنه يجب على الشعب الفلسطيني أن يحصل على حقه في الاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة، إنها مسألة عدالة.
جون آفريك: اليوم، سعر الحديد في أعلى مستوياته، ونتائج الشركة الوطنية للصناعة والتعدين (اسنيم) ممتازة. هل إدارتها وحركاتها أفضل مما كانت عليه بالأمس؟
ولد الغزواني: اسنيم هي شركة مهمة لبلدنا، تعاني من بعض المشاكل، حيث هناك اختناقات في إنتاجها ووضعها الاقتصادي جيد بفعل ارتفاع أسعار الحديد، لكن ارتفاع سعر الحديد ليس معيارا للحكم على أدائها، إنها تكافح من أجل تحسين إنتاجها، الذي راوح مكانه في حوالي 11 مليون طن منذ تأميمها عام 1973، واليوم هي آخذة في الزيادة في الإنتاج منذ عام 2019، حيث وصل المعدل إلى 12 مليون طن، وفي عام 2020، 12.5 مليون طن. وخلال هذا العام نهدف إلى تحقيق 13 مليون. لقد أخذت مسارا جيدا، لكنني لا أخفي عنكم أن الظروف صعبة، فمنجم گلب II في زويرات، الذي كان من المفترض أن ينتج 4 ملايين طن من الخام، كان ينتج 1 مليون فقط عند وصولنا، اليوم ينتج 2.5 مليون. كما أننا نواجه مشكلة موارد بشرية، ومع ذلك نحن نحاول الاستفادة من الوضع لتسديد ديون اسنيم. لأن الشركة على استعداد للدفع للدائنين. وأخيرًا أقول بأن أداة إنتاجها متهالكة، وسوف نعمل على تحديثها.
جون آفريك: مع العلم أن بلدكم يمكن أن يحقق اكتفاء ذاتيا في مجال الصيد البحري، إلا أن هذا القطاع لا يزال قليل القيمة، لماذا؟
ولد الغزواني: في الواقع، تتمتع موريتانيا بموارد سمكية كبيرة، كماً وكيفا، والاستراتيجية الجديدة المتفق عليها في 2015 جيدة جدا، لكن تطبيقها لا يخلو من العيوب، على سبيل المثال في مجال المراقبة، ومن ناحية أخرى، يتم بيع وتصدير مواردنا الخام، وهو أمر لا يسير في الاتجاه الصحيح، لذلك سوف نعمل على بناء وحدات لتحسين المعالجة والتخزين، كما سنحاول اجتذاب المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
ومن المقرر أن يبدأ الاستغلال المشترك لحقل الغاز مع السنغال في عام 2023.
جون آفريك: كيف يمكنك طمأنة الموريتانيين بشأن حسن إدارة هذا المورد الجديد؟
ولد الغزواني: أنا والرئيس ماكي سال نريد أن يمر كل شيء بطريقة تشاورية، وهذا مشروع استراتيجي لبلدينا، وسنقوم بكل شيء لدعم إداراتنا وشركائنا، BP وKosmos، وسوف تعود إيرادات هذا المشروع، بالفائدة على تنمية بلداننا.
جون أفريك: هل غير وباء كوفيد_19 الطريقة التي تعالج بها التحديات الاقتصادية والاجتماعية لبلدكم ؟
ولد الغزواني: بطبيعة الحال، لقد أثرت كثيرًا علينا، لكنها علمتنا الكثير أيضًا، كنا من بين أولئك الذين كانوا أقل استعدادًا لمواجهتها، لم يكن نظامنا الصحي جاهزًا على الإطلاق بسبب نقص الاستثمار، في بداية الوباء، كانت مستشفياتنا بالكاد تستوعب أكثر من 12 مريضًا في العناية المركزة؛ اليوم لدينا 348 غرفة إنعاش، وأعتقد أننا تعاملنا مع الجائحة بشكل جيد، سواء من خلال زيادة الوعي العام أو من خلال إنشاء هياكل مثل صندوق التضامن، الذي تديره لجنة تضم الدولة والمجتمع المدني، لقد حاولنا دعم شرائح المجتمع الأكثر هشاشة من خلال توزيع التحويلات النقدية وتوفير الغذاء لهم، في إطار مواجهة الموجة الثالثة سيتم افتتاح مستشفى والذي سيستقبل مرضى كوفيد على الخصوص، وفي جميع المراكز الطبية، سيتم حجز غرف لهم.
جون آفريك: هل تواصلون الدعوة إلى إلغاء ديون بلدان مجموعة الساحل؟
ولد الغزواني: تواجه هذه الدول تحديًا مزدوجًا: التهديد الأمني والتنمية، وبالتالي فإن التزامنا بمكافحة الإرهاب جاء على حساب القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، نحن لا نطلب من شركائنا تمويل عملياتنا العسكرية، ولكن نطالبهم بمساعدتنا على سد العجز الذي تولّده، أصبحت مديونيتنا لا تطاق هذا هو السبب الذي جعلنا نطالب بإلغاء الديون، ونحن ممتنون لـG20 على منحنا وقتا مؤقتا عن سنتي 2020 و2021، ولكن هذا لا يكفي.
جون آفريك: هل ستتقدمون لولاية جديدة في سنة 2024؟
ولد الغزواني: هذا لا زال بعيدا، والأولوية الآن لولايتي الحالية، إذ أعلنت ترشيحي الآن، سيخلق ذلك جوًا من الحملات، وليس جوا من العمل.
جون آفريك: لديكم صفة عسكري، منذ متى كان لديكم طموحا بأن تصبحو رئيساً للبلد؟
ولد الغزواني: لم أخطط لذلك أبدا.
جون آفريك: إذا هي فرصة أتيحت لكم؟
ولد الغزواني: يمكن أن نقول ذلك، حتى لو كان من الصعب اختزال الانتخابات الرئاسية في فرصة بسيطة.
جون آفريك: هل ستذهبون في عطلة؟
ولد الغزواني: خلال شهر غشت، سوف نحاول تنظيم عطل أعضاء الحكومة، بحيث يتمكن من لم يأخذ إجازة لمدة عامين، الذهاب في إجازة، والقادمون الجدد سيتحلون بالصبر، أما من جهتي، فإذا كان عليّ أن آخذ عطلة، فلن تكون طويلة.