أخبار

مع تقدم القذافي …واشنطن تكشف عن وجهها وتقرر التدخل عسكريا

طرابلس (رويترز) – خاض جنود من القوات الحكومية الليبية معارك مع مقاتلين على الطريق المؤدي الى بنغازي معقل المعارضة المسلحة في ليبيا يوم الخميس في الوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة من احتمال شن ضربات جوية لمنع تقدم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال التلفزيون الليبي الرسمي يوم الخميس انه سمع اطلاق نار وانفجارات في مطار بنغازي معقل المناهضين للقذافي. ولم يعط المزيد من التفاصيل.

لكن المداولات الدولية للاجراءات التي يتعين اتخاذها ربما تكون قد طالت بشكل زائد عن الحد بحيث أصبح من الصعب مساعدة الانتفاضة المناهضة للقذافي والتي تحاول التمسك بمكاسبها بعد شهر من بدئها.

وأعاقت اشتباكات حول أجدابيا وهي بلدة استراتيجية على الطريق الساحلي زحف القوات الحكومية على بنغازي لكن الجيش حذر المواطنين من أنه يضع عينه على المدينة وطلب من الناس مغادرة المواقع التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

ولدى الاقتراب من اجدابيا يمكن مشاهدة سيارات محترقة ملقاة على جانب الطريق في الوقت الذي تستعرض فيه القوات الحكومية الليبية المدفعية والدبابات وقاذفات الصواريخ المتنقلة وهي أسلحة ثقيلة بدرجة أكبر كثيرا من تلك المتوفرة لدى قوات المعارضة.

وقالت الولايات المتحدة -التي كانت تبدي فتورها قبل ذلك ازاء فكرة التدخل العسكري الاجنبي- ان مجلس الامن التابع للامم المتحدة يجب أن يبحث فرض اجراءات تتجاوز مسألة اقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا.

وقالت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس في نيويورك “نحن نبحث بشكل جدي للغاية ونقود الجهود في المجلس حول مجموعة من الاجراءات الني نعتقد أنها ستكون فعالة في حماية المدنيين.”

وأضافت “رأي الولايات المتحدة هو أننا نحتاج الى أن نكون مستعدين لبحث خطوات تشمل منطقة حظر طيران لكن ربما تتجاوزها.”

وكان رد فعل واشنطن في البداية حذرا تجاه دعوة جامعة الدول العربية ودول أوروبية الى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وشعر بعض المسؤولين بقلق من أنها قد تكون غير فعالة من الناحية العسكرية أو تسبب ضررا سياسيا.

وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة لرويترز ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تؤيد الان فكرة ان يسمح مجلس الامن بعمل عسكري مثل الضربات الجوية لحماية المناطق المدنية.

وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية انها تأمل أن يقترع مجلس الامن على قرار في موعد “أقصاه يوم الخميس”.

وتابعت أن القذافي عاقد العزم فيما يبدو على قتل أكبر عدد من الليبيين وأضافت أنه يجري بحث “العديد من الاجراءات المختلفة”.

وتوجه الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي الى مقر الامم المتحدة يوم الخميس للضغط بشأن مشروع قرار لمجلس الامن يهدف الى منع قوات القذافي من التقدم صوب معقل المعارضة في شرق ليبيا.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان “نظرا للحاجة الملحة التي يعيشها السكان الليبيون خاصة في بنغازي قرر الان جوبيه التوجه الى نيويورك لدفع الاقتراع بالموافقة على هذا القرار بأسرع وقت ممكن.” وأضافت انه لا يمكن ان يحدث اي تدخل عسكري في ليبيا دون مساندة الامم المتحدة او دون المساعدة النشطة ومشاركة من جانب الدول العربية.

لكن روسيا والصين وألمانيا والهند وغيرها من الدول الاعضاء اما ما زالت مترددة أو أبدت شكوكا ازاء اقتراح فرض منطقة حظر طيران. واستبعدت ايطاليا التي ستكون قاعدة محتملة للعمل العسكري التدخل العسكري في ليبيا.

وقال مسؤول أمريكي انه ليس بوسعه ان يؤكد انه تم بحث اي خطة لمهاجمة القوات الليبية. وقال انه من الناحية النظرية فان العمل العسكري يمكن ألا يستهدف القوات الجوية التابعة للقذافي فحسب بل أيضا المدفعية والاتصالات.

ويرجع هذا التغير فيما يبدو الى زيادة محنة المقاتلين الذين يحاربون القوات الحكومية لانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما والذين شكلوا مجلسا وطنيا انتقاليا في بنغازي.

وأدت هجمات للقوات الحكومية المدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية الى تقهقر المعارضة المسلحة التي تفتقر الى الاسلحة الكافية من البلدات التي كانت قد سيطرت عليها في الايام الاولى من الانتفاضة.

وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة لوفيجارو اليومية ان هدف قواته هو تحرير الشعب من “العصابات المسلحة” التي تحتل بنغازي.

ومضى يقول انه أذا استخدمت قواته القوة فان العملية ستستغرق يوما واحدا. لكنه أضاف أن هدفهم هو تفكيك الجماعات المسلحة من خلال وسائل مختلفة مثل تطويق المدن او ارسال مفاوضين.

وعندما سئل عما اذا كان الحوار مع قوات المعارضة ممكنا كرر تأكيده على أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة.

وتابع أنهم ليسوا من النوعية التي يمكن التفاهم معها لان القاعدة لا تتفاهم مع أي أحد.

وعن مصير زعماء المعارضة المسلحة أجاب أن من الممكن أنهم سيفرون. ولكنه قال انهم لا قيمة لهم.

وقال بيان نقلته قناة الليبية الرسمية لسكان بنغازي ان الجيش في الطريق.

وحث البيان السكان على الابتعاد عن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون والاماكن التي تخزن فيها الاسلحة.

وتجاهل سكان بنغازي هذا البيان وقالوا ان المدينة هادئة.

وقال هشام محمد وهو أحد سكان طبرق في مكالمة هاتفية “الناس هنا بخير. هناك قدر من التوتر.. قدر من الخوف من الضربات الجوية لكن أغلب الناس بخير.”

ولم يتضح بالتحديد وضع أجدابيا على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب من بنغازي المطلة على خليج سرت حتى صباح يوم الخميس. وتبدل الطرف المسيطر على أجزاء من البلدة أكثر من مرة خلال الساعات الثماني والاربعين
الماضية.

وقال أسامة جزوي وهو طبيب في بنغازي انه عندما غادر أجدابيا في وقت متأخر من يوم الاربعاء كانت قوات المعارضة تسيطر على المدينة وكان القتال لا يزال مستمرا.

وفي مرحلة من المراحل تمكنت قوات القذافي من قطع الطريق من أجدابيا الى طبرق لكن المعارضة المسلحة تمكنت من اخراجها منه.

لكن مدنيا اخر في بنغازي طلب عدم نشر اسمه قال ان اجدابيا سقطت في يد القذافي.

ومضى يقول “أعلم أشخاصا هناك. هناك الكثير من الاشخاص الذين يغادرون أجدابيا ويمرون ببنغازي ويتجهون للحدود.”

وكان الوضع غير واضح أيضا بالنسبة لمصراتة. فبينما قال التلفزيون الليبي يوم الخميس ان القوات الموالية للقذافي استعادت السيطرة على مدينة مصراتة بغرب البلاد نفى سكان ومعارضون بالمدينة الخبر.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button