هوجمت طرابلس فى نفس اليوم الذى هوجمت بغدادا..والمؤامرة مستمرة!
فر بن على إلى السعودية و سقط حسني مبارك فى مصر ليطرح السؤال المشروع نفسه في الشارع العربي : من هو التالي؟ وبرزت عدة مناطق ساخنة… فالشوارع البحرينية والليبية واليمنية والعراقية والمغربية وحتى الموريتانية ، ماجت وهاجت بجماهيرها ووصل الأمر لحد الإستخدام المفرط للقوة وسقوط الشهداء فى بعض تلك الدول .
سارع حكام الجزائر والمغرب وعمان والأردن لتقديم بعض التنازلات والتلويح ببعض الإصلاحات لتخفيف الضغط الشعبي عليهم. وكذلك فعل الملك السعودي،،، ولكن للمستعمرين الطامعين رايهم بالأحداث، ولهم أيضاً عملاؤهم الذين يسيرون في خدمة مخططاتهم.
ستقولون عدنا إلى نظرية المؤامرة وسنقول لكم أن المؤامرة موجودة وواضحة المعالم. وستقولون أننا نعلق أخطائنا على شماعة الآخرين وسنقول لكم ولكن الآخرين هم الذين يتدخلون في شئوننا. فهاهي تظاهرات سلمية شعبية تحولت في ليبيا وبقدرة قادر إلى تمرد مسلح بدبابات ومقاومة طائرات ومن ثم طائرات، واصبح حاملو اللافتات والشعارات يحملون البي كي سي ويمتطون ظهور الراجمات والمقاومات،،، كل هذا في طرفة عين ولم يتسائل الإعلام الحر جداً عن سر هذه التحول، ولم يذكر شيئاً عن القتلى العسكريين الذين قتلهم “المتظاهرون العزل” في المدن المحررة! هل سمعتم عن تظاهرات سلمية تستولي على مدن بأكملها وتقتل جيشها بالهتافات والشعارات؟ ولأن القذافي حاكم حاله كحال كل الحكام في المنطقة فقد أنبرى للدفاع عن وحدة بلده وشعبه؛ فما الذي حصل؟ تلاقف الغرب المتمدن هذا التصرف وأجتمع وناور وألّب والف القصص عن القمع والقتل والتعذيب، وكأن هذه الأساليب هي من أختصاص القذافي حصراً، وبكى وابكى وتباكى على الأبرياء من الشعب الليبي المقهور، ومن ثم اصدر القرار 1973 وبدأ التدخل الغربي المكشوف على ليبيا .
الغريب فى الأمر أن الهجوم على ليبيا حدث فى نفس التوقيت وفي نفس اليوم 19/3 من عام 2003 بدأت العمليات العسكرية لغزو العراق وفي 19/3/2011 بدأت العمليات العسكرية لتحرير ليبيا تحت ظل مزعزم للقرار الأممي 1973 الذي لم يعطي الإذن لها!!!؟؟؟ وما اشبه الليلة بالبارحة فالمعتدي نفس المعتدي والوعود نفس الوعود وستكون النتائج بإذن الله نفس النتائج وسترحل الجيوش الغازية منكسرة مهزومة ولو بعد حين.
تحية للشعب الليبي البطل في نضاله ضد دكتاتورية القذافي وحكمه الفاسد، وتحية له في مقاومته للغزو الأجنبي القادم من أوربا وأمريكا وباشراف زعماء “العالم الحر” الذين هم ليسوا أقل وحشية وحباً للدماء من أي دكتاتور ظالم يدّعون أنهم يحاربون من أجل تحرير شعبه…
” فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون* يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون”… والله أكبر.