شبح الحرب القبلية يخيم على ليبيا
الآن وقد شرع الغرب في شن الضربات الجوية ضد الأهداف العسكرية الليبية، يبدو أن خيار معمر القذافي هو الاعتماد على معارك المدن الكبيرة، ما يعني أن هذا النزاع قد يتحول إلى حرب قبلية طويلة الأمد.
تحولت الدبابات التي دمرتها طائرات الميراج الفرنسية خارج بنغازي بعشرات الكيلومترات إلى مصدر جذب لسكان المدينة. هذا ما لاحظه هانس ياب ميليسن مراسل إذاعة هولندا العالمية في ليبيا. هناك دبابات أخرى على بعد سبعين كيلومترا جنوب بنغازي في بلدة الزويتنة. كانت هذه الدبابات في حالة تقهقر مطاردة من قبل الثوار، بحسب ما سمعه ميليسن من الثوار.
عين على السماء
“الثوار حذرون جدا في زحفهم، ويعرفون الآن أنهم في غنى عن الهجوم على تلك الدبابات لأن الطائرات الغربية تغنيهم عن القيام بذلك بأنفسهم. في الأحوال العادية كانوا سينقضون على هذه الدبابات فورا، ولكنهم الآن ينظرون إلى السماء ويراقبون آملين أنه بهذه الطريقة يحصلون على التعزيزات الضرورية”، بحسب ميليسن.
وجود الدبابات في حقل مفتوح قرب بنغازي يعد هدفا سهلا لقوات التحالف، ولذلك سيحاول القذافي على نقل المعارك، قدر الإمكان، إلى داخل المناطق المأهولة بالسكان، بحيث لن تجرؤ الطائرات الغربية على شن الغارات الجوية خوفا من سقوط ضحايا من المدنيين. وهذا ما حاوله أيضا قبيل فرض حظر الطيران عندما زحف بقواته إلى داخل بنغازي.
قائد الثوار
يقول اللواء المتقاعد بيري ماكو إن حرب المدن يمكن أن تستغرق شهورا، وخاصة إذا عجز الثوار على المدى القصير عن إبراز قائد واضح في الواجهة، مما قد يحول النزاع إلى حرب قبلية.
“آمل أن يتمكن الثوار من بناء هيكل قيادة يراقب جيش القذافي ونظامه الذي سيأخذ في الاعتبار أن الحالة ميؤوس منها وأن كثيرا من أفراد الجيش سيلتحقون (بالثوار). عندئذ ستحسم المسألة في غضون أسبوع أو أسبوعين. ولكن إذا لم يحدث ذلك ودخلت القبائل في صراع داخلي تقاتل بعضها البعض، فإن المسألة ستأخذ بالتأكيد بضعة أشهر”.
– تقرير: يوهان فان دير تول – إذاعة هولندا العالمية/